
طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر متطابقة أن المصالح الأمنية بمدينة طنجة تمكنت، في نهاية الأسبوع الماضي، من تفكيك شبكة متورطة في تنظيم عمليات إجهاض سري، تضم بين عناصرها ممرضة تشتغل في أحد المستشفيات العمومية بعاصمة البوغاز، وحراس أمن خاص، ومساعدين لأطباء يعملون داخل مستشفيات عمومية. ووفق المصادر، فإن العملية جاءت بعد تحريات ميدانية دقيقة باشرتها الشرطة القضائية، عقب توصلها بمعلومات تفيد بوجود نشاط سري يهم إجهاض نساء في أوضاع اجتماعية حرجة، مقابل مبالغ مالية، وتم إصدار مذكرة بحث في حق الممرضة، ليتم إيقافها داخل مطار ابن بطوطة بطنجة.
واستنادا إلى المصادر، فإن التحقيقات الأولية كشفت أن الشبكة كانت تنشط بشكل منظم، حيث تتكفل الممرضة بالإشراف على الجانب الطبي، وتُسند لحراس الأمن مهمة تسهيل ولوج النساء إلى أماكن العملية دون إثارة الانتباه، فيما يتولى مساعدو الأطباء التنسيق اللوجستي، وتأمين المواد والأدوات الطبية المستعملة، مع توفير شقق إضافية، أو أماكن شبه طبية يُنفّذ فيها الإجهاض بشكل سري.
ووفق المصادر، فإن ما يزيد من خطورة هذه القضية، هو الاشتباه في استغلال بعض تجهيزات المستشفيات العمومية، أو الاستفادة من معطيات صحية تخص المريضات في سياق خارج عن القانون، وهو ما دفع السلطات الصحية إلى فتح تحقيق داخلي مواز للبحث القضائي، قصد تحديد ما إذا كانت هناك مسؤوليات إضافية داخل المؤسسات العمومية المعنية.
هذا، وتم وضع الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، في انتظار تعميق البحث معهم، وكشف باقي المتورطين المحتملين داخل المدينة أو خارجها. ونبهت المصادر إلى أن الواقعة تفتح من جديد النقاش العمومي حول الإجهاض السري بطنجة، وإمكانية وجود شبكات أخرى تنشط في المجال نفسه، وتشجع على الفساد.
وقالت المصادر إن القضية هي ضمن أولى الملفات التي طلب الرئيس الجديد للمجموعة الترابية موافاته بتقرير خاص عنها، قصد اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، بالتنسيق مع المندوبية الصحية، لتفادي مثل هذه الفضائح في القطاع الصحي بالمدينة، سيما وأنها على ارتباط مباشر بالمستشفيات العمومية.





