
بعدما أكدت أن الصور مفبركة وهددت باللجوء إلى القضاء كمن سبقوها، خرجت علينا السيدة البرلمانية المحترمة ماء العينين «محزمة» بما قاله لها بنكيران: «إوا وإن كنت اخترت أن أنزع الحجاب في الخارج أو أرتديه هنا فهذا شغلي، واللي مزوجني وماعجبوش الحال يطلقني، وإلى خرقت القانون نتحاكم والى خالفت شي حاجة من تعاقدي مع الحزب نتساءل»…
طبعا طبعا، وبما أن بنكيران منحك صك الغفران فنحن جميعا يجب أن نعتذر، ومن حقك علينا أن نقبل الدخول والخروج فالهضرة ديالك إكراما للمقام الطاهر الذي تمسحت به، فإن حكم بنكيران وغفر لا أحد يستطيع التعقيب على غفرانه أو الطعن في حكمته، وكل لسان منزعج في الحزب يجب أن يخرس، وكل منتسب عليه أن يتضامن، وكل منتقد يجب أن يهاجم. أليست هذه هي الأسباب التي دفعتك إلى اصطحاب معك من اصطحبت واللجوء للمشيخة، ظنا منك أن يدها فوق يد الجميع؟ إلا أن حساباتك أخطأت، فانقلب السحر على الساحر وبدل أن يتضامن معك من يحترمون بنكيران، ثار عليك وعليه حتى الجمهور الذي كان صامتا، بمن فيهم إخوانك في الحزب الذين حز في قلوبهم هذا الكم الهائل من المصائب المترادفة التي ابتلاهم الله بها:
أحمد منصور والزيجة المشبوهة بإحدى القنديلات، القرضاوي، ثم الكوبل الحكومي، ثم يتيم المتهم بالبيدوفيليا دون أن يطرق باب القضاء لإنصافه إن كان مظلوما، ثم اعتماد وبوانو اللذان توعدا الغزيوي و«الأحداث المغربية» بالمتابعة ثم اختفيا، ثم بنحماد وفاطمة النجار التي «تساعده على القذف» كما جاء في المحضر، ثم يتيم مرة أخرى يتجول في باريس (يبدو أنها صارت وجهتكم المفضلة) ممسكا بيد مدلكته/خطيبته، ثم وثم وثم من الفضائح التي لا يبدو أنها ستتوقف قريبا… لذا دعيني أسألك هل بنكيران نفسه هو من قال لهؤلاء ديرو لي بغيتو أنتم أحرار؟ هل كل خطاياكم يمسحها بنكيران ويدفعها من حساب الاحترام الذي يكنه له بعض الناس؟ وأي احترام سيبقى بعد أن التصق وحل فضائحكم بجلبابه؟ واش نتوما حزب ولا فرقة دينية تطوف ببيت حي الليمون كأنه كعبة تغسل فيها ذنوبها؟
كما يبدو أن رئيس الحكومة السابق نسي أو تناسى وهو يحدثك/ما أن لي كان ممكن ميعجبوش الحال ويطلقك، قد طلقته أنت بعد شبه فضيحة لملمتها بسرعة، وأن الحزب الذي يمكن أن يحاسبك إن أخلفت تعاقدك قد لجأت إليه خصيصا كي يرغمه على الصمت، لأن الجميع يعلم وأنت تعلمين وبنكيران يعلم أن حجابك جزء من تعاقدك معه، فالمرجعية الدينية والمشروع الإصلاحي للعدالة والتنمية الذي جاء ليحارب المفسدين (ديال الأخلاق ماشي ديال المال العام) رأس ماله الأساسي في الانتخابات التي تنزلين حملاتها بالحجاب ماشي بحوايج فرنسا.
ثم دعيني أذهب معك ومع المتضامنين في طرح أن المخزن يحاول أن يصفي حساباته معكم بنشر فضائحكم، لماذا منحتموه الفرصة؟ ألستم الفئة الناجية التي حدثتنا صباح مساء عن الأخلاق وأرغت وأزبدت حين أثير نقاش الحرية؟ ألست أنت، أيتها النائبة المحترمة، من سبق أن رفعت هاتفها فقط كي تنصح صديقة بالابتعاد عن صديقتها لأن أخلاقها فاسدة؟ حتى بنكيرانك الذي حلل لك التبرج في باريس ألم يسبق أن حرمه على صحفية في قلب البرلمان؟
الحاصول الشيء الوحيد الذي أتفق فيه مع ما قال ونشرت هو أنه يجب فعلا أن تظلي هكذا، لا تطلبين شيئا إلا من الله، أنت ومن معك، لأن «الستر» الذي تحتاجونه بيده وحده.




