شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

مؤتمر «البام» يختار قيادة ثلاثية للحزب بعد مغادرة وهبي

ملف «إسكوبار الصحراء» وروح بلفقيه يخيمان على نقاشات المؤتمر

النعمان اليعلاوي

مقالات ذات صلة

بحضور أزيد من 3 آلاف مؤتمر، اختتم حزب الأصالة والمعاصرة مؤتمره الوطني الخامس بمدينة بوزنيقة، على وقع نقاشات حادة بشأن مستجدات تنظيمية حملها المؤتمر إلى البيت «البامي».

وتميزت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بكلمة الأمين العام السابق عبد اللطيف وهبي، تطرق من خلالها للتحديات والسياقين الدولي والوطني الذي يعقد فيهما المؤتمر، مؤكدا أنها سياقات بالغة الخطورة وعلى درجة عالية من الحساسية.

بعد ذلك، تمت المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي، بعد مناقشة وصلت حد مشادات بين المؤتمرين الذين اتهموا القيادة السابقة للحزب بالمسؤولية في التعامل مع القضايا الداخلية للحزب وتغييب نقاش عميق ومستفيض لكل هذه القضايا، وللورقة السياسية للحزب ومختلف أوجه النقاش العام الذي عرفته أطوار المؤتمر.

وكان حضور ملفات بعينها ثقيلا خلال النقاش الداخلي وسط المؤتمر، حيث أثار العديد من المؤتمرين ملف ما بات يعرف بـ«إسكوبار الصحراء»، والذي يتابع فيه قياديان بارزان في الحزب. كما تمت إثارة موضوع حضور الحزب في الأقاليم الصحراوية، واتهم مؤتمرون القيادة السابقة بزعامة وهبي بتهميش عمل الحزب في تلك المناطق.

 

قيادة ثلاثية والمنصوري منسقة

انتخب المؤتمر الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة الأمانة العامة الجماعية الجديدة التي ستدير دفّة الحزب خلال المرحلة المقبلة في أعقاب تنحي عبد اللطيف وهبي عن قمرة القيادة بعدم الترشح لولاية ثانية.

وحظيت لائحة الترشيح الجماعية التي ضمت في عضويتها كلا من فاطمة الزهراء المنصوري ومحمد مهدي بنسعيد وصلاح الدين أبو الغالي، بإجماع المجلس الوطني الجديد.

واقترحت فاطمة الزهراء المنصوري، في أعقاب إعلان ترشحها لخلافة وهبي على رأس «الجرار»، التصويت على أمانة عامة جماعية وأوضحت أن خصوصية هذا الترشيح الجماعي تكمن في أنه يضم أبناء الحزب ممن مارسوا السياسة من مواقع مختلفة وسياسة القرب مع المواطنين، وترشحوا وطنيا ومحليا وهم شباب متشبعون بالروح الوطنية والدفاع عن مصالحه.

وشددت رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة السابقة، على أنه «ليست هناك أي أزمة للقيادة داخل الأصالة والمعاصرة»، حيث صادق المؤتمر الوطني المنعقد تحت شعار «تجديد الذات الحزبية لضمان الاستمرارية» على انتخاب كل من فاطمة الزهراء المنصوري ومحمد مهدي بنسعيد وصلاح الدين أبو الغالي أعضاء بالأمانة العامة الجماعية الجديدة خلفا لوزير العدل والأمين العام المنتهية ولايته عبد اللطيف وهبي.

وأعلنت القيادة الثلاثية الوطنية لحزب الأصالة والمعاصرة؛ خلال أشغال اليوم الثاني للمؤتمر الوطني الخامس، عن لائحة أعضاء المكتب السياسي بالصفة. وتضم لائحة أعضاء المكتب السياسي بالصفة؛ وزيرات ووزراء الحزب؛ ورؤساء مجالس الجهات ورئيس أكاديمية التكوين والتأطير للفكر السياسي البامي؛ ورئيسي الفريقين البرلمانيين وممثل عن منظمة النساء وممثل منظمة الشباب.

 

وهبي .. «خطاب الوداع»

هاجم عبد اللطيف وهبي، الأمين العام المنتهية ولايته لحزب الأصالة والمعاصرة، في كلمته التي وصفها بعض الحاضرين بـ«خطبة الوداع»، وسائل الإعلام، حيث قال إن «قيادات الحزب تحملت اتهامات وهجمات إعلامية ظالمة مأجورة تحوم حولها رائحة الاسترزاق والابتزاز فقط لأننا ندافع عن فكرة مشروع الأمة المغربية»، معتبرا أنه «إذا كانت هذه الضربات بسبب هذا المشروع الكبير فإننا مستعدون لتحمل بكل صبر وعناد هذه الحملات»، مشيرا إلى أنه «لمن يريد انتقادنا وهو حق كل المغاربة أن ينطلق بهدوء من أدبياتنا التي تضم موافقنا ومنجزاتنا».

وأكد وهبي أن «الحزب استطاع إبداع الفكرة الحداثية البامية وأن يشيد مسارا متميزا للنضال السياسي داخل المؤسسات الدستورية عنوانه التحديث والديمقراطية، وذلك من أجل تثمين المشروعية التاريخية للمملكة». وقال وهبي «نحن نعقد مؤتمرا في خضم فرحة لقاء المناضلين والمناضلات شبابا ونساء ورجالا، وسيكون من نُبلنا أن نعبر عن احترامنا واعترافا منا بمجهودات الرعيل الأول للحزب الذين تحملوا مصاعب التأسيس حتى أصبح حزبنا اليوم حزبا شامخا وسط المعترك السياسي المغربي لخدمة قضايا بلادنا»، مشيرا إلى أن «المؤتمر في سياق دولي بالغ الخطورة حيث نلاحظ صعود العسكرة الدولية وسياقات دولية خطيرة».

 

«إسكوبار الصحراء».. جدل داخلي

كما كان متوقعا، أرخت قضية ما بات يعرف بـ«إسكوبار الصحراء»، الذي يتابع فيه القياديان بحزب الأصالة والمعاصرة سعيد الناصري وعبد النبي بعيوي، بظلالها على أشغال المؤتمر الوطني لحزب «الجرار» المنعقد ببوزنيقة. ودخلت الرئيسة السابقة للمجلس الوطني للحزب، فاطمة الزهراء المنصوري، في نقاشات حادة مع أحد المؤتمرين من جهة الدار البيضاء بسبب هذا الملف.

ورفضت المنصوري، وفق ما كشفت عن ذلك مصادر حضرت الجلسة المخصصة لمناقشة التقريرين الأدبي والمالي للمكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، تحميل قيادة الحزب وِزر الأخطاء التي وقع فيها الناصري وبعيوي ضمن الملف المعروض حاليا على أنظار القضاء. ودافعت القيادية بالحزب عن الأمين العام المنتهية ولايته عبد اللطيف وهبي في مواجهة التهم التي رفعت ضده بتزكية الأشخاص الذين تحوم حولهم شبهات فساد.

وأكدت مصادر الجريدة أن المنصوري صرخت في وجه أحد المؤتمرين، واستفسرته عما إذا سبق له أن طرق باب الأمين العام للحزب ليخبره أنه يرفض تزكية هذا الشخص أو ذلك، مشددة على أن سعيد الناصري، الذي يتابع اليوم أمام القضاء، إذا اقترف ذنبا فيجب أن يحاسب وإذا كان بريئا فلا نملك إلا أن ندعو له بالفرج.

وتابعت المنصوري، متحدثة عن الناصري: «هذا السيد كان يحظى بشعبية كبيرة بين مناضلي ومناضلات الأصالة والمعاصرة بجهة الدار البيضاء، وكانت لديه القدرة على التواصل مع المواطنين وكان يحظى أيضا بثقة ورضى المناضلين لأنه كان يمتلك كل هذه المميزات(..) وما عمر بان لنا حنا في القيادة شي عيب منو».

وقالت المنصوري، في معرض ردها على اتهام القيادة بالتستر على الفاسدين، «شخصان قادا معركة في محطة من محطات الحزب ولم يسبق أن اختبأنا وكنبكوا أنا وهبي وكنقولو مشى لنا الحزب»، قبل أن تضيف وسط تصفيقات أعضاء المكتب السياسي، «ناضلنا هذا هو النضال، وما تجيوش تحاسبونا على أشياء درتوها انتوما، وإذا كان عندكم نقص أو خلل في التنظيم الجهوي ما ذنب القيادة المشرفة على تسيير الحزب».

واستدركت المنصوري «هذا سي سعيد الناصري كانت له جماهير كبيرة تشجعه في الدار البيضاء (..) واش غادي نحاسب اليوم الوداد؟»، مردفة «اسمحوا لي أولا احتراما للقضاء هذا الملف لا ينبغي إثارته لأننا لا نملك تفاصيله ونؤمن بالمحاكم المغربية وبقوة القانون الوطني»، مقرة بأن ملف «إسكوبار الصحراء» أحدث فعلا صدمة كبيرة داخل صفوف الحزب سواء على مستوى القيادة أو القواعد، لكنها رفضت الحديث عن وجود أزمة وظروف استثنائية، واعتبرت أن «هذا غير معقول»، لأن الاستثناء يوجد في الساحة السياسية ككل التي تعاني وينبغي أن تعيد النظر في نفسها».

وسجلت المنصوري أن الأصالة والمعاصرة امتلك الجرأة وأكد أنه «يجب أن نعيد النظر في ذواتنا (..) اللي نجحناه نقولها واللي فشلنا فيه نصلحه وهذا هو النضال ماشي نجي ونأخذ ميكرو ونحمل الآخرين المسؤولية، كل واحد مسؤول أمام القضاء وأمام المناضلين وأمام المواطنات والمواطنين».

 

مؤطر.. روح بلفقيه تحلق ببوزنيقة

إلى جانب ملف «إسكوبار الصحراء»، الذي حضر في نقاشات المؤتمرين والمؤتمرات بالمؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة المنعقد ببوزنيقة ليلة أول أمس، أثناء مناقشة التقريرين الأدبي والمالي، أثير موضوع دواعي سحب عبد اللطيف وهبي من الراحل عبد الوهاب بلفقيه التزكية للترشح لرئاسة جهة كلميم وادنون سنة 2021.

وخاطب مؤتمر فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني، قائلا: «تحدثتم عن صدمة الدار البيضاء (في إشارة إلى إسكوبار الصحراء)، ولكن ما (شتيش) الجريمة السياسية التي وقعت في كلميم، ولم تتكلمي عنها»، مضيفا أن «جريمة كبيرة هزت أركان الحزب، بالتالي، لماذا سُحبت التزكية من المرحوم عبد الوهاب بلفقيه».

في السياق ذاته أوضح المتحدث أن «جهة كلميم واد نون، وجهات الصحراء، من الضروري أن نكون ممثلين في المكتب السياسي المقبل»، وذكر أنه «قضيت في الحزب 15 سنة، وسي سمير كودار (قيادي بالحزب) عندي معاك كلام بوحدك، خطير انتيا».

ولم تكن هذه المداخلة الوحيدة حول الموضوع، حيث قال المستشار الجماعي عن حزب الأصالة والمعاصرة بمير اللفت، مصطفى أوبركا، «في التقرير الأدبي لم يذكر أي شيء عن سحب التزكية من المرحوم عبد الوهاب بلفقيه، إذن من يتحمل المسؤولية، هل قيادة الحزب أو أطراف أخرى؟»، وأكد أن «عبد الوهاب بلفقيه كان رجلا سياسيا ذا كاريزما، وشخصية قل نظيرها على الصعيد الوطني، والإنجاز الذي قام به بجهة كلميم واد نون، ليس سهلا».

 

 

المنصوري تدعو إلى الاستماع القضائي لبنكيران

 

طالبت فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، السلطات القضائية بالاستماع إلى عبد الإله بنكيران، بوصفه أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، بخصوص المعلومات التي قال إنه يتوفر عليها حين كال اتهامات ضد حزبها بأنه «حزب المخدرات».

وبعدما شددت المنصوري، التي كانت تتحدث في الندوة التي عُقدت عقب نهاية أشغال المؤتمر الوطني الخامس، ببوزنيقة، على احترام حزبها لبنكيران كرئيس للحكومة، ويقدر حضور قيادات من حزبه لمؤتمره وحرصهم على حضور اللحظات الديمقراطية، انتقدت بشدة بنكيران قائلة إنها المرة الأولى التي يهاجم فيها زعيم «البيجيدي» حزبها، وأضافت: «إذا كان فعلا سي ابن كيران يوجه هذا الاتهام في إطار المزايدة السياسية فسامحه الله، وإن كان يدعي أنه يتوفر على معلومات فإني أطالب القضاء بالاستماع لسي ابن كيران».

وكان عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، قال إن تعليمات ملكية وراء المتابعات القضائية التي فتحت خلال الأشهر الأخيرة ضد عدد من الشخصيات العمومية والمنتدبين وذوي النفوذ.

وتطرق بنكيران، في كلمة له ضمن المجلس الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة الدار البيضاء، إلى موضوع “إسكوبار الصحراء”، مشيدا بنزاهة القضاء المغربي في ما يخص المتابعات القضائية لعدد من البرلمانيين، مؤكدا أنه يتوفر على معلومات بأن تعليمات ملكية وراء هذه الملفات.

وفي السياق ذاته وجه بنكيران انتقادات حادة لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي ينتمي إليه عدد من المتابعين في ملف المخدرات، مؤكدا وجود قيادات حزبية أخرى متورطة في مثل هذه القضايا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى