أوردت مصادر مطلعة أن لجنة خاصة تم انتدابها، خلال الأسبوع الماضي، للتحقيق في قضية نفوق عدد كبير من الأسماك بجنبات مصب نهر اللوكوس بضواحي العرائش، والذي يعتبر الشريان الرئيسي لتوزيع مياه السقي على الضيعات الفلاحية المحلية.
وأكدت المصادر أن تحرك لجنة خاصة تضم عدة متدخلين، جاء بعد انتشار شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يكشف جانبا من نفوق هذه الأسماك، وسط مخاوف كذلك من وجود مواد كيماوية أو سامة، يتم إلقاؤها في الوادي من قبل الشريط الصناعي بالعرائش لحدود القصر الكبير، وهو ما يرتقب أن تكشف عنه التحقيقات وبالتالي إمكانية تحويل الملف إلى السلطات القضائية المختصة لاتخاذ اللازم قانونا، خاصة وأن الواقعة تأتي بالتزامن مع التحضيرات القبلية لإطلاق مشروع فلاحي جديد بمنطقة حوض اللوكوس في إطار المشاريع الملكية الموجهة للاكتفاء الذاتي للشمال فلاحيا.
وأشارت المصادر إلى أن مياه مصب اللوكوس توجه للري، حيث تسقى بها الضيعات الفلاحية، سيما المتعلقة بـ «الكاكاو» والأرز وغيرهما، لكون الإقليم يعتبر الأول على المستوى الوطني في تصدير هذه المواد الغذائية. ونبهت المصادر، إلى ضرورة التعامل بحزم مع ملف المراقبة الصحية للمصانع والشركات الموجودة على طول هذا الوادي، إذ إن إهمال هذا الجانب من شأنه أن ينقل عدوى ثلوث المياه صحيا إلى المستهلكين والسكان المحليين، والذين يعتبرون هذا الوادي بمثابة مورد رزقهم من خلال الصيد، وتوجيه الأسماك صوب بعض الأسواق.
وسبق لتقارير أن نبهت إلى ضرورة إيلاء أهمية قصوى لهذا الوادي، بسبب النفايات السائلة للصرف الصحي، التي تترك انبعاثات ضارة وسامة في المياه الراكدة، وهو الأمر الذي يخلف آثارا اقتصادية سلبية متزايدة في مقدمتها تراجع الثروة السمكية وتسميم المواد الفلاحية، التي تعد من أهم ثروات إقليم العرائش، كما أوردت بعض المصادر المتتبعة لهذا الملف، إلى أن الشكوك تتزايد من أن مصدر المياه الملوثة مرتبط باختلال في مشروع للتطهير السائل بالمدينة.
طنجة: محمد أبطاش
