
طنجة: محمد أبطاش
كشفت معطيات ووثائق حصلت عليها “الأخبار” أن جماعة طنجة تجاهلت، بشكل كلي، تقارير وتوصيات للمجلس الأعلى للحسابات، بخصوص إعداد الميزانية، بما فيها ميزانية السنة المقبلة 2026، حيث اتضح أن الأخطاء نفسها تكررت ضمن مشروع الميزانية، خاصة في ما يتعلق ببند التجهيز، والذي كان موضوع تقرير المجلس الأعلى للحسابات، الذي يبدو أن الجماعة تجاهلته، حيث أوصى هذا التقرير بضرورة تنويع مصادر التمويل لتفادي الاعتماد المفرط على فائض ميزانية التسيير والموارد الاستثنائية.
وأشار التقرير إلى أن النسبة الأكبر من مداخيل التجهيز تأتي من فوائض السنوات السابقة، في حين أن الإمدادات الخاصة بالتجهيز لا تشكل سوى نسبة ضئيلة جدًا من مجموع المداخيل، ما يعكس هشاشة النموذج المالي المعتمد من طرف المحلس.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن هذا النمط من التدبير يعرض ميزانية الجماعة لمخاطر التقلبات المالية، حيث يعتمد بشكل أساسي على موارد غير مضمونة على المدى الطويل، مما قد يؤثر على استمرارية المشاريع الكبرى.
وأوصى تقرير الحسابات بضرورة البحث عن آليات جديدة ومستدامة لتمويل مشاريع التجهيز، مثل تفعيل الشراكات مع القطاع الخاص، والبحث عن تمويلات وطنية ودولية، وتعزيز الجبايات المحلية عبر تحسين تحصيل الرسوم والضرائب المرتبطة بالبنية التحتية والخدمات العمومية، بما يضمن تأمين موارد مالية قارة يمكن الاعتماد عليها لتغطية تكاليف المشاريع المستقبلية دون الحاجة إلى اللجوء المتكرر إلى الفوائض المالية السابقة، التي تبقى ظرفية وغير مضمونة.
ورغم أهمية هذه التوصيات، إلا أن التجسيد العملي لها لا يزال يواجه تحديات كبيرة، أبرزها غياب رؤية استراتيجية واضحة لتدبير المداخيل وضعف التنسيق بين مختلف الفاعلين المحليين والجهويين، وهو ما يعيق تحقيق إصلاحات فعالة في هذا الجانب.
وقالت المصادر إن هذه المعطيات تعيد النقاش إلى الواجهة حول ضرورة تحديث أساليب تدبير المالية العمومية على المستوى الجهوي، بما يضمن استمرارية تمويل مشاريع التجهيز دون التأثير على التوازنات المالية العامة للجماعة. فبقاء الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى تعثر العديد من المشاريع أو تأجيلها إلى أجل غير مسمى، خاصة في ظل تزايد الحاجيات التنموية للمدينة، وارتفاع الضغط على الميزانية المحلية نتيجة المشاريع الكبرى التي تشهدها المدينة، والتي تتطلب تمويلًا متواصلًا لضمان إتمامها وفق المعايير المطلوبة، وكان آخرها فشل الجماعة في إتمام عديد من الصفقات منها صفقة مواجهة الحفر المنتشرة بكل شوارع البوغاز.





