أكادير: محمد سليماني
تعيش أكادير والمناطق المجاورة على وقع كارثة بيئية خانقة تهدد جودة الحياة، بسبب الارتفاع الكبير لعصارة النفايات المنزلية بالمطرح العمومي المراقب «تاملاست» القريب من المدينة.
واستنادا إلى المصادر، فإن ثمانية أحواض مخصصة لتجميع عصارة النفايات أو ما يسمى «الليكسيفيا»، أضحت ممتلئة عن آخرها، وسط عجز المسؤولين بأكادير والجماعات الترابية المستفيدة من خدمات هذا المطرح العمومي والشركة المدبرة له، عن إيجاد حل ناجع لتدبير هذه العصارة التي تزداد كمياتها يوما بعد يوم، إلى أن بلغت الآن حوالي 180 ألف متر مكعب، وهو ما يعادل حجم 70 مسبحا أولمبيا.
ويزداد خطر هذه العصارة، مع اقتراب المواعد الرياضية التي ستحتضنها أكادير، ذلك أنها تصدر روائح كريهة، تنقلها الرياح نحو وسط المدينة وكل الأحياء القريبة من الملعب الكبير، الأمر الذي يسبب معاناة كبيرة لكبار السن والأطفال وغيرهم. كما أن التأخر في التخلص من هذه العصارة يزيد من قوة تأثيرها على البيئة ويُصَعب من مأمورية نقلها إلى أماكن أخرى، بفعل التفاعلات الكيميائية التي تخلفها.
وحسب المعلومات، فإن مشكلة تدبير عصارة «الليكسيفيا» للمطرح العمومي المراقب «تاملاست» بأكادير ليست وليدة اليوم، بل سبق أن عاش هذا المطرح مشاكل مماثلة، قبل سنوات، حيث سبق أن طرح مقترح طمر هذه العصارة في آبار تخصص لذلك، غير أنه لم يلق تفاعلا كبيرا، بعد أن رفضت كل من مندوبية البيئة ووكالة الحوض المائي التخلص من هذه العصارة عبر دفنها في باطن الأرض.
واستنادا إلى المعلومات، فإن مشكل عصارة النفايات الصلبة بالمطرح العمومي المراقب لأكادير الكبير، يعود بالأساس إلى الطريقة التي تم بها وضع هذا المطرح منذ البداية. وسبق لوزيرة مكلفة بالبيئة سابقا أن حمَّلت مسؤولية الوضعية البيئية الكارثية التي يعرفها المطرح المراقب لأكادير الكبير إلى الشركة التي أنجزت مطرح النفايات (تاملاست) بأكادير، ما يعني أن مشكلة عصارة المطرح ستظل قائمة دائما.
ويعود السبب في ذلك، حسب المعلومات، إلى الطريقة غير الصحيحة التي تم بها تنزيل هذا المطرح، إضافة إلى مخالفة ما جاء في الدراسة التي أعدت لهذا الغرض، بحيث إن المهندسين لم يأخذوا بعين الاعتبار الخصائص المناخية للمنطقة، ولم يعيروا أي اهتمام لكمية عصارة النفايات المتزايدة بفعل النمو الديموغرافي، بحيث إنهم اعتمدوا تقديرات وأرقاما غير مضبوطة خلال وضع المطرح، ومخالفة كل الأرقام التي جاءت بها الدراسة التقنية للمشروع.
وبحسب بعض المعطيات، فإن الدراسة التقنية تحدثت عن أن كمية عصارة النفايات بالمطرح ستصل إلى 100 متر مكعب يوميا، في حين أن المعنيين بالأمر تجاهلوا هذا المعطى واعتمدوا كمية تصل إلى 30 مترا مكعبا فقط أثناء إنجاز المطرح، ما جعل صهاريج المطرح وحوضه تمتلئ بالعصارة في وقت قياسي، بسبب تقليص الكمية المثبتة في الدراسة، ودون القدرة على إيجاد حل لهذا المشكل.
ونظرا لمشاكل تنامي كميات عصارة نفايات هذا المطرح، فقد سبق للوزارة المكلفة بالبيئة أن قامت، قبل سنوات، بتحويل مبلغ 8 ملايين درهم للجماعة الترابية لأكادير، من أجل العمل على إيجاد مشكل لعصارة نفايات المطرح في أسرع وقت آنذاك.
