حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأي

طائرة إسرائيلية مسيرة بأجواء لبنان

عبد الباري عطوان
لندع المظاهرات والاحتجاجات اللبنانية جانبا، ليس لتراجع زخمها قليلا بعد نزول الجيش إلى الشوارع والميادين لإزالة الحواجز، وإنما لأن عنصرا جديدا دخل على الخط يتمثل في إرسال دولة الاحتلال الإسرائيلي طائرة مسيرة حلقت فوق الجنوب اللبناني، وجرى التصدي لها بالدفاعات الأرضية وإجبارها على الهرب.
هذه ليست الطائرة المسيرة الأولى التي ترسلها الدولة العبرية لاختراق الأجواء اللبنانية، ولكنها الأولى التي لم يتم إسقاطها على غرار ثلاث أو أربع طائِرات أخرى تجرأت على هذا الاختراق في الأسابيع الأخيرة.
الجيش الإسرائيلي اعترف بأن صاروخا مضادا للطائرات جرى إطلاقه باتجاه هذه الطائرة وادعى أنه لم يصبها، بينما قالت قناة «الميادين» المقربة من «حزب الله» إن الطائرة أصيبت وسقطت فعلا.
بغض النظر عن صحة الروايتين من عدمها، فإن حالة من التوتر تتصاعد حاليا على أكثر من جبهة، ومن يتابع الصحف العبرية، وما نقلته من تصريحات على لسان إفيف كوخافي، رئيس الأركان، وتوحي بأن الحرب قد تكون وشيكة على أكثر من جبهة، يلمس حالة من القلق والتوتر، خاصة إذا علمنا أنه جرى إعلان حالة طوارئ في الجيش، منذ الأحد قبل الماضي.
الجِنرال كوخافي تحدث عن احتمالات الانزلاق إلى حرب على أكثر من جبهة، ووصف الموقف على هذه الجبهات، سواء في الشمال مع «حزب الله»، أو في الجنوب مع قطاع غزة، أو الشرق مع الحشد الشعبي العراقي، أو حتى الجنوب في اليمن، بأنه متوتر.
هناك عدة اعتبارات عسكرية وسياسية يمكن أن تكون الأسباب الرئيسية لهذا القلق:
الأول: تصريحات السيد علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، التي اتهم فيها الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية بالوقوف خلف الاحتجاجات الجارية حاليا في العراق ولبنان، التي تستهدف إيران ومحور المقاومة الذي تقوده.
الثاني: الهجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة الذي استهدف منشآت النفط السعودية في بقيق قبل شهرين، كشف مدى دقة الإصابة لهذه الصواريخ، وكانت نسبة الخطأ تتراوح بين متر وعشرة أمتار فقط.
ثالثا: تحذير بنيامين نتنياهو من أن إيران تنصب منصات صواريخ كروز في اليمن، وتستهدف ليس السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر فقط، وإنما العمق الإسرائيلي أيضا.
رابعا: تفيد معلومات استخبارية إسرائيلية نشرها موقع «ديبكا» المتخصص أن اندلاع أي حرب تشنها إسرائيل في جنوب لبنان، ستستدعي ردا فوريا من قطاع غزة، خاصة من قبل الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي».
خامسا: انعدام الرد الأمريكي على الهجوم على منشآت بقيق، وقبلها على إسقاط طائرة مسيرة أمريكية فوق مضيق هرمز، وسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، والتخلي عن الحلفاء الأكراد خلف حالة من الذعر في صفوف الإسرائيليين.
سادسا: سحب الولايات المتحدة لمعظم سفنها الحربية من مياه الخليج، وخاصة حاملة الطائرات «لينكولن» التي ترابط حاليا في بحر العرب وعلى بعد 800 كيلومتر من مضيق هرمز، خوفا واعترافا بالقدرات الصاروخية الإيرانية ودقة إصابتها.
سابعا: وجود قناعة قوية لدى أجهزة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، تفيد بأن إيران سترد بقوة على أي عدوان على قواعدها أو حلفائها، سواء في غرب العراق أو في سوريا نفسها.
ثامنا: طلب إسرائيل من فرنسا ودول أوربية أخرى اشتراط تقديم أي منح أو قروض لمنع الانهيار المالي اللبناني بالحصول على ضمانات حول عدم إقدام «حزب الله» على تصنيع أو الحصول على صواريخ دقيقة من إيران.
القادة الإسرائيليون، والعسكريون منهم خاصة، يعترفون بأنهم يواجهون عددا كبيرا من الأعداء، ويتحملون هذا العبء لوحدهم، وأن الخطر على أمنهم القومي بات أكبر من أي وقت مضى، والأخطر هو الأزمة السياسية التي يعيشونها حاليا.
هناك مخاوف من لجوء نتنياهو إلى الحرب لخلط الأوراق، هروبا من المحاكمة، والانتهاء خلف القضبان بالتالي، أو أن تكون إيران هي المبادرة بالهجوم لتخفيف الضغط على حلفائها المستهدفين في العراق وفي لبنان.
نحن في انتظار خطاب السيد حسن نصر الله، يمكن أن يحسم مضمونه الكثير من القضايا، سواء المتعلقة بالحراك ومستقبل لبنان، أو المنطقة بأسرها، وتطورات الأوضاع فيها.. والمسألة مسألة ساعات.. وتتضح ملامح الصورة بشكل أفضل، وأكثر دقة..

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى