
أكادير: محمد سليماني
عاشت مدينة أكادير، مساء أول أمس الأربعاء، حالة من الفوضى والارتباك، ووجد رجال الأمن أنفسهم في ورطة كبيرة بعدما تصاعدت الاحتجاجات بمسرح الهواء الطلق الذي كان سيحتضن سهرة موسيقية لمغنيتين شعبيتين.
واستنادا إلى المعطيات، فإن مسرح الهواء الطلق وسط مدينة أكادير غص بأفواج بشرية، حتى أصبح مملوءا عن آخره، من قبل مواطنين ومواطنات وفدوا إليه لمتابعة سهرة غنائية كان مقررا أن تحييها المغنيتان أميمة باعزية وزهيرة الرباطية، وذلك بعد أداء واجب الدخول ومتابعة السهرة لفائدة الجهة المنظمة، غير أن هذه السهرة لم تتم، وجرى إلغاؤها دقائق قبيل موعد انطلاقتها، رغم أن الجمهور ظل ينتظر داخل مسرح الهواء الطلق لمدة طويلة.
وبعد طول انتظار، وبعدما تبين للجمهور وجود حركة غير عادية في الجهة الخلفية لمسرح الهواء الطلق، هرع البعض منهم في اتجاه الكواليس للاحتجاج على هذا السلوك، والمطالبة باسترداد أموالهم التي دفعوها من أجل متابعة السهرة الغنائية مباشرة. وظلت أفواج بشرية من الجماهير تنتقل بين أطراف مسرح الهواء الطلق وكواليسه الخلفية، بحثا عن منظم الحفلة، الذي اختفى عن الأنظار، تاركا الفنانتين تواجهان مصيرا مجهولا، وترك كذلك الجمهور في حالة غضب عارم، فيما وجد رجال الشرطة أنفسهم تحت الضغط من أجل تدبير هذا الموقف الذي وضع فيه منظم الحفلة كلا من الأمنيين والجمهور والفنانتين.
بعد ذلك خرجت إحدى الفنانات وأدلت بتصريح لعدد من وسائل الإعلام، معبرة عن استغرابها من السلوك الذي قام به منظم الحفلة المختفي، وكشفت أن هذا الأخير أخذ معه مستحقات الفنانتين وأموال الجمهور الذي حج إلى مسرح الهواء الطلق، وترك الجميع يواجه مصيرا مجهولا. فيما كال بعض الجمهور شتى أنواع السباب والشتم إلى منظم الحفلة وإلى الفنانة التي خرجت لوسائل الإعلام، حتى كادت أن تتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه بين إحدى السيدات وهذه الفنانة التي أرغدت وأزبدت، خصوصا بعد اتهامها من قبل إحدى الفتيات الحاضرات بالمشاركة في النصب والاحتيال.
وبعد مدة طويلة والتأكد من إلغاء السهرة، تم نشر رسائل في صفحة خاصة بهذه السهرة على أنستغرام، جاء في إحداها التعبير عن الأسف لإلغاء «سهرة مغربيات شعبي بسبب عطل فني مفاجئ وخارج عن إرادتنا. نعتذر بشدة لجمهورنا الكريم عن هذا الإلغاء المفاجئ وكل الإزعاج الذي تسبب فيه». أما الرسالة الثانية فتتعلق باسترجاع ثمن التذاكر، حيث طلبت الصفحة من الجمهور «إرسال بيانات الاسم الكامل ورقم الحجز، ثم وسيلة الدفع، حتى يتسنى إعادة الأموال التي جمعها إلى أصحابها».
من جهة أخرى، تطرح مثل هذه الممارسات والسلوكات أسئلة عديدة حول حكامة تدبير مثل هذه الفعاليات، خصوصا وأن الفضاء الذي كان سيحتضن السهرة الغنائية فضاء عام تابع للجماعة الترابية لأكادير، ما يطرح أسئلة عديدة حول طرق تتبع تنفيذ الفعاليات والأنشطة المبرمجة، والحرص على حقوق الآخرين سواء الفنانين أو الجمهور، وبالتالي الحفاظ على صورة مدينة أكادير.





