شوف تشوف

الرئيسيةحواررياضة

غلطة العمر حوارات جريئة ناطقة بالندم والاعتراف: خديجة المرضي (بطلة عالمية في الملاكمة)

ولادة قيصرية حرمت البطلة المغربية من المشاركة في الألعاب الأولمبية طوكيو 2020

حسن البصري:

مقالات ذات صلة

كان المغاربة يترقبون حصولك على ميدالية من أولمبياد طوكيو، فجأة سقط اسمك من لائحة الفريق الوطني ومنعت من المشاركة في هذا الحدث العالمي بسبب حمل، هل كان هذا الحمل غلطة لأنه فوت عليك وعلى الوطن إنجازا كبيرا؟

هذه غلطة صحيح لأنها لم تكن في الحسبان، فقد كنت أستعد لأولمبياد طوكيو رفقة المنتخب الوطني للملاكمة، وكانت التحضيرات تمر في أجواء جيدة ومعنويات مرتفعة من أجل تحقيق نتائج إيجابية. استفدت رفقة باقي العناصر الوطنية من معسكر إعدادي بفرنسا، فضلا عن المشاركة في عدد من البطولات الدولية. كانت الأمور تسير بشكل جيد وكنت عازمة على تعويض ما فات في أولمبياد ريو دي جانيرو، لكن فجأة تبين أنني حامل وأنه من الصعب علي المشاركة في الأولمبياد.

ألم تنتبهي للحمل وأنت مقبلة على تظاهرة كونية؟

في شهر أكتوبر 2020، تعرضت لإصابة بفيروس كوفيد 19، وكنت حينها في عز التحضير للاستحقاقات العالمية بالرغم من حالة الوباء. تم نقلي إلى المستشفى العسكري بمدينة ابن سليمان قصد العلاج، وكنت أود لو خضعت لعلاج في إحدى المصحات، لكن ليس هذا هو المهم، ففي تلك الفترة كانت جميع المصحات تعاني من الاختناق لأن الوباء كان في أوج نشاطه، وأمام إحساسي بالإرهاق والتعب توقفت عن التداريب وخضعت للعلاج.

لكن ما علاقة إصابتك بكوفيد 19 والحمل؟

قضيت أسبوعين في مستشفى ابن سليمان حيث كنت أخضع للعلاج وأتناول الدواء الخاص بفيروس كورونا، وأقراص منع الحمل، لكن تبين أن أدوية كوفيد تبطل مفعول منع الحمل دون أن أكون على علم بهذه القضية. لهذا تكون في رحمي حمل دون أن أعلم بذلك لاعتقادي بأن انضباطي في تناول الأقراص المانعة للحمل سيفي بالغرض، لكن حصل ما لم يكن في الحسبان وأكدت الفحوصات أنني حامل.

تكتمت على هذا الحمل لأزيد من شهرين ما السبب؟

حين علمت أنني حامل واصلت تحضيراتي مع المنتخب الوطني للملاكمة دون أن أشعر أي أحد بما أعيشه من هواجس تمنع عني أحيانا النوم، حيث كنت أقضي ليلتي في التفكير والبحث عن حل لمشكلة لم أتقاسمها مع الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، كل ما في الأمر أنني كنت أناقش الأمر مع زوجي ونحاول البحث عن مخرج من هذه القضية.

ماذا كان قرار زوجك؟

ترك لي حرية اتخاذ القرار النهائي، لكنه كان ينصحني بعدم إجهاض الجنين الذي كان في أحشائي، قلت له إنني أرفض التخلص من الحمل مهما كانت الظروف، فأنا أخاف الله ولا أعصي له أمرا، ولا أريد أن أقدم على هذا الفعل لمجرد المشاركة في أولمبياد، فالخير في ما يختاره الله، ومن يدري قد أصاب في طوكيو وأخرج خاوية الوفاض وقد تخلصت من جنين، هذا ما أرفضه.

أكيد كان هناك من ينصحك بإسقاط الجنين، أليس كذلك؟

صحيح هناك من كان يحثني على إسقاط ما في رحمي، حتى أتمكن من المشاركة في أولمبياد طوكيو نظرا لما ينتظرني هناك، كان ردي واضحا: المستقبل بيد الله.

حتى في حالة الولادة كان يفصلك عن الأولمبياد شهر ونصف، هل تكفي هذه المدة للاستعداد لحدث رياضي كوني مثلا؟

ما ميز هذه الفترة أنني كنت حريصة على استكمال حصصي التدريبية وأنا حامل، وحاولت أن أستأنف التداريب استعدادا لأولمبياد طوكيو بعد الولادة، أي بمجرد تجاوز فترة النفاس. بعد مرور عشرين يوما على الوضع بدأت أتمرن وفقدت ثلاثة عشر كيلوغراما ونزل وزني بشكل ملفت، لكن الأطباء نصحوني بعدم دخول هذه المغامرة التي ربما تكون لها مضاعفات سلبية على صحتي. لقد عزمت على خوض التحدي الكبير لأنني أملك روحا وطنية قوية وعزما أكيدا على خوض التحديات، يكفي عزف النشيد الوطني لأزداد حماسا ورغبة في تحقيق الألقاب.

هل حاولت التكفير على الغلطة؟

حاولت بالتداريب والتقيد الصارم بضوابط الميزان والحمية الغذائية، لكن تبين، مع مرور الوقت، أنه من المستحيل استدراك الأمور في أقل من شهر ونصف، مهما كانت العزيمة قوية. لكن الحمد لله الميدالية الكبيرة التي حصلت عليها هي ابنتي سلطانة، وأنا على يقين أن الله سبحانه وتعالى سيجازيني على موقفي.

ماذا كان موقف الطاقم الطبي للجامعة في هذه القضية؟

تدخل الطاقم الطبي لمنتخب المغرب للملاكمة ونصحني بالتوقف عن التفكير في المشاركة في أولمبياد طوكيو 2020، ثم استبعدت من قائمة المشاركين في هذا الحدث، بسبب الخوف من حدوث مضاعفات خطيرة قد يكون لها انعكاس سلبي على صحتي بعد أن وضعت قبل شهر ونصف مولودتي. صحيح أن طموحي كان كبيرا للظفر بميدالية فضية أو ذهبية، إلا أن التخوف عند الأطباء كان هو تلقي ضربات في البطن علما أن ولادتي تمت بطريقة قيصرية، وعلى قدر شعوري بالسعادة بعد الإنجاب، تابعت الأولمبياد وأنا على أعصابي لأنني كنت أعلم أن مكانتي كانت في الحلبة وليس في البيت.

كيف كان موقف اللجنة الأولمبية الوطنية في هذه القضية؟

تم عرضي على طبيب اللجنة الأولمبية الوطنية، الذي استمع إلي وفهم مسببات بطلان مفعول أقراص منع الحمل، ولكنه رفض جملة وتفصيلا فكرة مشاركتي في الأولمبياد. قال لي بالحرف إن صحتك تهمني، وأن القادم أفضل والميدالية الأولمبية التي أتعقبها ستأتي يوما، لهذا اقتنعت بأن عدم المشاركة في الألعاب الأولمبية لطوكيو قرار نهائي وحاسم، حينها قررت تخصيص نصف وقتي للتداريب والنصف الآخر لمولودتي الجميلة التي خففت عني وزر التفكير في الأولمبياد. 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى