حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسية

كذبة أبريل.. في يونيو

يونس جنوحي

كل شيء قابل للتصديق في المغرب، خصوصا عندما يتعلق الأمر بقطع البحر نحو ضفافه الأخرى.
لا أحد تصور أنه سوف يغار يوما من كلب. لماذا نقول أعزكم الله والكلاب بات بمقدورها اليوم الهجرة إلى كندا؟ بدون دبلومات ولا شهادات ولا دورات في اللغات ولا تكوين مهني.
منذ بداية الأسبوع الماضي، والناس يتداولون خبرا مفاده أن كندا تُريد ترحيل الكلاب الضالة من مدينة أكادير لوضعها في الملاجئ وترعاها جمعيات الرفق بالحيوانات في العاصمة الكندية، على أن يتم توزيعها لاحقا على العائلات الكندية التي تفكر في إضافة ضيف جديد في العائلة.

للأسف، الخبر ليس صحيحا. وعلى كلابنا أن تصبر لأنها مضطرة لقضاء سنوات إضافية معنا، إن أطال الله في العمر طبعا.
القصة وما فيها أن المعارضة في مدينة أگادير تشتكي من استفحال ظاهرة الكلاب الضالة. الأمر ضايق سكان المدينة كثيرا، خصوصا منهم المتجهين صوب الأحياء الصناعية في ساعات الصباح الأولى، لأنهم يصادفون أثناء تنقلهم نحو نقاط نقل المستخدمين، جحافل من الكلاب الضالة تتجول بين الأزقة والأحياء السكنية، وهو ما يعرض حياتهم للخطر كل صباح.

وربما كان أحد الأعضاء من خفيفي الدم وراء بث نكتة مفادها أن المسؤولين في المدينة سوف ينسقون مع جمعيات الرفق بالحيوان في كندا لكي يصدروا إليها الكلاب الضالة. وانتشر الخبر بهذه الطريقة.

والحقيقة أن هناك فعلا جمعيات، ليس في كندا وحدها ولكن في دول أخرى أيضا، تبت في ملفات مشابهة أو تسهل على السياح الذين يرغبون في إحضار حيوانات أليفة معهم من دول أخرى أثناء جولاتهم السياحية، موضوع الوثائق واللقاح والعلاج. إذ إن بعض الحيوانات الأليفة التي يرغب سياح من أوربا وأمريكا وكندا جلبها معهم خلال جولاتهم في بعض الدول التي تنتشر فيها ظواهر الكلاب الضالة والحيوانات المتخلى عنها، لا يُسمح أبدا بإدخالها إلى بلدان مُتبنيها الجدد إلا بعد استيفائها لمجموعة من الفحوصات الدقيقة، في إطار سياسة حماية الحدود من الأوبئة والأمراض المتنقلة. ونظرا لصعوبة تلك الإجراءات وتعقيدات استخراج الوثائق، يلجأ هؤلاء السياح إلى خدمات هذه الجمعيات.
وإلى الآن، لم تعلن أي جمعية في كندا نيتها استيراد كلاب أگادير الضالة إلى الملاجئ الكندية.

لكن المواطنين الكنديين يسألون في الغالب، حسب الإحصائيات، أسئلة تتعلق بإجراءات تبني كلب أو قط من دول فقيرة وأخرى نامية. وهذا الأمر يدخل في إطار «موضة» أطلقها بعض المشاهير حول العالم، حيث يتبنون الحيوانات من مختلف البلدان ويحولون غرفة الجلوس إلى ما يشبه صالة لـ«الكلاب المتحدة». وكل كلب في النهاية ينبح بلغة البلاد التي جاء منها، ولا أحد يعرف مصير تلك الحيوانات في الأخير..، خصوصا وأن بعض الجمعيات في كندا والولايات المتحدة الأمريكية سجلت ارتفاع عدد حالات تخلي بعض الأسر عن حيوانات أليفة صرفت عليها مبالغ خيالية لإحضارها من دول بعيدة، وفي الأخير ترميها في الملاجئ. وسُجل ارتفاع في عدد هذه الحالات بأزيد من ثلاثين في المئة بعد شهر مارس 2021، أي مباشرة بعد خروج عدد من الدول من الحجر الصحي الشامل.

في كل مدينة مغربية، لا بد أن تسمع في حي شعبي عن قصة كلب أجرب أو أعمى، كان يترنح بين الأزقة إلى أن لمحته سائحة أجنبية وأخذته معها إلى بلدها الأصلي. والكل، بدون أي مركب نقص، يتمنون لو أنهم كانوا محل الكلب.

كلاب أكادير الضالة ضربتها العين، لسوء الحظ، واتضح في الأخير أن الأمر كان يتعلق بكذبة أبريل.. في شهر يونيو.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى