
إختار الاتحاد الدولي لكرة القدم فرنسا لتنظيم دورة 1938 كأس العالم ما بين 4 و19 يونيو، ما سبّب غضبا عارما في قارة أمريكا اللاتينية، حيث كانت جل دول القارة تنتظر دورها في تنظيم المونديال، تطبيقا لمبدأ التناوب بين القارتين.
ونتيجة لهذا القرار، لم تشارك الأورغواي والأرجنتين في المسابقة، في الوقت ذاته لم يشارك منتخب إسبانيا في النهائيات، بسبب استمرار الحرب الأهلية فيها. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتأهل فيها منتخب البلد المضيف وحامل اللقب بشكل تلقائي. فمنذ سنة 1938 كان حامل اللقب يتأهل بصورة مباشرة إلى النهائيات التالية، إلى أن تم إلغاء ذلك النظام مع كأس العالم 2006.
إنطلق المونديال وسط أجواء سياسية متوترة بين عدد من الدول الأوربية، بسبب الخوف من قيام الحرب العالمية الثانية، في قمة استبداد “موسوليني” الفاشي ونازية “أدولف هتلر”، قبل اندلاع الحرب بين دول المحور والحلفاء.
وتم إجراء مباريات البطولة في 10 ملاعب وبنظام خروج المغلوب من المرحلة الأولى، مع الاحتفاظ بقاعدة إعادة المباراة في اليوم التالي، إذا انتهت المباراة والنصف ساعة الإضافية على نتيجة التعادل، وكانت المرة الأخيرة، التي تُلعب فيها كأس العالم بهذه الطريقة.
وفي واحدة من أغرب المباريات في كل الأزمنة، تمكن المنتخب البرازيلي من هزم المنتخب البولندي (6-5)، منها هاتريك للنجم “ليونيداس دا سيلفا”، سجلها وهو حافي القدمين، بسبب هطول الأمطار، في وقت كان يسمح فيه “فيفا” باللعب بدون حذاء، وهي نفس المباراة التي خرج منها البولندي “فيلموفسكي” بأربعة أهداف، كأول لاعب في تاريخ البطولة يسجل “سوبر هاتريك” من الأهداف في مباراة واحدة.
وأقيمت المباراة النهائية على أرضية الملعب الأولمبي في باريس، وانتهت بفوز منتخب إيطاليا (4-2) على منتخب المجر، ليصبح بذلك أول منتخب يحافظ على لقبه في نهائيات كأس العالم، وأول منتخب يحقق اللقب لمرتين متتاليتين.
بعد ذلك، توقفت مسابقة كأس العالم بسبب الحرب العالمية الثانية لمدة 12 سنة، قبل أن تعود المنافسة سنة 1950 وبهذا، كانت إيطاليا حاملة اللقب العالمي لمدة 16 سنة (من 1934 إلى 1950)، وهي أطول مدة لمنتخب حمل لقب بطل العالم.
وخلال هذه الفترة قام نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، “أوتورينو باراسي”، بإخفاء الكأس العالمية في صندوق حذاء، ووضعها تحت سريره طيلة فترة الحرب العالمية الثانية، وبتلك الصورة حماها من الوقوع في أيدي غير أمينة.
سعيد سمران





