
أكادير: محمد سليماني
أثار تعيين إدريس واحي، مديرا للأكاديمية الجهوية سوس ماسة، خلال المجلس الحكومي المنعقد، أول أمس الخميس، استغراب عدد من الفعاليات التربوية بالجهة، خصوصا أن المدير المعين سبق أن تقدم بطلب إعفائه من المسؤولية، عندما كان مديرا إقليميا لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتازة.
واستنادا إلى المعطيات، فإن تعيين إدريس واحي مديرا لأكاديمية سوس ماسة، التي ظلت بدون مدير رسمي، منذ تنقيل المديرة السابقة إلى أكاديمية جهة طنجة تطوان الحسيمة، في مارس الماضي، لم يكن متوقعا بالنسبة إلى الفاعلين التربويين بجهة سوس، خصوصا وأن هذا المنصب ظل مثار تجاذبات سياسية بين أقطاب حزبية بسوس، حيث ظل كل واحد يدافع عن موال له لتولي هذا المنصب الحيوي على رأس الهرم الجهوي التربوي تارة علنا، وتارة في الخفاء.
وما أثار الاستغراب كذلك، أن بعض الأسماء التي قدمت ترشيحها لتولي هذا المنصب تم استبعادها، بعد المقابلات الانتقائية، رغم سجلها الحافل في مسار التسيير والتدبير، كما هو شأن رشيد بشارة؛ المدير الإقليمي للتربية الوطنية بسيدي إفني، والذي تولى تدبير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بكلميم واد نون، بعد تنقيل مديرها السابق إلى أكاديمية درعة تافيلالت، وقد نجح بشارة في ضمان الاستقرار التربوي بجهة كلميم، التي تعرف عدم استقرار سياسي وتدبيري.
وحسب المصادر، فقد تنافس على منصب مدير أكاديمية سوس ماسة مجموعة من الأطر التربوية، من بينها رئيسا قسمي الشؤون المالية والإدارية، والخريطة المدرسية بالأكاديمية الجهوية سوس ماسة، إضافة إلى رئيس قسم الشؤون الإدارية والمالية بأكاديمية الرباط، ثم المدير الإقليمي للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بسيدي إفني، ثم المدير المعين، الذي كان قد تولى تدبير مديريات إقليمية، آخرها بتازة، حيث تم قبول ملفات ترشيح هؤلاء وتم استدعاؤهم لإجراء المقابلات الانتقائية، بينما تم رفض ملفات مسؤولين آخرين يدبرون مديريات إقليمية بجهة سوس ماسة، إذ لم يتم استدعاؤهم إلى المقابلات الشفهية، رغم أن بعضهم ينتمي إلى حزب وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
لقد ظلت أكاديمية جهة سوس ماسة، حلبة صراعات كبيرة بين أقطاب سياسية، كل واحد يسعى إلى تنصيب موال له على رأسها، وهكذا فقد استمرت هذه التجاذبات هذه المرة أيضا بين أحزاب الأغلبية الحكومية، إذ ظل كل واحد يسابق الزمن من أجل تنصيب موال له على رأسها، إلا أن هذه الخلافات ظلت تؤجل الإعلان عن المرشح المختار، مما دفع الوزير الوصي إلى تجديد تمديد مهام مدير الأكاديمية الحالي، عيدة بوكنين، لثلاثة أشهر جديدة، ستنتهي في شتنبر المقبل.
وبسبب الخلافات بين الأقطاب الحزبية، فقد تم استبعاد المرشحين الذين يحملون قبعات حزبية، كما تم استبعاد رئيسي القسمين بالأكاديمية، وذلك خوفا من دخول المنظومة التربوية بالجهة حالة عدم استقرار، لأن اختيار أي منهما قد يؤثر على الآخر.
ومن بين الملاحظات المسجلة كذلك، أن مديري أكاديمية سوس ماسة منذ عقود، دوما يتم اختيارهم من جهة فاس مكناس، فالمدير الأسبق مبارك حنون قدم من فاس، وتبعه علي براد الذي كان مديرا إقليميا بمكناس، وخلفه بعد ذلك محمد جاي منصوري الذي كان مديرا لأكاديمية مكناس تافيلالت، ثم أعقبته وفاء شاكر على رأس أكاديمية أكادير، وهي القادمة من مديرية مكناس كذلك.





