يقيم المنتخب الصومالي لكرة القدم منذ أسابيع في مدينة الجديدة التي اختارها مكانا لمعسكر تدريبي استعدادا للاستحقاقات القارية، رفقة المدرب المغربي هشام لوستيك.
منتخب الصومال فضل استقبال ضيوفه في المنافسات الإفريقية بمدينة الجديدة بدل مقديشو، ولاعبوه يقضون أيام رمضان الأولى في مزغان، ويخوضون حصصا تدريبية في ملعب العبدي بل ويواجهون منتخب إسواتيني، سوازيلاند سابقا، في إطار الدور التمهيدي من التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2025.
في مدينة مراكش يقيم منتخب جيبوتي استعدادا لمواجهة «ضيفه» منتخب ليبيريا على أرضية ملعب مراكش الكبير. لاعبو جيبوتي يتقاسمون صورهم في ساحة جامع لفنا في منصات التواصل الاجتماعي، ويبدون سعادتهم بالتواجد في مدينة «البهجة».
في بركان يعيش لاعبو منتخب جنوب السودان وساو تومي شهر رمضان في معسكرات بالسعيدية، ويستمتعون بالمعنى الحقيقي لـ «كرة وسياحة». في عاصمة البرتقال يخوضان تصفيات كأس إفريقيا بعيدا عن بلديهما.
في مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي، يتحدث لاعبو منتخب جنوب السودان باللهجة الدارجة المغربية، ويتبادلون التهاني الرمضانية بنبرة «شرقية».
اتحاد الكرة في جنوب السودان سبق وأن وجه ملتمسا للاتحاد المغربي، من أجل استضافة نادي السلام من دولة جنوب السودان، لإجراء مبارياته في دوري أبطال إفريقيا بملعب مراكش، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الانسحاب من المسابقة القارية، والأغرب أن يواجه ممثل جنوب السودان خصمه الهلال السوداني في مراكش التي جمعت ما شتته السياسة.
حين اختنقت الأوضاع الأمنية في السودان وارتفعت ألسنة النيران، لم يتوقف نبض الكرة بل تقرر ترحيل المنتخب السوداني إلى مدينة أكادير، حيث قضى معسكرا تدريبيا وخاض مباريات ودية ورسمية في سوس بعيدا عن بؤرة الاقتتال.
منتخبات إفريقية عديدة اختارت الاستقرار في المغرب، حين ضاقت بها سبل الكرة، بعد أن انتبه الاتحاد المغربي إلى أن الكرة قادرة على ترميم ما أفسدته السياسة، وأبرم عشرات اتفاقيات الشراكة مع اتحادات إفريقية فتحت أبواب ملاعبنا في وجوهها وحولتها إلى ضيوف مغرب يمارس دبلوماسية الكرة.
حين تبين بالملموس أن الوحدة العربية مجرد موال مشروخ ردده القادة العرب خلف جمال عبد الناصر، قبل أن يستبدلوه بـ «كليبات» تعري عن المؤامرة الصغرى في الشوارع والملاعب وتنسي المؤامرة الكبرى على الوطن العربي، استقبل المغرب كأس العرب ومنحه اسم ملك البلاد محمد السادس.
كل هذه المبادرات دفعت الجزائر إلى تبني خطة المغرب في استقطاب المنتخبات الإفريقية، بعد أن شعرت بالعزلة القارية في انتخابات الاتحاد الإفريقي.
وضع الاتحاد الجزائري ملعبا وفندقا رهن إشارة المنتخب الموريتاني للشباب، ودعاه للمشاركة في دورة كروية أطلق عليها اسم «بطولة الساجدين»، ووعد ببدء صفحة جديدة في العلاقات الرياضية بين الجزائر ونواكشوط.
في الكوت ديفوار لاح طيف السياسة من جديد، فقد اكتشف الجمهور المغربي الذي ظل يشجع الموريتانيين، لاعبا موريتانيا داعما للانفصاليين، جعل من صفحته الفايسبوكية جبهة لممارسة دعاية رخيصة.
هاجم الجمهور الموريتاني لاعب منتخبه ياسين الوالي، بسبب خطأ لا يغتفر تسبب في ضربة جزاء في الدقائق الأخيرة من المباراة التي جمعت المرابطين بالرأس الأخضر ضمن نهائيات كأس إفريقيا. وعلى غرار المغاربة اتهم الموريتانيون لاعبهم بالولاء للانفصاليين أكثر من الولاء للكرة.
الخطأ وارد في الكرة، لكن حين يخترق البوليساريو تشكيلة منتخب له سيادة، فسلام على الكرة حتى مطلع الفجر.
التقارب الموريتاني الجزائري على المستوى السياسي، لا يلغي التقارب الكروي بين رئيسي الاتحادين، فقد ظلت أكادير منذ مدة طويلة الوجهة المفضلة للأندية والمنتخبات الموريتانية، ضدا على رغبة الجزائر التي تمارس دبلوماسية مبللة بالبترول.
