حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسياسيةفسحة الصيف

قصة رسالة شارك العلوي في كتابتها لمحمد الخامس في منفاه

يونس جنوحي

في شهر غشت سنة 1954، كان الطلبة المغاربة في فرنسا يعيشون في قلب “المشكلة المغربية” التي تمثلت في أزمة العرش، بعد نفي السلطان محمد بن يوسف، السلطان الشرعي للبلاد، ومجيء ابن عرفة.

التعريف بالقضية المغربية في أوساط المثقفين الفرنسيين، كان أهم ما نشط فيه الطلبة المغاربة. وقد حكى مولاي المهدي العلوي، الذي كان قد حصل على الباكالوريا صيف سنة 1954، عن أنشطة “جمعية فرنسا المغرب”، وعن المخيم الصيفي الذي خصص لمناقشات بين الطلبة المغاربة المشاركين وبعض الشخصيات السياسية الفرنسية المؤثرة، للعمل على إثارة القضية المغربية في الصحافة الفرنسية، والدعوة الصريحة إلى ضرورة عودة محمد الخامس إلى العرش، خصوصا وأن بين الشخصيات الفرنسية المشاركة في المخيم، أصدقاء شخصيون للعائلة الملكية.

يحكي مولاي المهدي العلوي عن هذه التجربة:

“عندما وصلنا إلى جزيرة بيل إيل Belle ile  الصغيرة في شمال فرنسا، حيث سنمضي أياما من شهر غشت في ضيافة عائلة روبير بارا، تعرفنا لأول مرة على السيدة أوريان دو شابوناي Henriane de chaponnay، سليلة إحدى العائلات المالكة في فرنسا، وكانت تقيم في الرباط وهي على صداقة مع العائلة الملكية المغربية، وقد ساعدت كثيرا في إقناع شخصيات فرنسية بالانخراط في التعبئة لإعادة سلطان المغرب إلى عرشه، وكان من بينهم فرانسوا مورياك نفسه، الكاتب الفرنسي الكبير، الذي ملأ كتاباته بمواقف إنسانية وأخلاقية، وصلت حد وقوفه ضد احتلال بلاده للجزائر والمغرب واتخاذه مواقف مساندة للمقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، وأي استعمار استخدم العنف في السيطرة على الشعوب.

وطيلة مدة إقامتنا في تلك الجزيرة، كنت أحرص على الاستيقاظ مبكرا لممارسة رياضة المشي، وصادف أن لمحتُ عند خروجي من البيت في صباح يوم 20 غشت 1954 السيد مورياك قادما من مركز البلدة، الذي يبعد عن محل إقامتنا ببضعة كيلومترات، فسألني عمّا إذا كنت أتوفر على بطاقة للمعايدة، فقلت له إنه بإمكاني إحضار واحدة.

هرعتُ إلى المتجر الرئيسي واقتنيت عددا من البطاقات، سلمتُها للسيد مورياك، فكتب على إحداها مخاطبا السلطان سيدي محمد بن يوسف، وكان حينها منفيا مع عائلته في مدغشقر :

إلى صاحب الجلالة محمد بن يوسف مدغشقر

سيدي.. ستعودون إلى عاصمة بلدكم”

توقيع:

فرانسوا مورياك، وروبير بارا، وأوريان دو شابوني، والمهدي

العلوي والمهدي زنطار وعبد الحق مزور ومحمد بن جلون”.

وتتويجا لهذا الحدث، بادرنا نحن المغاربة إلى إعداد وجبة غذاء على الطريقة المغربية عبارة عن طبق كسكس، تعبيرا منا عن التقدير والامتنان والعرفان بهذه المبادرة المشكورة.

سيحدث أن يصادف تاريخ إرسال هذه البطاقة في يوم 20 غشت 1954 مرور سنة كاملة على نفي السلطان ظُلما وعُدوانا في سنة 1953، وقبل سنة من عودته مُظفرا إلى

عاصمة مملكته في عام 1955.

في هذه الأثناء، بدأت علاقتي بالسيد مورياك وغيره من كبار الفاعلين في المجتمع الفرنسي من سياسيين وإعلاميين تتوطد بشكل مضطرد، مما سهّل عليَّ شخصيا اقتحام العديد من الأبواب لتنفيذ المهام التي أوكلت إليّ لاحقا في مراحل مختلفة من مساري السياسي.

وقد تسنى لي المضي قُدما في نشاطي، بمبادرة من الأستاذ امحمد بوستة، الذي قدمني إلى عدد من الشخصيات الفرنسية، من بينهم فيما أذكر السياسي والصحافي الاشتراكي كلود إيستيي  Claude Estier، والكاتب والمؤرخ جان لاكوتير

والصحافي والسياسي والدبلوماسي جيل

والصحافي والمراسل الحربي جون دانييل  Jean Daniel، والمحامي والسياسي جون روس  Jean Rous، والصحافي جورج مونطارون Georges Montaron مدير مجلة

تيموانياج كريتيانTémoignage chrétien ، وكان السي عبد الرحيم بوعبيد يساهم فيها بعدة مقالات ومقابلات عن المستجدات والأوضاع في المغرب”.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى