
طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن ثانوية الصقلي التأهيلية بمقاطعة مغوغة بمدينة طنجة، تعيش على وقع وضعية مزرية لا تليق بمؤسسة تعليمية، من المفترض أن تشكل فضاء آمنا ومؤهلا للتحصيل الدراسي. فبسبب غياب المراحيض وانقطاع الماء عنها منذ مدة طويلة، اضطر عدد من التلاميذ إلى اللجوء إلى مراحيض مقهى مجاور لقضاء حاجاتهم البيولوجية، فيما لم يجد آخرون حرجا في التبول بالقرب من الجدران المجاورة للمؤسسة، في مشهد يهين الكرامة ويعكس حجم التهميش الذي يطول البنية التحتية لعدد من المؤسسات التعليمية، تقول المصادر نفسها.
ولم تتوقف المعاناة عند هذا الحد، بل تفاقمت بفعل انفجار قنوات الصرف الصحي بجوار المؤسسة، ما تسبب في انتشار الروائح الكريهة وتكاثر البعوض بشكل مزعج، لا يطول فقط فضاء الثانوية، بل يمتد إلى الأحياء السكنية المجاورة التي بات سكانها يعانون يوميا من هذا التلوث البيئي الخطير. وأشارت المصادر إلى أن التلاميذ أصبحوا مضطرين إلى تحمل ظروف غير إنسانية داخل حرم المؤسسة، بين غياب الماء، وغياب النظافة، وتفاقم مظاهر التلوث المحيط.
وحسب إفادات من جمعيات الآباء وأولياء التلاميذ، فإن الوضع الكارثي ليس وليد اليوم، بل تفاقم مع مرور الوقت وسط صمت الجهات المسؤولة، وتجاهل نداءات الأساتذة والإداريين وأولياء الأمور. فغياب الماء عن المؤسسة يحرم التلاميذ من أبسط شروط النظافة، ويؤثر سلبا على تركيزهم وسلوكهم، ويزيد من مظاهر التوتر داخل فضاء من المفترض أن يكون حاضنا للتربية والتكوين.
وتساءلت المصادر ذاتها عن دور المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، والسلطات المحلية، والجماعة، في إنهاء هذه المعاناة، ووضع حد للاستهتار بصحة وسلامة التلاميذ والسكان على حد سواء، كما دعت إلى فتح تحقيق جدي والتحرك عاجلا لاحتواء هذه الأزمة التي تسيء لصورة المدرسة العمومية، وللحق في بيئة تعليمية سليمة.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن استمرار هذا الوضع لا يمس فقط بصورة المؤسسة، بل يضرب في العمق كرامة التلميذ والمدرس، ويثير جدلا حول واقع التعليم في بعض الأحياء، حيث ما زالت الضروريات تعد امتيازا، بدل أن تكون حقا مكفولا لجميع المتعلمين، وفق تعبير المصادر ذاتها.





