حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

قصة رسالة منسية وجهها الحسن الثاني للخميني خلال عامه الأول من الحكم

 

 

يونس جنوحي

احتفظ الدبلوماسي محمد التازي بوثائق قيمة، منها ما يتعلق برسائل من الملك الحسن الثاني إلى بعض زعماء العالم، وهكذا يكون قد أضاف صفة «المؤرخ» إلى اللقبين اللذين حملهما خلال حياته الحافلة بالأحداث: الصحافي والسفير.

هنا ننشر الرسالة التي وجهها الملك الراحل إلى الخميني، خلال نهاية سنة 1979، حيث تفجرت قضية الرهائن الأمريكيين في السفارة الأمريكية في طهران، بعد أشهر قليلة على سقوط نظام الشاه وقيام الثورة الإسلامية.

بلغ إلى علم الحسن الثاني أن ياسر عرفات، بصفته زعيم منظمة التحرير الفلسطينية، تدخل لدى الخميني لإطلاق سراح هؤلاء الرهائن. ورغم أن العلاقة بين المغرب وإيران الثورة لم تتأسس وقتها بعد -ولم يُكتب لها أن ترى النور بعد ذلك- إلا أن الملك الراحل لم يتردد في الكتابة إلى الخميني، ليطلب منه تلبية طلب ياسر عرفات لإكسابه وزنا دوليا.. فقد كان الملك الحسن الثاني يرى في وساطة عرفات لإطلاق الرهائن الأمريكيين، فرصة ليُسجل العالم العربي هدفا في مرمى الولايات المتحدة، في معركة تحرير فلسطين.

وهنا نورد نص الرسالة كما احتفظ بها السفير محمد التازي في أرشيفه الشخصي:

«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

يطيب لنا أن نبعث لكم بتحياتنا وأطيب متمنياتنا، داعين اللّٰه جلت قدرته للشعب الإيراني الشقيق بدوام الازدهار.

وبعد،

فقد وصل إلى علمنا خبر المساعي الفلسطينية لإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين المحتجزين في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بطهران.

ومما لا شك فيه أن استجابتكم لتدخل منظمة التحرير الفلسطينية لديكم لتحرير الرهائن الأمريكيين سيتلاقى مع تأييدكم المطلق لقضيتنا المشتركة، قضية فلسطين. وسيكون من شأنه أن يبوئ هذه المنظمة مقاما ويكسبها وزنا آخر في حظيرة الأمم. كما أن هذا العمل سيكون في مستوى حضارة الشعب الإيراني المسلم وتاريخه المجيد.

لهذا فإننا نساند المساعي الحميدة التي تقوم بها منظمة التحرير الفلسطينية ونلتمس منكم إصدار تعليماتكم بإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين».

ويستمر التازي في تسجيل ملاحظاته، ويذكر هنا ما جاء من أحداث، بعد توجيه الرسالة الملكية إلى الخميني:

«بعد مرور اثني عشر يوما على هذه المساندة الملكية لمساعي منظمة التحرير، تبين لجلالته أنها لم تحقق ما كان يرجوه منها، فلم ييأس ولم يقف مترقبا كالآخرين، وإنما خطا خطوة أخرى، رضوان الله عليه، فبعث رسائل إلى رؤساء الدول العربية والإسلامية، يطلعهم على ما قام به من مساندة لوساطة منظمة التحرير الفلسطينية، وأثر نجاح هذه الوساطة على القضية الفلسطينية. وحيث أن الوساطة لم تنجح، واستشعارا منه للعواقب الوخيمة التي يمكن أن تنجم عن استمرار حجز الرهائن، بالنسبة للعالم العربي والإسلامي، فإنه اقترح إيفاد وفد إلى طهران للسعي لدى الإمام الخميني لاتخاذ القرار المناسب.

أرسل نوّر الله ضريحه رسائل إلى الملوك والرؤساء العرب والمسلمين بواسطة الأمينين العامين للجامعة العربية ولمنظمة المؤتمر الإسلامي ليوزعاها رسميا على الأعضاء، وخصني، قدس الله روحه، بالرسالة الخاصة بالرئيس الحبيب بورقيبة، لأسلمها لفخامته بنفسي، واتصل بي جلالته ليأمرني بإضافات غير واردة في الرسالة الملكية، ثم قال رحمه الله:

-لا شك أن لك علاقة زمالة مع السفير الأمريكي. فإذا سألك عن مضمون الرسالة فإنه ليس سرا. وانتهت المكالمة.

إن المعنى الظاهر من هذه الإضافة الأخيرة، أني أجيب إذا سُئلت، فإذا لم يسألني السفير، فلن يكون داع لحديث، ولكن الذي قصده جلالته، ولم يفصح عنه، هو أن أتصل بالسفير الأمريكي وأخبره بمساعي جلالته يرحمه الله، فلو كان متأكدا من أني سأفهم ظاهر كلامه، لما كانت هناك ضرورة لتلك الإضافة. حيث ستكون غير ذات دلالة.

في يوم 23-11-1979 سلمت للأمين العام رسائل جلالته، باستثناء رسالة الرئيس لحبيب بورقيبة، وقامت الأمانة العامة بإرسالها إلى الدول العربية بمذكرة تحمل الرقم  4939

وتاريخ 24 نونبر 1979».

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى