حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الدوليةالرئيسيةسياسية

غزة تحتضر جوعا.. المجاعة تفتك بالأطفال والعالم يتلكأ

استشهاد عشرات الفلسطينيين بسبب التجويع وانعدام الغذاء والدواء

في ظل حصار خانق طال أمده، بات الجوع سلاحاً فتاكاً يحصد أرواح الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث أعلنت مصادر رسمية عن استشهاد أكثر من 115 شخصاً، بينهم أطفال ورضع، جراء المجاعة وسوء التغذية. ومع تفاقم الكارثة الإنسانية، حذرت منظمات دولية من مجاعة جماعية وشيكة تهدد حياة أكثر من مليوني إنسان، فيما تواصل إسرائيل فرض قيودها المشددة على إدخال المساعدات، في ظل عجز المجتمع الدولي عن فرض حلول عاجلة توقف نزيف الأرواح.

 

إعداد: سهيلة التاور

 

 

في تطور مأساوي، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن 115 فلسطينيا استشهدوا بسبب المجاعة وسوء التغذية، في ظل انعدام شبه كامل للغذاء والماء والدواء.

وأضاف المكتب في بيان “مع تفاقم المجاعة في القطاع، نطالب العالم بكسر الحصار فورا وإدخال حليب الأطفال والمساعدات لنحو 2.4 مليون محاصر”، محذرا من انتشار روايات زائفة بشأن دخول المساعدات.

وأعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة أن 20 شخصا استشهدوا بسبب التجويع خلال 48 ساعة فقط.

في الأثناء، قال رئيس شبكة المنظمات الأهلية بغزة أمجد الشوا إن كل لحظة تمر على الأطفال المصابين بسوء التغذية تفاقم الخطر على أرواحهم.

ودعا الشوا إلى تفعيل ضغط دولي حقيقي على الاحتلال الإسرائيلي، لإجباره على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

من جانبها، قالت اللجنة الدولية للإنقاذ إنها تشعر بالفزع إزاء التقارير عن وفاة الأطفال والرضع جوعا في قطاع غزة.

وأضافت اللجنة في بيان أن ما نشهده في غزة أزمة جوع من صنع الإنسان مدفوعة بقيود صارمة وحصار شبه كامل على المساعدات، وطالبت بإدخال الغذاء والمياه والوقود لأكثر من مليوني شخص في حاجة ماسة إليها بقطاع غزة.

وقد سجلت الأيام القليلة الماضية حالات إغماء كثيرة لمواطنين مجوعين في مستشفيات غزة.

وفي السياق، قال مدير عام وزارة الصحة الدكتور منير البرش إن الوضع الإنساني والغذائي بالقطاع المحاصر وصل إلى مستويات خطيرة للغاية.

وأضاف البرش أن مرحلة المجاعة التي يمر بها القطاع هي الأخطر، وكثيرون يتساقطون في الشوارع، وأشار إلى زيادة كبيرة في أعداد من يتوفون أو يمرضون بسبب سوء التغذية.

ومن جهتها، أكدت شبكة المنظمات الأهلية في غزة أن الساعات المقبلة ستكون خطيرة للغاية على حياة المدنيين، لا سيما الأطفال، في ظل غياب أي مساعدات غذائية عاجلة.

 

100 منظمة دولية تدعو لنجدة غزة

حذرت أكثر من مئة منظمة غير حكومية الأربعاء الماضي من خطر تفشي “مجاعة جماعية” في قطاع غزة. وقالت المنظمات غير الحكومية ومن بينها “أطباء بلا حدود”، و”منظمة العفو الدولية”، و”أوكسفام إنترناشونال” وفروع عديدة من منظمتي “أطباء العالم” و”كاريتاس” إنه “مع انتشار مجاعة جماعية في قطاع غزة، يعاني زملاؤنا والأشخاص الذين نساعدهم من الهزال”.

ودعت المنظمات الحكومات إلى المطالبة برفع جميع القيود البيروقراطية والإدارية، وفتح جميع المعابر البرية، وضمان وصول الجميع إلى كل أنحاء غزة، ورفض التوزيع الذي يتحكم به الجيش الإسرائيلي واستعادة “استجابة إنسانية مبدئية بقيادة الأمم المتحدة”.

وقالت المنظمات الإنسانية في بيانها إنه “خارج قطاع غزة مباشرة، في المستودعات – وحتى داخله – لا تزال أطنان من الغذاء ومياه الشرب والإمدادات الطبية ومواد الإيواء والوقود غير مستخدمة، في ظل عدم السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إليها أو تسليمها”.

 

الاتهامات لإسرائيل

يأتي بيان المنظمات الإنسانية غداة اتهام المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجيش الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف شخص عند نقاط توزيع المساعدات في غزة منذ نهاية ماي، غالبيتهم كانوا قرب مواقع تابعة لـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي منظمة تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل.

ومن جهتها، تتهم إسرائيل حركة حماس باستغلال معاناة المدنيين، سيما عبر نهب المساعدات الإنسانية من أجل إعادة بيعها بأسعار باهظة أو عبر إطلاق النار على منتظري هذه المساعدات.

بدورها، تُحمل “مؤسسة غزة الإنسانية” حماس المسؤولية عن الوضع الإنساني في القطاع، فيما توكد السلطات الإسرائيلية أنها تسمح بشكل منتظم بمرور كميات كبيرة من المساعدات، لكن المنظمات غير الحكومية تندد بوجود العديد من القيود.

وفي سياق متصل، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الأهوال التي يشهدها قطاع غزة على صعيد أعداد القتلى والدمار الواسع النطاق “لا مثيل لها في التاريخ الحديث”. وقال غوتيريتش خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي “تكفي مشاهدة الرعب الذي يدور في غزة، مع مستوى من الموت والدمار لا مثيل له في التاريخ الحديث. سوء التغذية يتفاقم، والمجاعة تقرع كل الأبواب”.

 

محادثات إنسانية

أعلنت الولايات المتحدة أن المبعوث ستيف ويتكوف سيتوجه إلى أوروبا لعقد محادثات تهدف لوضع اللمسات الأخيرة على “ممر” للمساعدات الإنسانية الى قطاع غزة.

وأفاد موقع “أكسيوس” بأن من المتوقع  أن يتم للقاء وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ومبعوث قطري رفيع المستوى.

وأضاف الموقع نقلا عن مصدرين أمريكي وإسرائيلي أنه في حال تحقيق تقدم كاف، سيسافر ويتكوف من روما إلى الدوحة مع نهاية الأسبوع للتوصل إلى اتفاق.

وقالت الناطقة باسم الخارجية تامي بروس للصحافيين إن ويتكوف سيتوجه إلى المنطقة “وأمله كبير بأن نطرح وقفا جديدا لإطلاق النار وممرا إنسانيا لدخول المساعدات، وهو أمر، في الواقع، وافق عليه الطرفان”.

ولم تحقق المفاوضات غير المباشرة الأخيرة بين إسرائيل وحماس بشأن التوصل إلى هدنة أي تقدم.

 

المعايير الأممية

تعتبر المعايير المحددة لإعلان المجاعة رسميا في أي منطقة بالعالم تتوفر في غزة منذ مدة. ومن بين هذه المعايير مواجهة 20 في المائة من السكان مستويات جوع شديدة، وتوثيق معاناة 30 في المائة من الأطفال من الهزال والنحافة الشديدة.

ويشير مركز الإعلام الحكومي في القطاع إلى أن 650 ألف طفل (من 2.4 مليون يعيشون في القطاع) يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية والجوع، في حين تواجه نحو 60 ألف حامل خطرا حقيقيا بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية اللازمة.

كما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن 112 طفلا في غزة يدخلون المستشفيات يوميا للعلاج من سوء التغذية والهزال الشديد، فضلا عن موت 620 شخصا بسبب الجوع، 70 منهم قضوا منذ يونيو الماضي.

وخلال رحلة البحث عن الطعام الشحيح، قتلت إسرائيل نحو 900 فلسطيني خلال توجههم إلى مراكز توزيع المساعدات الغذائية التابعة لما تعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”.

وفي منطقة المواصي بخان يونس جنوبي القطاع، وهي واحدة من أكثر المناطق اكتظاظا بالنازحين، يواجه نحو مليون شخص خطر الموت جوعا بعد مرور أكثر من 100 يوم على منع إدخال الطعام إليهم.

وحتى محاولات شراء الطعام أصبحت شبه مستحيلة نظرا لإتيان الحرب والحصار على كل ما كان لدى الناس من مال، بينما الطعام شحيح بدرجة غير مسبوقة وأسعاره لا يمكن تخيلها.

 

السكر بالغرام كالذهب

تجاوز سعر كيلوغرام من الدقيق 50 دولارا في أفضل الأحوال، مما جعل رغيف الخبز في غزة حلما بعيد المنال. كما يباع السكر بالغرام كالذهب، ووصل سعر الغرام إلى دولار واحد، أي أن سعر الكيلوغرام بلغ 1000 دولار.

أما أسعار الخضراوات فتبدأ بدولارين للحبة الواحدة إن توفرت، وذلك يعني أن الأسرة بحاجة لـ150 دولارا في اليوم لكي تحصل على وجبة واحدة في اليوم.

ولو قرر الناس الحصول على كيس طحين أو بعض المعلبات من المؤسسة التي أنشأتها إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة في أقصى جنوب القطاع، فإن عليهم السير بأجسامهم الهزيلة وقواهم الخائرة مسافة 6 كيلومترات ذهابا وإيابا على الأقل.

وحتى قطع هذه المسافة رغم الجوع والعطش لا يعني أن الذاهب لن يعود صفر اليدين، هذا إن لم يعد إلى أهله جثة هامدة، إذ تطلق قوات الاحتلال الرصاص عشوائيا وبشكل متعمد على طالبي المساعدات.

وفي وقت سابق اليوم، أفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 116 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال، بينهم 38 من طالبي المساعدات.

وقال مدير مجمع الشفاء الطبي، محمد أبو سلمية، إن شخصين استشهدا في قطاع غزة نتيجة سوء التغذية منذ أمس الجمعة. وأكد أن المجاعة في القطاع وصلت إلى مراحل متقدمة جدا، وصارت تشمل كل الفئات.

كما قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى بوسط القطاع، خليل الدقران، إنهم لم يعودوا يجدون وجبة واحدة للمرضى ولا للعاملين بالمستشفى، مؤكدا أن أعداد من يعانون الهزال الشديد في تزايد مستمر.

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى