الافتتاحية

خاب ظن أعداء الوطن

خاب ظن خصوم الداخل وأعداء الخارج الذين كانوا يراهنون على التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان في عهد جو بايدن، لينالوا من المؤسسات المغربية والخيارات الاستراتيجية التي اتخذتها بلادنا في أواخر عهد الرئيس دونالد ترامب، ولعل متمحصا لمبنى ومعنى التقرير يستوعب رسالتين أساسيتين:
الرسالة الأولى مفادها صفعة قوية لأعداء الوحدة الترابية وللجارة الشرقية الجزائر، عندما أكدت الخارجية الأمريكية في عهد الإدارة الجديدة على أن موقفها من مغربية الصحراء لم يتغير، وأن ما جاء في هذا التقرير من تغيير في التبويب ليس من باب سقط سهوا بل له دلالة ومغزى عميقان، وهو يرسخ في أذهان المناوئين للسيادة المغربية أن الموقف الذي تبنته إدارة بايدن في أول تقرير لها هو جزء من نهج رسمي للإدارة الأمريكية الحالية، والتي تساند الموقف المغربي لبسط حقوقه المشروعة على أقاليمه الجنوبية. ولعل المهم في هذا التحول هو أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت تفصل في جميع تقاريرها السابقة منطقة الصحراء عن المملكة المغربية، لكن الوضع مختلف هذه المرة، ويؤكد أن إدارة بايدن لن تتراجع عن قرار ترامب، لأنه يتجاوز الخيارات الظرفية في الأجندة الأمريكية، إلى درجة أن من يقرأ هذا التقرير قد لا يميز الإدارة الصادر عنها، هل هي إدارة ترامب أم بايدن، لأن الإدارة الجديدة تتبنى قرار سابقتها بكل تفاصيله وأبجدياته.
الرسالة الثانية موجهة إلى تجار حقوق الإنسان ومحترفي التزوير وتحريف الحقائق، عندما أشاد تقرير الخارجية الأمريكية بالتطورات الإيجابية التي شهدها المغرب في ميدان حقوق الإنسان، بالرغم من بعض المؤاخذات التي لا يخلو منها أي نظام سياسي مهما بلغ نضجه. لم يدع المغرب يوما أنه جنة للممارسة الديمقراطية والحقوقية لكنه ليس بالصورة القاتمة التي يحاول البعض تصويرها ممن يختبئون وراء ستار حقوق الإنسان والتقارير الدولية لتنفيذ أجندة سياسية، بل يخطو بثبات وفي بعض الأحيان بتردد، لكن النهج العام يسير نحو بناء منظومة حقوقية وديمقراطية قادرة على احترام مختلف الأجيال الحقوقية وضمان ممارسة سياسية سليمة.
التقرير في عموميته جاء إذن منافيا لخصوم المغرب الذين كانوا ينتظرون هاته اللحظة لنفث سمومهم، وأكد على أن إدارة بايدن سائرة في توجه الرئيس السابق دونالد ترامب، القاضي بالاعتراف بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه، وهذا لوحده كفيل لننتشي بانتصار ديبلوماسي وحقوقي جديد ينضاف إلى قائمة الانتصارات المحققة ويضع خصوم الوطن في الداخل والخارج في سلة المهملات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى