فنانون يؤثثون مؤتمرات الأحزاب
بعد فشل الرياضيين.. الفنانون يستعدون للانتخابات

شرعت العديد من الوجوه السياسية في التفكير الجاد للوقوف في خط السباق الانتخابي القادم، وشوهد عدد من رجال ونساء الفن في الصفوف الأولى للتجمعات السياسية ومقرات الأحزاب بل منهم من يقوم بعملية “إحماء” استعدادا للاستحقاقات الانتخابية التشريعية المقبلة سنة 2026. وهو نفس الهاجس الذي يسكن مجموعة من الأسماء الفنية التي أدارت ظهرها للفن واقتحمت قبة البرلمان في ولايات سابقة وراهنة.
حسن البصري :
التهافت على مقاعد تحت قبة البرلمان أو على رأس جماعة ترابية أو في هيئة سياسية، تجسد بشكل ملموس في الأنشطة الحزبية لكثير من الأحزاب السياسية، وفي محطاتها النضالية والانتخابية.
الظاهرة تشمل العديد من الدول العربية وتظهر بشكل واضح في مصر، التي يعين فيها فنانان على الأقل من طرف رئيس الجمهورية كمثلين للفنانين في مجلس الشعب، ويؤديان القسم الدستوري في افتتاح أولى جلسات المجلس. ويحظى بهذا الشرف كل من الفنان يحيى الفخراني، إلى جانب الفنانة سميرة عبد العزيز كنائبين عن الفن المصري. علما أنه قد سبق انضمام نخبة من الفنانين إلى الحياة النيابية المصرية منذ عقود، وكان عدد من الفنانين المصريين قد انضموا لمجلس الشعب أبرزهم محمد عبد الوهاب وأمينة رزق ومديجة يسري وغيرهم من النجوم، ولعل إشراك الفنانين في المجالس الدستورية وفي الحياة السياسية عامة، يراد منه إسماع صوت الفنانين ونقل همومهم إلى الرأي العام عبر قنوات سياسية.
يرى داعمو انخراط الفنانين في الحياة السياسية، أن الفنان مواطن كغيره من المغاربة ومن حقه الانتماء لأي حزب سياسي يرى أن لديه مشروعا طموحا سيخدم بلده، فحين ينخرط أهل الفن في السياسة لا يجب أن ينظر إليه كاختراق لعالم له أهله، بل يجب أن يعتبره الناس مصالحة بين السياسة والفن وبحثا عن موقع قدم للفن في المشهد السياسي.
في الملف الأسبوعي لـ”الأخبار” رصد لانخراط الفنانين في الحياة السياسية، ونقل هموم الركح إلى البرلمان ومؤتمرات الأحزاب، ومساهمة في تشريع يراعي دور ومكانة الفنانين.
فاطمة وشاي.. قنديلة من عالم الفن في تجمعات “بي دي جي”
ظهرت الممثلة فاطمة وشاي في الصفوف الأولى للمؤتمر التاسع لحزب العدالة والتنمية، وهو ما يؤشر على إمكانية دخولها للانتخابات المقبلة، وهذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها وشاي في صفوف حزب العدالة والتنمية بل سبق لها أن حضرت في ملتقى وطني لشبيبة العدالة والتنمية، بالقاعة المغطاة للمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، حيث ظهرت وهي ترفع شارة “رابعة العدوية”.
وقبل أزيد من عشر سنوات وتحديدا في فبراير 2014، حظيت الفنانة فاطمة وشاي بتكريم بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، في المهرجان الفني الرابع من تنظيم حركة التوحيد والإصلاح بشراكة مع جمعية مغرب الفن.
وفي ذات السنة لفتت وشاي أنظار السياسيين والفنانين، حين أثنى عليها رئيس الحكومة، آنذاك، عبد الإله بنكيران، خلال حضورها نشاطا لحزب العدالة والتنمية حين خاطبها قائلا: “حياك الله، أنت امرأة بألف رجل”، مبرزا تعاطفها مع حزب المصباح، بل إنها وعدت بالانتماء إليه بعد أن يغادر الحكومة إلى المعارضة.
بعد تواريها مدة طويلة عن أنظار المشاهدين المغاربة المتتبعين للقنوات العمومية، اختارت الفنانة فاطمة وشاي، أن تعلن موقفها من بنكيران بعد إعفائه، من خلال تدوينة تضامنية جاء فيها: “عبد الإله بنكيران يبقى أصدق وأحسن وأنظف رئيس حكومة عرفته البلاد، من بين كل هؤلاء الوزراء الذين قادوا الحكومات السابقة التي تعاقبت على هذا البلد، إلى يومنا هذا”.
بررت وشاي حضورها في بعض أنشطة حزب العدالة والتنمية، إلى فضولها نحو السياسة والمعرفة، مبدية تعاطفها وحبها لإسلاميي هذا الحزب “دوك الناس عزاز علي بزاف واخا ما كيناش معاهم في الحزب، أنا معاهم بطبعي وقلبي وأسلوبي، وكنصوت عليه في الانتخابات، ما نخرط حتى يكون الحزب خارج الحكومة”.
ولدت فاطمة وشاي سنة 1955 بمدينة آسفي، وسط أسرة بسيطة في المدينة العتيقة. هناك كان التعايش بين جميع الأجناس والديانات، لكن وشاي ليست عبدية الأصول، بل وافدة على المدينة من قبائل الشياظمة، لذا فهي تفخر بالانتماء لشرفاء ركراكة وتحديدا من سيدي واسمين قيادة اقرمود، وتحرص على حضور ما يعرف بـ “الدور” الذي يعتبر جزءا أساسيا من الطقوس التي يمارسها مريدو زاوية ركراكة بسيدي محمد بن احميدة.
تجد فاطمة متعة في التردد على مختلف الأضرحة والزوايا التي تضمها المنطقة، سيما وأن والدها محمد بن المامون كان من أشراف ركراكة، وسبق له أن جالس الملك الراحل محمد الخامس بهذه الصفة الدينية.
كان والد فاطمة بارعا في قوافي الشعر الصوفي، لذا عاشت طفولتها في بيت يتردد عليه الفنانون، حيث كان فن الملحون حاضرا بقوة في البيت العتيق، ما شدها بقوة نحو الفن، ونحو والدها الذي كان يجمع بين الدين باعتباره من خريجي جامعة القرويين بفاس، والموسيقى لولعه بفن الملحون والموشحات الدينية. إلا أن الفتاة فاطمة اختارت مسلكا آخر، وأصبحت متيمة بالسينما بعد أن كانت تتردد على دار للسينما في آسفي رفقة أفراد أسرتها.
رفيق بن بوكر يبرر وجوده في مقر حزب الجرار
تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صور الممثل المغربي رفيق بوبكر، ووجهوا له دعوة لدخول المعترك السياسي ومنحه الفرصة لدخول البرلمان على غرار فنانين آخرين خاضوا هذه التجربة.
وقال الفنان المغربي إنه لا يتردد في إعلان تعاطفه مع ثلاثة أحزاب سياسية، هي الأصالة والمعاصرة، والتجمع الوطني للأحرار، والعدالة والتنمية، مؤكدا أن مشروعا ثقافيا قد قاده لمقر حزب الجرار، ويهدف المشروع إلى تقريب الثقافة والفن من مغاربة الهامش، الذين يعيشون بالقرى والجبال بعيدين عن المراكز، وتقديم ورشات لفائدتهم في المسرح والسينما وأعتبر هذا التلاقي “تعاطفا فنيا ومهنيا أكثر منه عمل سياسي”.
واعترف رفيق بأن السياسة تداعب مخيلته بين الفينة والأخرى، “أفكر في ذلك بين الحين والآخر، لكني لم أتخذ القرار بعد. ممكن أن يأتي ذلك مع الوقت وأقتنع بذلك، وأدلي بدلوي لأضيف شيئا جيدا لوطني المغرب الذي أعشقه”.
وعن حقيقة الصور التي نشرت له على مواقع التواصل الاجتماعي، من داخل مقر حزب الأصالة والمعاصرة في الرباط، كشف الفنان المغربي رفيق بوبكر عن أسباب النزول وقال “إن اللقاء يندرج ضمن خلية ثقافية مع حزب “التراكتور”، مضيفا أنه ولحدود الساعة غير منتم إلى أي حزب سياسي: “أتعاطف مع البام حيت تقنوقراط، ومع الأحرار حيت برغماتيين، ومع العدالة والتنمية حيت عشنا معهم دائرة ضوء الإصلاح”.
وعن علاقته بالقياديين السياسيين، قال رفيق بوبكر إنه درس سنتين في الجامعة تخصص أدب الفرنسي وحاصل على دبلوم السمعي البصري من جامعة تورينو بإيطاليا، مشيرا إلى أنه درس مجانا بإيطاليا وأن نبيل بنعبد الله زعيم حزب التقدم والاشتراكية كان يرسل له ما يقارب 120 أورو طيلة فتره دراسته بإيطاليا كمنحة أو مساعدة.
ولد رفيق بوبكر بمدينة الدار البيضاء بتاريخ 12 مارس 1973، درس في المدارس العمومية وظهر نبوغه الفني في ثانوية عقبة بن نافع في الحي المحمدي، حيث تتلمذ على يد الفنان حسن الفذ حين كان مدرسا للتربية التشكيلية. بدأ مساره الفني سنة 2001 من خلال فيلم غراميات الحاج المختار الصولدي وعرف نجاحا كبيرا. أشهر أعماله في بدايته وهو شريط تلفزي “القسم 8″ و”الطريق إلى كابول ” و”عائلة محترمة” وغيرها من الأعمال التي كشفت عن قدرته الجمع بين الدراما والكوميديا.
“لاغ بام” تنظيم يجمع الفنانين بسياسيي حزب الأصالة والمعاصرة
شارك مجموعة من الفنانين المغاربة في عدد من الأنشطة التي ينظمها حزب الأصالة والمعاصرة، تناسلت عنها مجموعة من علامات الاستفهام حول إمكانية خوضهم للانتخابات التشريعية المرتقبة في 2026 بألوان حزب “الجرار” الذي عبر عن رغبته في التواجد بقوة في حكومة المونديال.
أطلق حزب الأصالة والمعاصرة في 4 مارس 2025، مبادرة “جيل 2030” التي تهدف إلى إشراك الشباب في السياسات العمومية، وفتح المجال أمامهم للتفاعل مع التحولات التي يشهدها المجتمع المغربي.
حفل إطلاق هذه المبادرة احتضنه مسرح محمد الخامس بالرباط، وحضرته كل من المنسقة الوطنية للقيادة الجماعية للأمانة العامة للبام، فاطمة الزهراء المنصوري، وعضوي القيادة محمد المهدي بنسعيد وفاطمة سعدي، إلى جانب عدد من أعضاء المكتب السياسي وأعضاء شبيبة الحزب، وشهد الحفل الذي احتضنه مسرح محمد الخامس بالرباط، حضور عدد من الأسماء الفنية، على غرار: مريم الزعيمي، أمين ناسور، ساندية تاج الدين، نبيلة معان، أيوب كريطع، يوسف بريطل، وفريد الركراكي.
وحسب موقع الحزب فإن “هذه المبادرة تعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه حزب الأصالة والمعاصرة لإشراك الشباب في الحياة السياسية والاجتماعية، وإيمانه بأن الشباب هم أساس تطور المجتمع ومحرك رئيسي للتغيير”.
أوضح الممثل والمخرج يوسف بريطل، الذي يشغل منصب مستشار وزير الثقافة محمد المهدي بنسعيد، والذي كان من مهندسي هذه الخلطة السياسية/ الرياضية، بأن “تواجد الفنانين في الأنشطة الخاصة بحزب الأصالة والمعاصرة، لا علاقة له بالتحضير لمشاركتهم في الانتخابات التشريعية المقبلة. وهي ليست فكرة جديدة، إذ سبق أن تم تنظيم تجمع للفنانين قبل الانتخابات الماضية 2021، مشيرا إلى أن الجديد هذه المرة هو إنشاء تجمع يحمل اسم “لاغ بام” يضم الفنانين بمختلف تخصصاتهم من ممثلين ومغنيين ورسامين وشعراء وزجالين وغيرهم.
يضيف بريطل أن الهدف من التنظيم هو “رد الاعتبار للفنان وإسقاط الصورة النمطية التي رسمها البعض له، والتي ترفض تعبيره عن رأيه وحديثه عن المواضيع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تلامس حياة المجتمع، والاكتفاء بالحديث عن أعماله الفنية فقط”.
كليلة بونعيلات.. من الطريق إلى كابول إلى الطريق إلى البرلمان
تمكنت الممثلة كليلة بونعيلات من كسب مقعد برلماني خلال الانتخابات التشريعية 2021 ضمن اللائحة الجهوية لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة سوس ماسة. وما أن استوت على كرسي البرلمان حتى أعلنت استقالتها من الفن قائلة: “تخليت عن الفن من أجل تمثيل الأمة في البرلمان، وممارسة عملي السياسي في الوقت الحالي”.
وأضافت كليلة في تصريح صحافي إنها لا تفضل الجمع بين الفن والسياسة، لعدم قدرتها على التوفيق في التوقيت بينهما، عادة أنه من الممكن تعود للفن لاحقا وتمارسه حتى في سنها الـ70، بعد انتهاء مهمتها بصفتها برلمانية.
لكن ظهور كليلة في التلفزيون اقتصر، خلال فترة عملها في السياسة بصفتها عضوا في حزب التجمع الوطني للأحرار، على مشاركتها في مسلسل “من فم السبع” الذي تضمن فقط أربع حلقات، وقامت بتصوير مشاهده في عطلتها السياسية، على حد قولها.
وتميزت كليلة بأسئلتها الجريئة التي تعكس معاناة البسطاء والطلبة، وعبرت عن دعمها لقرار الإعلان عن أسماء المتغيبين عن جلسات البرلمان، حيث كشفت تأييدها هذا الإجراء.
وترى كليلة أنه من الضروري حضور النائب البرلماني في الجلسات لأنه ينوب عن الأمة، وأنها تحضر لجلسات البرلمان لأنها تعتبر نفسها ممثلة للأمة داخل قبة البرلمان، مبرزة أنها لم تكن لتخوض رحلة الترشح في حالة عدم رغبتها في ممارسة هذه المهمة.
لا تتردد كليلة في الدفاع عن الحكومة الحالية، مشددة على أنها اشتغلت على عدد من الملفات وما تزال تعمل في أخرى، وستعمل على غيرها في المستقبل، بحسب تصريحها للصحافة التي تحدثت فيها عن دخولها الاستحقاقات بكثير من الأمل والتفاؤل. “يعود هذا التفاؤل إلى سببين اثنين: الأول ترشحي باسم حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي قدم بدائل واقعية للمغاربة الراغبين في إحداث تغيير. أما السبب الثاني، فيكمن في أنني ابنة هذه الأرض، ولدت فيها وترعرعت بين أحضانها، وأعرف أهلها وهم أيضا يعرفونني ويعرفون حبي للإقليم ورغبتي في خدمة قضاياه”.
كليلة من مواليد سنة 1981 بمدينة أكادير، كانت الانطلاقة سنة 2004 عن طريق الصدفة، ففي الوقت الذي كانت المناداة عن أختها التوأم “دمنة” للاشتغال في أول عمل فني، عبارة عن فيلم تلفزيوني بعنوان “شلح و بغى فاسية”، شاءت ظروف سفر شقيقتها خارج أرض الوطن أن تجعل كليلة تنوب عنها في هذا الفيلم الذي لقي نجاحا، ليكون العمل الثاني “يومية مدرسة” مع قناة الرابعة، وسنة 2007 صورت فيلما جديدا “فنيدة”، كما قامت بدور البطولة في أول فيلم ناطق بالحسانية “أربعة حجرات”، وانطلقت بعد ذلك في العديد من الأعمال الفنية كالمسلسل الرمضاني “إلى الأبد”، ثم “كريمة”، والمشاركة في الفيلم التلفزي “رحيمو”، ثم “انتقام وانفصام”، ولعبت دور البطولة في فيلم “دموع من فضة” ثم فيلم “الطريق إلى كابول” الذي لقي نجاحا كبيرا. كما شاركت إلى جانب عزيز داداس وباسو في مسلسل “أوشن” وأعمال أخرى.
فاطمة خير من التمثيل في المسرح إلى تمثيل المواطن في البرلمان
“أنا فرحانة وفخورة ومحظوظة بالانتماء لحزب عريق يقوده رئيس الحكومة أخنوش بشجاعة ورزانة وحكمة وثبات”، هكذا افتتحت الفنانة فاطمة خير مداخلتها في مؤتمر لحزب التجمع للأحرار، ما يؤكد حرصها على التمسك بهذه التجربة التي حملتها من عالم الفن إلى عالم السياسة.
توسعت دائرة الفن داخل حزب الأحرار، حين أكد عدد من الفنانين المغاربة التحاقهم بالحزب خلال لقاء جمعهم اليوم برئيسه عزيز أخنوش، وخصص لمناقشة عدد من القضايا الثقافية والسياسية، قبل أن يتحول الاجتماع إلى لجنة تحضيرية لمنظمة موازية للحزب تعنى بالمجال الثقافي والإبداعي تحت اسم “الفيدرالية المغربية للفنانين التجمعيين”. قامت المنظمة بـ”بإقناع الفنانين من مختلف جهات المملكة بمشروع التجمع الوطني للأحرار وتأطيرهم في المجال السياسي وتشجيعهم على المشاركة الفاعلة في السياسة، فضلا عن تقديم وثيقة مشروع إطار، تضم تصورات أولية للقضايا الثقافية والفنية، وتعزيز الرؤية الاستراتيجية للحزب”.
إلى جانب فاطمة خير انضم سعد التسولي وبنعيسى الجيراري وغيرهم من الفنانين في هذا التنظيم، كما تم وضع خارطة طريق يتقاطع فيها السياسي بالفني.
وكانت الفنانة فاطمة خير قد ترشحت على رأس اللائحة الجهوية لحزب الحمامة بجهة الدار البيضاء سطات، أكبر جهة في المغرب. وقرر المكتب السياسي للحزب تزكية هذا الترشيح، بعدما نجح الحزب في استقطابها وإقناعها بالمشاركة في الانتخابات.
لم تدخل الفنانة خير من نافذة الحزب كما يعتقد البعض، بل سجلت حضورها أولا في التنظيم الموازي والذي يعتبر أحد روافد الحزب. وقالت الفنانة فاطمة خير في حوار صحافي وهي تبرر اختيارها السياسي، “الفنان قبل أن يكون كذلك هو مواطن له الحق في التعبير عن آرائه وتوجهاته الشخصية والانتماء للحزب الذي يجد فيه ضالته كغيره من المواطنين المغاربة، وأن ما يهم الجمهور هو ما يقدمه من عمل فني إبداعي”.
أما الفنان سعد التسولي فإن مقاربته للترشيح الانتخابي تنبني على المشاركة في القرار السياسي، فالفنان له رسالة يقدمها على خشبة المسرح وفي البلاطوهات التلفزية والسينمائية، لكن التغيير والمساهمة في صناعة القرار السياسي ينبثق من المؤسسة التشريعية.
شروق الشلواطي ملكة جمال في هودج حزب “الكتاب”
استعان نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بالفنانة وعارضة الأزياء شروق الشلواطي، حيث ظهرت في مجموعة من الصور رفقة الأخير خلال حضورها ندوة عقدها حزب الكتاب بالرباط.
ظهرت شروق، ملكة جمال العرب سابقا وعارضة الأزياء، في صورة رفقة نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أثارت الصورة جدلا واسعا في منصات التواصل الاجتماعي، بل إن بعض الكتابات اعتبرت وجود ملكة جمال في حضرة سياسي مجرد ترويج استباقي لصورة الأمين العام للحزب التقدمي في انتخابات كانت وشيكة بالنظر لتصنيف شروق ضمن المؤثرات، فيما قال آخرون إن القضية لا تستحق تأويلات كثيرة بالنظر للمرجعية العلمانية لحزب علي يعتة.
من جهتها نفت الشلواطي ما أثير حولها من جدل سياسي، وقالت في خروج إعلامي إنها لا تنتمي إلى أي حزب سياسي، موضحة بأن “اللقاء الذي جمعها بنبيل بنعبد الله بعيد كل البعد عن هذا المنحنى السياسي”.
وحسب تصريحات أعضاء من حزب الكتاب، فإن وجود ملكة الجمال السابقة في منتدى سياسي، سببه مناظرة حول موضوع المرأة وسقف أحلامها، عقدت في مقر حزب التقدم والاشتراكية، وكانت شروق من بين المدعوات لحضوره.
وأضافت الشلواطي في نفس الخرجة الإعلامية، بأنها قد حلت ضيفة شرف تلك الندوة التي شهدت حضور نبيل بنعبد الله وشرفات أفيلال، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، وهما شخصان تربطهما علاقة ود مع شروق، مشيرة إلى أن الندوة عرفت مشاركة مجموعة من النساء اللواتي سلطن الضوء على تجاربهن وإنجازاتهن في الحياة، مؤكدة على أنها استفادت كثيرا من قصص نجاحهن.
لكن نبيل سيظهر مجددا في حفل افتتاح محل تجاري في ملكية الشلواطي، مختص في بيع المواد الشبه طبية، ومواد التجميل، بحضور العديد من الوجوه الفنية والسياسية، حيث قال: “وجودي في هذا الحفل جاء بعد الدعوة التي تلقيتها من صديقتي الشلواطي، والتي شاركت مع الحزب في نشاط يهم حضور المرأة ومكانتها في المجتمع المغربي، ولهذا كان من الواجب أن نتعامل معها بالمثل”.
وكانت الشلواطي قد رفضت دخول الانتخابات ضمن حزب التقدم والاشتراكية، بالرغم من علاقاتها مع الأمين العام لحزب “الكتاب” نبيل بنعبد الله، والتي لا تعدو أن تكون سوى علاقة جوار. قبل أن تعلن تعاطفها مع “الكتاب”.
وتصنف شروق الشلواطي في خانة سيدات الأعمال فضلا عن كونها عارضة أزياء، ولدت في 6 يوليو 1994 بفاس. توجت بلقب ملكة جمال العرب عام 2014، وهي أول مغربية تحصل على هذا اللقب منذ بدء المسابقة في عام 2006.
ثريا جبران.. المعارضة الاتحادية التي أصبحت وزيرة للثقافة
ليست خير هي الفنانة الوحيدة التي دخلت غمار الاستحقاقات الانتخابية، فقد سبقتها الراحلة ثريا جبران عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ولعل أوج ما وصل إليه الفنانون المغاربة هو تعيين الممثلة المسرحية الراحلة ثريا جبران، وزيرة للثقافة باسم حزب الاتحاد الاشتراكي في عام 2007.
وكانت الممثلة المسرحية الراحلة ثريا جبران، هي أول من فتح الباب أمام الفنانين من أجل دخول دهاليز السياسية، حيث وجدت نفسها وهي في أوج عطائها المسرحي بطلة من أبطال المسرح السياسي الكبير.
وعملت ثريا جبران خلال ترؤسها للوزارة على حل مجموعة من القضايا المتعلقة بزملائها الفنانين مثل وضع قانون للفنان، وإقرار بطاقة مهنية تخول له بعض الحقوق، وإحداث التعاضدية الوطنية للفنانين، قبل أن تتخلى عن منصبها بعد سنتين من تقلده بسبب وضعها الصحي.
قبل عشر سنوات من تقاعدها الحكومي، حصلت ثريا جبران على جوائز وأوسمة داخل وخارج بلادها. لكن الأقرب إلى قلبها هو وسام الاستحقاق الوطني الذي تسلمته من الملك الراحل الحسن الثاني، وكذا وسام الجمهورية الفرنسية للفنون والآداب من درجة فارس.
ما كان يشد ملك البلاد أكثر في ثريا جبران (السعدية قرتيف)، أنها خرجت من صلب البساطة، فقد ولدت عام 1952 بمدينة الدار البيضاء وتحديدا بدرب بوشنتوف في عمق درب السلطان، فقدت والدها والتحقت أمها بالمؤسسة الخيرية لتشغل مهمة مربية، وهو ما قادها لاكتشاف هذا المكان، خاصة أن علاقتها بالدار، التي تجاوزت حدود مقر عمل أمها إلى فضاء تربوي، قد ازدادت تماسكا بعد أن عاشت فترة طويلة تحت رعاية محمد جبران زوج شقيقتها، الذي نالت منه اللقب وورثت عنه حب العمل مع المقهورين.
حادث لم ينس في حياة، الفنانة ثريا جبران، هو اختطافها من طرف البوليس السري، خاصة أنها كانت محسوبة آنداك على تيار متطرف داخل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، والتي جعلت من مجهولين في عهد وزير الداخلية إدريس البصري يحلقون شعرها لمنعها من المشاركة في برنامج حواري كان سيعرض على القناة الثانية.
فنانون عبروا في بحر السياسة وآخرون مروا جانب البرلمان
تعددت وتنوعت مشاركة الفنانين في الحياة السياسية، حيث دخلت المغنية الأمازيغية فاطمة شاهو، المعروفة باسم تبعمرانت مجلس النواب تحت مظلة حزب التجمع الوطني للأحرار في انتخابات 2011، وحاولت من خلال تجربتها الدفاع عن القضية الأمازيغية، وكانت للفنانة عدة مواقف لفتت انتباه الرأي العام، من خلال طرح سؤال بالأمازيغية خلال جلسة برلمانية، وهو ما أثار النقاش حينها بين النواب والسياسيين والحقوقيين المغاربة.
وظفر الممثل ياسين أحجام في نفس السنة بمقعد برلماني في الانتخابات التشريعية لعام 2011 باسم حزب العدالة والتنمية، وعبر عن اعتزازه بالدخول للمعترك السياسي من بوابة البرلمان، لكنه رفض الوقوع في شراك ما أسماه بـ”احتراف السياسة”، فتراجع عن الترشح لولاية ثانية.
غادر الفنان التجربة السياسية مبررا قراره، في تصريحات صحافية بأنه لم يكن يهتم بالتفرغ للعمل السياسي بالمفهوم التقليدي، بل أراد الإفادة من خبرته كفنان حاصل على شهادة الماجستير في المنظومة القانونية للفن بالمغرب.
وكان حزب الأحرار قد قطع الشك باليقين، عندما رشح ياسمين لمغور للتنافس على مقاعد اللائحة الجهوية، عكس ما تم ترويجه بخصوص وضع لطيفة أحرار على رأس اللائحة بجهة الرباط سلا القنيطرة.
سجال سياسي بين بنكيران والوالي
منذ دخوله في سجال مع عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، تناسلت مؤشرات حول إمكانية اقتحام الفنان رشيد الوالي لعالم السياسة وإمكانية وقوفه في صف السباق الانتخابي لسنة 2026.
ربط كثير من متتبعي الشأن السياسي المغربي السجال الثنائي بين الزعيم السياسي والفنان المغربي، بإمكانية وجود تسخينات انتخابية، سيما أن الرد تجاوز حدود تدوينة فايسبوكية إلى رد رسمي من أمانة حزب العدالة والتنمية تمخض عنه رد مضاد أقرب منه إلى توضيح يضع حدا للجدل.
أصل الحكاية رد من الفنان المغربي على بنكيران حين وصف هذا الأخير المغاربة الذين يرفعون شعار “تازة قبل غزة”، بالميكروبات والحمير، فقط لأنهم عبروا عن رأيهم الذي يضع قضايا الشأن الوطني كأولوية، منتقدا خطابه الرافض للاختلاف خلال افتتاحه للحملة الوطنية لشبيبة العدالة والتنمية بالرباط، التي اعتبر كثير من أقطابها أن تدوينة الوالي عبارة عن تسخينات انتخابية، وهو ما تطلب ردا مضادا من رشيد نفى فيه وجود نية دخول الاستحقاقات الانتخابية “لم أتواصل مع أي شخص أو هيئة سياسية لقد بلغت الستين من عمري وأعاني من ضغط الدم والسكري ما يمنعني من دخول هذا النوع من الجدل”.
ووصف فاعلون سياسيون غارة بنكيران بكونها هجوما استباقيا على كل فنان انتابته نوبة التهافت الانتخابي.
وتحولت صفحة الفنان المغربي إلى منتدى للنقاش السياسي، ومدى جدوى دخول الفنانين لمعترك السياسة، حيث تنوعت الآراء بين متفق ورافض، بينما سجلت هيئات الفنانين صمتها تجاه هذا النقاش واختارت متابعته ودعم زميلها بأضعف الإيمان.





