الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

زيارة حققت كل أهدافها

أعلن وزير الخارجية ناصر بوريطة بحضور نظيره العراقي  فؤاد حسين عن فتح السفارة المغربية وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وبغداد بعد برودة دبلوماسية دامت لأكثر من عقد ونصف، بعدما أغلقت سفارة الرباط في بغداد أبوابها عام 2005، حيث تم نقل السفارة إلى عمان جراء اختطاف فرع القاعدة العراقي اثنين من الموظفين بالمقر الدبلوماسي المغربي.

مقالات ذات صلة

ومع ذلك فالعلاقات المغربية العراقية لم تكن دائما على ما يرام، حيث تعرضت خلال عقود لقانون المد والجزر بحسب طبيعة السياق العربي والرهانات الجيواستراتيجية، لكن هاته العلاقة رغم الارتدادات التي تعرضت لها ظلت ضاربة في التاريخ، حيث لن ينسى المغرب أن العراق يعد من أول الدول التي اعترفت باستقلالنا، وعبرت عن ذلك فعليا ببعث أول سفير عراقي للمغرب في 1958. كما أن العراق لن تنسى المواقف المشرفة للمغرب بخصوص الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه.

وبدون شك ستشكل هذه الزيارة منطلقاً حقيقياً للارتقاء بالتعاون الثنائي بين الرباط وبغداد في جميع المجالات لاسيما في مجال التشاور السياسي والتعاون الاقتصادي والتجاري والإنساني، وكذا في مجال تبادل الخبرات والتجارب في المجالات الاقتصادية والأمنية ومحاربة التطرف. والأكيد أن 24 ساعة التي قضاها بوريطة بالعاصمة بغداد حققت كل أهدافها الدبلوماسية على الأقل في مجالات ذات طابع استراتيجي؛

أولها، استصدار موقف دبلوماسي رسمي من السلطات العراقية يدعم الوحدة الترابية للمغرب وجهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل نهائي بشأن قضية الصحراء المغربية دون المساس بالوحدة الترابية للمملكة المغربية، ومثل هاته المواقف هي النظارة التي يبني عليها المغرب كل اتفاقياته الدبلوماسية والأمنية والتجارية والسياحية.

ثانيها، الشروع في تحيين حوالي 40 اتفاقية تجارية بين المغرب والعراق، والاتفاق على تسهيل العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية بين البلدين، خاصة أن العديد من المستثمرين العراقيين يرغبون في دخول الأراضي المغربية لإنجاز مشروعات استثمارية، ولاشك أن قرار إعادة افتتاح السفارة المغربية في بغداد، سييسر مساطر جلب الاستثمارات العراقية لبلدنا.

ثالثها، وضع خارطة طريق في مجال التعاون والتنسيق الأمنيين، وتبادل الخبرات في ملف مكافحة التطرف والإرهاب، التي يتوفر فيها المغرب على تجربة نموذجية ومشهود بها عالميا، في مواجهة الإرهاب واستئصال جذوره وموارده المالية، ويبدو أن هذا المحور سيكون بمثابة العمود الفقري للتعاون بين البلدين من أجل إنجاح المسارين الاقتصادي والدبلوماسي.

رابعها، عدم ترك المجال فارغا لأعداء الوحدة الترابية ومصالح المملكة الذين يريدون جر العراق خلف الموقف الإيراني، لذلك فهاته الزيارة ستشكل بداية محاصرة الدعم الانفصالي القادم من إيران عبر حزب الله مرورا بالجزائر.

إنها زيارة دبلوماسية أعدت على نار هادئة وتوجت بتحقيق وتجاوز جميع الأهداف التي حددت لها، في انتظار تنزيلها على أرض الواقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى