شوف تشوف

الافتتاحية

شكون يشكرك أ العروس

نوهت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية خلال اجتماعها الأخير بما وصفته بـ «الأداء الحكومي الإيجابي المتصاعد، وبالأوراش المفتوحة سواء على مستوى محاربة الفساد أو تحسين مناخ الأعمال أو تقدم عدد من الجامعات المغربية على المستوى الدولي أو غيرها»، داعية إلى «مواجهة حملات التشويش على عمل الحكومة وبعض المغالطات التي يتم تداولها حول الحزب وحول الأداء الحكومي».
حينما يقرأ المرء هذا المقطع من بيان الحزب الحاكم الذي يحاول رسم صورة وردية لحكومة هجينة وفاشلة، ثم ينظر بكل أسى إلى حال الواقع بإحباطاته ونكساته التي تحيط بنا من كل جانب، فلا يملك إلا أن يزداد اقتناعا بأن هناك شيئا ليس على ما يرام في المشهد السياسي والثقافة السياسية التي تؤطر حزب العدالة والتنمية الذي يحاول تغطية الشمس بالغربال.
فأي مغربي يمكن أن يقتنع بأن الكائن السياسي الذي يدبره سعد الدين العثماني ينطبق عليه نعت حكومة سياسية أو ائتلاف حكومي، فبالأحرى أن يكون حكومة يمكن قياس أدائها الجماعي ووصفه بالمتصاعد أو النازل. والحقيقة أن الأداء الوحيد المسجل لهاته «الحكومة» مجازا هو تصاعد «التصادع» واتساع رقعته، فلا يمر يوم دون أن يطلق الحزب الحاكم النار على حلفائه عبر إتقان لعبة تبادل الأدوار بين تيار العثماني ومريدي بنكيران، ولا يمر قرار عمومي دون أن يفرق السبل بين مكونات التحالف ويدخلهم في متاهات تبادل الاتهامات.
من سيقتنع من المغاربة بأن أحوال جامعاتنا بخير وفي تقدم ملحوظ وأن عطاءها العلمي بلغ حد الاسهال، والكل يعلم أن مؤسسات التعليم العالي إلا من رحم ربك أصبحت عنوانا للتحرش والشهادات مقابل المال أو الجنس، وساحات للاقتتال بين الطلبة؟ ويكفي أن ننظر إلى تقرير «تايمز هاير إيديوكيشن» الأخير فقد خلت المراتب الـ 800 الأولى من اسم أي جامعة مغربية.
لكن الأكثر سذاجة في بيان الحزب الحاكم هو اعتقاده أن الحكومة التي يقودها تقوم بإنجازات خارقة في محاربة الفساد، فهاته أسطورة لا يمكن لأي عاقل تصديقها، فرئيس الحكومة الذي لم يستطع منذ أكثر من سنة أن يجمع اللجنة الوطنية لتعزيز الشفافية التي ولدت ميتة، لا يمكن التعويل على حكومته للوقوف بجرأة أمام لوبيات الفساد المالي الذي مازال يضعنا في المراتب الأخيرة في تقارير مؤشرات إدراك الفساد.
نحن لسنا في حاجة إلى حزب يسوق الوهم للمغاربة على أنه إنجاز، ويصدر أزماته الداخلية مع حلفائه إلى «المشوشين» المفترضين، فتلك حيلة أصبحت سمجة لا تنطلي سوى على السذج الذين مازالوا يثقون في الحزب الحاكم لتحقيق أحلامهم بتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى