
النعمان اليعلاوي
علمت “الأخبار” من مصادر مطلعة أن مشروع تصميم التهيئة الجديد لجماعة عامر بإقليم سلا أشعل موجة من الصراعات السياسية داخل المجلس الجماعي، بعدما انقسمت مكونات الأغلبية والمعارضة حول مضامينه وانعكاساته على مصالح السكان والفاعلين العقاريين بالمنطقة.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فقد فجّر عرض التصميم خلال إحدى جلسات التداول جدلاً واسعًا، وتحولت جلسة عرضه على السكان إلى ملاسنات بين الحاضرين ورئيس المجلس أمحمد كربوب، إذ اعتبرت بعض الأطراف أن المشروع لا يراعي الخصوصيات المحلية ولا يستجيب لحاجيات السكان في مجال التجهيزات الأساسية والبنية التحتية، في حين رأت أطراف أخرى أن التصميم يفتح الباب أمام مستثمرين عقاريين كبار ويمنحهم امتيازات غير متوازنة على حساب مصالح السكان الصغرى.
ووفق المصادر ذاتها، فقد انتقلت الخلافات إلى خارج قاعة الاجتماعات، بعدما تبادلت بعض المكونات السياسية الاتهامات بالضغط على المصالح التقنية والوصية لتوجيه مضامين التصميم بما يخدم أجندات انتخابية ضيقة، وهو ما أثار حالة من الاحتقان بين المنتخبين، وزاد من حدة التوتر داخل التحالف المسير للجماعة.
وقال أحد السكان في تصريح للجريدة “نحن لسنا ضد التنمية أو مشاريع التهيئة، لكننا نرفض أن تتم على حساب أراضينا التي ورثناها عن أجدادنا. نطالب المجلس والسلطات الوصية بضمان حقوق السكان قبل التفكير في أي استثمارات عمرانية”، موضحا أن “50 في المائة من الأراضي السلالية بالجماعة تم تخصيصها لنزع الملكية ولم تتضمن مشاريع السكن التي ستمكن السلاليين من بيع أراضيهم بمبالغ محترمة”.
وفي تصريحات متطابقة شدد عدد من المستشارين على أن أي تصميم للتهيئة يجب أن يضع في أولوياته ضمان العدالة المجالية وتكافؤ الفرص بين مختلف الدواوير والأحياء، بدل تكريس التفاوتات المجالية أو تحويل الجماعة إلى مجال مفتوح أمام المضاربات العقارية.
في المقابل، دافعت أطراف من الأغلبية عن مضامين التصميم، معتبرة أنه يندرج في إطار رؤية شمولية تهدف إلى تنظيم التوسع العمراني وضمان جاذبية الجماعة للاستثمار، مؤكدة أن أي اعتراضات تبقى قابلة للنقاش والتعديل في إطار المساطر القانونية المعمول بها.
ويُنتظر أن يحسم المجلس في مآل هذا المشروع بعد استكمال مراحل النقاش والمصادقة، غير أن الأجواء المشحونة داخل الجماعة تنذر باستمرار الصراع السياسي في المرحلة المقبلة، خصوصًا في ظل اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، ما يجعل تصميم التهيئة ورقة ضغط إضافية تزيد من حدة التجاذبات بين الفرقاء السياسيين.





