شوف تشوف

الرئيسية

عبد العزيز صاهير.. زوج نزهة بيدوان الذي سقط في حبها خلال معسكر للمنتخب

حسن البصري
في حي يعقوب المنصور الشعبي بالرباط، ولدت نزهة بيدوان فجر يوم الاثنين 18 شتنبر 1969، وسط أسرة بسيطة مكونة من والدها حسن العامل في شركة النقل، وأمها فاطمة ربة البيت وأشقائها الأربعة مصطفى وعبد الرحيم ومريم ومحمد. قبل أن تبلغ نزهة سنتها الثالثة، اضطر الوالد رفقة أسرته إلى الانتقال إلى مدينة طنجة لظروف مهنية، إلا أن مقام أسرة بيدوان في عاصمة البوغاز لم يدم سوى ثلاث سنوات لتعود إلى الرباط، حيث التحقت بـ«المسيد» الذي كان يشرف عليه الفقيه «السي عمر». هناك كان الفقيه يحرص على تعليم الأطفال النشيد الوطني وكان يأمرهم باستظهاره، مع ميزة للطفلة نزهة التي كانت الأفضل في حفظ «منبت الأحرار» وفي ترتيل آيات بينات من الذكر الحكيم.
عاشت نزهة دراما أسرية حقيقية في نهاية الثمانينات ومنتصف التسعينات، فقد رزئت أسرة بيدوان في أقرب الناس إلى قلبها، بدءا بوالدها حسن الذي كان ملاكما، والذي انتقل إلى عفو الله سنة 1989، ما خلق انكسارا حقيقيا داخل أسرة فقدت معيلها. وقبل أن يندمل الجرح توفي شقيقها الآخر مصطفى بعد مرور سنتين، وحين حاولت نزهة طي صفحة الأحزان، خاصة وأن الفقيد كان راعيها الرسمي، مات شقيقها عبد الرحيم عام 1996، ما ترك جرحا عميقا في نفسها.
كانت بداية التسعينات فأل شؤم على البطلة الواعدة، فإلى جانب غيمة الحزن التي خيمت على الأسرة، تعرضت نزهة لتوعكات وأعطاب زادت من نكبتها.
وخلافا لأحلام كثير من التلميذات اللواتي يمنين النفس بامتهان حرف راقية، في قطاعات الطب والهندسة وإدارة الأعمال، فإن التلميذة نزهة كانت تفاجئ مدرسيها في مدرسة «الرازي» الابتدائية، حين تعبر عن رغبتها في أن تصبح نجارة. وهي الرغبة التي طاردتها وهي طالبة في ثانوية مدارس محمد الخامس، أو عندما غادرتها وعاودت الارتباط بالتعليم عبر مدرسة خصوصية لتنقطع عن الدراسة وتتفرغ لرياضة ألعاب القوى.
تعترف بيدوان بأن حفظ الدروس عن ظهر قلب كان يقلقها، بينما كانت تجيد التحصيل عبر الذاكرة، إلا أن طموحاتها المهنية كانت غريبة، إذ سقطت في عشق مهنة النجارة ومارستها كهواية خلال أوقات فراغها، حيث عرفت في أوساط أسرتها بالفتاة «البريكولة» فهي من تتكلف بإصلاح الأعطاب التي لها علاقة بالنجارة.
على غرار كثير من الزيجات الرياضية، خاصة في مجال ألعاب القوى، تعرفت نزهة على عداء مسافة 3000 متر موانع عبد العزيز صاهير، عام 1988 وكان عمرها 19 سنة، وكانت حينها ضمن المنتخب المغربي للشبان، فتطورت علاقتهما وأصبحا يشكلان ثنائيا يقضي سحابة يومه في المعهد الوطني لألعاب القوى، ليتقدم عزيز لخطبتها إلا أن الخطوبة ظلت تتأجل بسبب وفاة الأب والأخ. وبعد مرور أربع سنوات كتب لهذه العلاقة الغرامية أن تتوج بزفاف سنة 1992، حيث اتفقا على على منح الأولوية للتداريب. ومن ثمرة هذا الزواج طفلان هما ياسين وياسر، أطلق اسميهما الملك محمد السادس. وساهم الحمل والنفاس في تغييب بيدوان عن كثير من التظاهرات العالمية.
‎كانت نزهة وعزيز يحملان قميص فريق واحد وهو «الأولمبيك المغربي»، رغم الاختلاف في التخصص. تقول بيدوان إن المعسكرات كانت وراء تعميق التعارف، «كانت بداية علاقتنا بمعهد مولاي رشيد خلال معسكر تدريبي، حيث كان عزيز ضمن المنتخب الذي كان يشرف عليه سعيد عويطة، في حين كنت أنا ضمن الفريق الوطني للشبان، وكان ذلك سن 1988، وهذا يعني أن علاقتنا لم تكن تتحكم فيها النجومية أو الشهرة»، تقول نزهة. خطط الزوجان لحصد الألقاب بعد أن تحول الزوج مع مرور الأيام إلى مدرب، وتقرر تأجيل الإنجاب إلى سنة 2002، «بعد مرور عشر سنوات على زواجنا، وهذا مر من دون أن تكون هناك أي نقاشات حول الإنجاب، والتسرع فيه، لأن صاهير عزيز، الزوج رياضي محترف، يقدر زوجة رياضية، محترفة، ويقدر أنه ليس صعبا التضحية ببعض الوقت، لأنه كان يعرف أن الحياة مستمرة بعد نهاية المشوار الرياضي»، تؤكد العداءة العالمية السابقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى