
مارسيليا: محمد الحمزاوي
نظمت الصحيفة الفرنسية “لا تريبيون”، التي يملكها رودولف سعدة، رئيس شركة النقل البحري “سي إم إيه سي جي إم”، لقاءً مخصصًا للابتكار والتعاون بين أوروبا وإفريقيا في عالم يهزه الصراع بين الولايات المتحدة والصين. وحظي المغرب بمكانة مركزية في هذا اللقاء من خلال استضافة وزير النقل، عبد الصمد قيوح وسفيرة جلالة الملك محمد السادس بفرنسا، سميرة سطايل.
وانعقدت الدورة الرابعة لمنتدى أوروبا-إفريقيا في قصر فارو بمرسيليا، بحضور وفود من جميع أنحاء المنطقة المتوسطية والإفريقية. وتم تنظيم هذا الحدث تحت رعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وجلالة الملك محمد السادس، وسلط الضوء على أهمية الابتكار والتعاون الدولي تحت شعار “لنبتكر معًا”. ومن بين الشخصيات الحاضرة: وزير النقل واللوجستيك عبد الصمد قيوح، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي وزملاؤهما في الحكومة كريم زيدان، وسفيرة جلالة الملك في فرنسا سميرة سطايل، ورئيس الاتحاد العام للمقاولين المغاربة (CGEM) شكيب العلج…
وأكد العديد من المشاركين، أن الشراكة المعززة بين المغرب وفرنسا تعتبر نموذجاً ناجحاً للتعاون بين دولتين، من خلال مشاريع استراتيجية وإرادة مشتركة للتنمية، تبوئ الدولتين وضعا جيدا لمواجهة تحديات المستقبل. ويقول الوزير عبد الصمد قيوح: “أحد المشاريع الرئيسية لهذه الشراكة هو خط السكك الحديدية عالي السرعة (LGV) بين القنيطرة ومراكش، وهناك مشاريع كبرى قيد التنفيذ في ميناء طنجة المتوسط والمطارات”. وفي إطار استعدادات المغرب لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030، تم اختيار شركة “ألستوم” لتوفير 18 قطارًا فائق السرعة ضرورية لتحديث شبكة المملكة المغربية. وأكد الوزير أيضًا على شراء 200 طائرة من طراز “إيرباص” بحلول عام 2037 لصالح الخطوط الملكية المغربية.
من جهتها، أكدت السفيرة سميرة سطايل على “الضرورة الملحة للتطلع نحو المستقبل. وهذا يتطلب تجاوز الوضع السابق والتركيز على الفرص المستقبلية، وخاصة الثقة المتبادلة، من خلال التعاون على قدم المساواة”.
من جانبه، أشار الوزير المكلف بالاستثمار كريم زيدان إلى أهمية “الميثاق الجديد للاستثمار، الذي يتجاوز كونه جهاز حافز فقط، من خلال إدخال نظام من المكافآت المنظمة، يستهدف المشاريع ذات القيمة المضافة العالية ويأخذ في الاعتبار التوازنات الإقليمية، وسجل الوزير نتائج “مشجعة للغاية”، مع 191 مشروع استثمار معتمد، يمثل أكثر من 31 مليار يورو ويتوقع إنشاء 150.000 فرصة عمل، 85 في المائة منها قيد التنفيذ”.
وعادت سميرة سطايل لختم حديثها بالقول: “إفريقيا لا تحتاج إلى مساعدة، بل إلى استثمار”.




