طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر متطابقة أن عضوًا محسوبًا على فريق المعارضة، داخل الغرفة الجهوية للصناعة التقليدية بطنجة، تقدم بطلب إلى أغلبية الغرفة لتقديم توضيحات بخصوص تسجيل عملية فرار عضوة ضمن وفد خلال مشاركتها في معرض للصناعة التقليدية بمدينة تاراغونا الإسبانية خلال الأيام الماضية. وتفاجأ الوفد بغياب العضوة المذكورة أثناء رحلة العودة، قبل أن يتضح في ما بعد أنها قررت الاستقرار بالديار الإسبانية عن طريق الهجرة السرية «الحريك»، مستغلة التأشيرة الممنوحة لها.
وقال العضو نفسه إن المعنية امتنعت عن العودة إلى المغرب بعد انتهاء فعاليات المعرض المذكور، الأمر الذي يعتبر هجرة غير قانونية ستؤثر سلبًا على مصداقية الغرفة الجهوية للصناعة التقليدية، وعلى مستوى العلاقات المستقبلية مع الجهات الإسبانية التي تربطها بالغرفة روابط تعود بالنفع على الحرفيين، بل أيضًا على إمكانية مشاركات قادمة في معارض تُنظم في الدولة الجارة، مطالبا رئاسة الغرفة بتوضيحات حول هذه الواقعة.
وقالت بعض المصادر إن الجهات المستضيفة في مثل هذه الحالات تتعامل مع الوفود الرسمية على أساس الثقة والانضباط، وبالتالي فإن تسجيل حالة هروب أو استقرار غير قانوني يزعزع هذه الثقة، ويضع علامات استفهام حول جدية مؤسسات عمومية، منها الغرفة المشار إليها، في انتقاء من يمثلونها خارجيًا.
وأضافت المصادر أن مثل هذه الأفعال قد تؤدي إلى مراجعة أو تقييد التعاون القائم بين المؤسسات الأجنبية ونظيرتها المغربية، خصوصًا إذا تكررت مثل هذه الحالات، حيث تنظر الدول الأوروبية بجدية بالغة إلى مسألة الهجرة غير النظامية، وقد تتخذ إجراءات مثل تشديد منح التأشيرات، أو فرض شروط إضافية على المشاركين المغاربة في الفعاليات المهنية والفنية، ما يضيّق الخناق على الحرفيين والمهنيين الراغبين في الترويج لمنتجاتهم بالخارج، سيما وأن المعارض الخارجية تشكل متنفسًا كبيرًا للحرفيين لعرض منتوجاتهم والانفتاح على الأسواق العالمية. فضلا عن أن هذه الحوادث قد تحرم الغرف المهنية من دعوات المشاركة، أو تُفرض عليها قيودا لوجستية وإدارية صارمة، ما يحول دون استفادة الفئة المستهدفة من هذه الفرص.
إلى ذلك، قالت مصادر مسؤولة، من داخل الغرفة، إن العضوة المعنية بالفعل تبيّن في ما بعد أنها اتخذت قرارًا وصفته المصادر نفسها بالانفرادي، وأن الغرفة لم تصدر أي تأشيرة لهذه العضوة المشاركة، وبالتالي فإنها رافقت الوفد في ظروف غامضة، وهو الأمر الذي سيتم الكشف عنه بناءً على التحقيقات التي تجريها الغرفة.
وأوضحت المصادر نفسها أن العضو المحسوب على فريق المعارضة حاول تمرير عدد من المغالطات أثناء إثارة هذا الموضوع، من خلال إقحام الغرفة ومحاولة الإساءة إليها بتسريب هذه المعطيات غير الدقيقة لكون العضوة هي مشاركة ضمن الوفد فقط، على حد قول هذه المصادر.
