حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةثقافة وفنحوار

المهاجر يعيش غربة مستمرة لا يمكن قبولها ولا التآلف معها

حوار مع الروائية المصرية ميرال الطحاوي

محمود عبد الغني

ولدت الروائية المصرية ميرال الطحاوي سنة 1968، في مدينة الحسينية بمحافظة الشرقية، في أسرة تنتمي إلى أصول بدوية. حصلت على درجة الليسانس في اللغة العربية من جامعة الزقازيق، ثم عملت بالتدريس، قبل أن تنتقل إلى القاهرة ـ نشرت ميرال الطحاوي أول أعمالها ، وكانت مجموعة قصصية ـ سنة 1995، وفي العام التالي أصدرت روايتها الأولى “الخباء”. التحقت ميرال الطحاوي بهيئة تدريس جامعة القاهرة، ثم انتقلت في سنة 2007 إلى الولايات المتحدة، حيث عملت أستاذًا مساعدًا بقسم اللغات الأجنبية بجامعة الأبالاش. حققت روايتها “بروكلين هايتس” نجاحًا نقديًا كبيرًا، وفازت عنها بجائزة نجيب محفوظ للرواية العربية، كما وصلت الرواية إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية. أجرى معها الملحق الثقافي لجريدة “الأخبار” هذا الحوار بمناسبة صدور روايتها “أيام الشمس المشرقة” (دار العين، 2022).

 

س: منذ رواية “بروكلين هايتس” سنة 2010 افتقدك قراؤك. لماذا هذا الغياب؟ هل التفرغ البحث الجامعي؟

ج: السنوات الأخيرة كانت حافلة بالمشاغل الأكاديمية والعائلية والشخصية، فقد انتقلت للعيش في أمريكا وكان علي كأستاذة جامعية أن أخوض مسارا مختلفا، وأن أبحث عن مستقبلي الأكاديمي في مناخ بالغ الصعوبة. كان علي في معظم الجامعات التي تنقلت بينها أن أدرّس فصولي الجامعية بالإنجليزية في الغالب، كما كان التثبيت والترقي، والنشر الأكاديمي واستكمال أبحاثي. لا أعتقد أن ذلك كان بعيدا عن الكتابة الإبداعية تماما، فقد قمت بكتابة ونشر كتابي “بنت شيخ العربان” و “بعيدة برقة علي المرسال”، وكلاهما عملان أدبيان أيضاً، ويكشفان عن جهد في البحث عن تاريخ القبائل العربية في الشمال الأفريقي، ورحلة تلك القبائل للتوطين والنزوح .

 

س: اليوم تنشرين رواية “أيام الشمس المشرقة” عن واحدة من أكبر دور النشر المصرية والعربية، دار العين. وموضوعها فكرة النجاة في الضفة الأخرى، في بلدان ومجتمعات الآخر.

نعم الرواية هي تجربة جدية في ما يمكن تسمية أدب الشتات، الأدب العربي في المهجر الأمريكي، ومحاولة جديدة  لفهم  فكرة النجاة،  أو ما يعتقده البعض بأن الوصول الي الضفة الأخرى من العالم هو  النجاة، ومحاولة لفهم كيف تبدد هذا الوهم، كيف تحولت الحياة اليومية في هذا المنفي الاختياري الي مجرد محاولة متعسرة للنجاة من أشباح الماضي، ثم محاولة للنجاة من الواقع القاسي في أرض المهجر،  ثم  بعد عدة إخفاقات  يدرك  المهاجر أنه للأسف فرض عليه  قسريا  ” الإقامة في الهامش “، سواء أكان هذا الهامش ثقافيا أو اجتماعيا،  وأن عليه أن  يعيش  بقية حياته مغيبا وغائباً ومهمشاً أبدياً  بحكم لونه وعرقه ولغته وثقافته في الوطن الاختياري الجديد  وبالتالي كتب عليه أن  يعيش غربة  مستمرة لا يمكن  قبولها ولا التآلف معها.

 

س: هل يمكن القول إن الفكرة هي من وحي عيشك في أمريكا؟

ج: نعم مؤكد أن حياتي خلال السنوات الأخيرة متنقلة بين عدد من المجتمعات الامريكية والاختلاط اليومي بعالم المهاجرين واللاجئين والنازحين العرب سواء قد شكلت خبراتي وذخيرتي في كتابة هذه التجربة وبالطبع كان الابطال من بلدان مزقتها الحروب ومن خلفيات عرقية مختلفة لا يجمع بينهم سوى قسوة الحياة الجديدة في عالم تلك البلدة التي تسمي الشمس المشرقة.

 

س: متى تكتبين الرواية ومتى تتفرغين البحث الجامعي؟

ج: في معظم الأحوال أنا منشغلة وموزعة بين العمل الاكاديمي والعمل الأدبي، المشروعات الكثيرة موزعة  بين الصفحات ، والكتابة تختار وقتها بشكل غير متوقع ، ما احرص عليه هو التطور ،  والنضج ، والتعلم ، الكتابة تحتاج الكثير من القراءة وكثير من التطور النفسي ، لم اعتبر الرواية أو الكتابة الإبداعية  واجبا يوميا ، ولم اعتبرها مساحة للتنافس ، ومازلت  احرص علي أن تظل هي  التجربة الوحيدة التي ينبغي أن تنضج علي مهل بلا قلق من ضغوط النشر والتواجد الإعلامي.

 

س: ما هي علاقة ميرال الطحاوي بالأدب العالمي، الأميركي على الخصوص؟

علاقتي بالأدب الأمريكي هي علاقة القارئ العابر ، سمح لي التواجد في الغرب متابعة  قوائم الأدب الأمريكي،   الأسماء الجديدة في الحركة الأدبية ، المراجعات النقدية، متابعة ما ينشر ويثير اهتمام القراء ، ربما التعرف علي ذائقة طلابي  الذين يقارنون دائما بين  ما ادرسه لهم مترجما وبين الكتابات الامريكية الجديدة  التي يفضلونها، يخلق هذا دائما حوارا خلاقا بين ما الثقافة العربية والثقافة الامريكية ، و معايير الجمال الأدبي، اختلاف المتلقي، أنا مجرد كاتبة عربية تعيش جغرافيا في هذا المنفي الاختياري ، لكن ذلك المنفي لم يصبح وطنا ، هو فقط  مكان للإقامة، لم اعتبر نفسي  بعيدة عن الادب العربي، أنا كاتبة عربية، أكتب بالعربية   وأدرس الأدب العربي، وأراقب الإبداع العربي رغم المسافة الجغرافية.

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى