حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأي

العودة إلى المريخ

يونس جنوحي

من المنتظر أن تعرف منطقة الجنوب الشرقي، خلال الربع الأول من العام المقبل، مجموعة من الدراسات من طرف خلايا بحث تابعة لمراكز فضاء دولية في أوربا وأمريكا، لإجراء محاكاة لمجموعة من التجارب المنتظر إطلاقها على سطح المريخ، ابتداء من سنة 2025.
نحن نتحدث عن سياحة «فضائية» حقيقية في الجنوب الشرقي، الذي توجد به مناطق تطابق تماما أجواء كوكب المريخ. ولعل «الخلاء والقفار» أصبح على الأقل يصلح لشيء ما، من شأنه أن يعود على الصالح العام بالمنفعة، وهو للإشارة موجود بسخاء في المغرب عموما وليس في الجنوب الشرقي فقط. ولكن السر وراء سعي الفرق العلمية إلى إجرائها بالضبط في إقليم الرشيدية وأرفود والنواحي، يرتبط بتطابق عجيب في شكل التضاريس، كما لو أن هناك توأمة ما بين المنطقة وقبائل المريخ، الذي لا نعرف إلى اليوم ما إن كان به سكان، أم أن اكتشاف المياه على هذا الكوكب مرتبط بكائنات حية دقيقة عاشت أو تعيش هناك.
مجموعة من التلاميذ المتفوقين المغاربة من أبناء المدرسة العمومية، نجحوا فعلا في اجتياز اختبارات متقدمة أطلقتها وكالة الفضاء الدولية«NASA» وتفوقوا على تلاميذ من دول متقدمة، لكي يحجزوا مقاعد في برامج تكوين لها علاقة بالبحث العلمي في الفضاء.
المستقبل للبحث العلمي، وهناك حكومات كبرى تدعمه في كل أنحاء العالم. الهند تستثمر في البحث العلمي في دول إفريقية. هذا الاستثمار يتلخص في تزويد قرى نائية في الصحراء الإفريقية بمعدات الإنترنت والحواسيب، وتطلق دروسا عن بعد منذ سنة 2015 تقريبا لصالح عشرات آلاف التلاميذ، الذين تمكنوا من مواصلة دراستهم بفضل هذه التقنيات.
استطاعت الهند منافسة دول مثل الصين وبريطانيا في إطلاق هذا النوع من البرامج التعليمية عن بعد، قبل زمن كورونا الذي أصبح فيه التعليم عن بعد سُنة معمولا بها. والنتيجة كانت تكوين نخبة من التلاميذ والكفاءات في مجالات علمية وتقنية، بإمكانهم العمل في مشاريع اقتصادية لصالح هذه الدول، سواء في بلدانهم أو في دول مجاورة.
في المغرب هناك مبادرات بتنسيق مع وزارة التربية الوطنية أطلقها الاتحاد الأوربي، ربطت مجموعة من المدارس العمومية في المناطق الجبلية بشبكة الإنترنت، عن طريق تقنية الصبيب عبر الأقمار الصناعية. ورغم أن العملية عرفت صعوبات كبيرة عند إطلاقها، بالإضافة إلى مشاكل تقنية، إلا أنها أصبحت خلال السنتين الأخيرتين أكثر نجاعة وفاعلية، بعد استبدال الحواسيب، وتكوين بعض الأطر للتعامل مع هذه التقنيات والبرمجيات.
وبفضل هذه المبادرات التي قدمتها دول الاتحاد الأوربي للمغرب، تكون نخبة من التلاميذ المغاربة في القرى، والذين تفوقوا على أبناء المدن والحواضر في استعمال البرمجيات وإطلاق برامج محلية، قد تتطور يوما ما إلى برامج مغربية مائة بالمائة.
كان ممكنا مثلا أن تنتهي تلك الحواسيب قبل سنوات في منازل بعض المسؤولين، كما كان يقع في أغلب المبادرات، لكن يقظة بعض الغيورين من أسرة التعليم وحرصهم على استفادة أبناء الفقراء من تلك التجهيزات، حالا دون وقوع اختلاسات من شأنها إجهاض المشروع.
لماذا لا تفكر الحكومة في إطلاق نوع جديد من السياحة الداخلية المرتبطة بالبحث العلمي؟ وجدوا قرب اليوسفية أقدم أثر على الوجود البشري فوق كوكب الأرض، كما وجدوا آثار ديناصورات نادرة، بالإضافة إلى حفريات تعود إلى الحقبة الأولى لتشكل كوكب الأرض، ولا أحد فكر من هؤلاء المسؤولين في إنشاء برامج سياحية للعلماء والوكالات والجامعات والباحثين، لكي يزوروا المنطقة لإجراء الأبحاث العلمية. كل ما هناك متحف يتيم في طريق الريصاني وأرفود، أنشأه مهاجر مغربي سابق من ماله الخاص، يعرض فيه مستحاثات وحفريات وهياكل لديناصورات عاشت في المغرب، قبل أن يأتي زمن الديناصورات الحقيقية، التي تحاول إعادة المغرب إلى الزمن الذي كان يشبه فيه كوكب المريخ.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى