حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الدوليةالرئيسيةسياسية

ماركو روبيو يدخل السباق الجمهوري لخلافة ترامب

صراع داخلي بين جيه دي فانس وروبيو على قيادة الحزب الجمهوري في انتخابات 2028

في تطور لافت داخل المشهد السياسي الأمريكي، بدأ السباق لخلافة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب قبل انتهاء ولايته. فقد برز وزير الخارجية الحالي ماركو روبيو كأحد الأسماء القوية التي يُتداول حولها داخل الحزب الجمهوري، في وقت يُنظر إلى نائب الرئيس جيه دي فانس بوصفه الامتداد الطبيعي لنهج «أمريكا أولاً». وبين الطموحات الصاعدة والتوازنات الداخلية، تتشكل ملامح معركة مبكرة على زعامة الحزب في مرحلة ما بعد ترامب، في ظل ترقب واسع لما ستفرزه تحركات قادة الصف الأول.

 

سهيلة التاور

 

 

في خطوة غير متوقعة داخل أروقة الحزب الجمهوري، بدأ نجم وزير الخارجية الأمريكي الحالي، ماركو روبيو، يسطع كمنافس جاد لنائب الرئيس جيه دي فانس على بطاقة الترشح الرئاسية للجمهوريين في انتخابات 2028. هذا التحوّل يعكس احتدام صراع داخلي على خلافة الزعيم الجمهوري المهيمن دونالد ترامب، بالرغم من أن فانس يُعتبر حتى الآن الوريث الطبيعي لتيار «ماغا» الذي صنعه ترامب وأعاد من خلاله تشكيل الحزب خلال العقد الأخير.

ووفقاً لما نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فإن اسم روبيو بدأ يتردد بقوة، خاصة في الولايات المحورية مثل آيوا، حيث يلقى دعماً متزايداً من قواعد الحزب ويظهر في مقدمة المشهد السياسي إلى جانب فانس. هذا الزخم المفاجئ يعيد خلط الأوراق داخل الحزب، ويشير إلى أن معركة نيل ترشيح الحزب ستكون أكثر تعقيداً مما كان متوقعاً.

 

روبيو يعود بثقل التجربة الانتخابية

 

يرى المحلل السياسي إريك برادنر، من شبكة «سي إن إن»، أن روبيو يملك ما لا يملكه فانس: الخبرة الانتخابية الراسخة. فقد سبق له أن خاض السباق التمهيدي للرئاسة عام 2016 وحقق نتائج مشجعة، منها حصوله على المركز الثالث في ولاية آيوا. هذه التجربة مكنته من بناء شبكة علاقات سياسية واسعة وقاعدة دعم نشطة، وهي أمور لا تزال غائبة عن فانس، الذي لا يزال يُنظر إليه كوجه جديد نسبياً في الساحة الوطنية.

ويلفت برادنر إلى أن الرجلين، رغم انتقاداتهما السابقة لترامب، أصبحا الآن من بين أبرز وجوه التيار الموالي له. ويبدو أن روبيو يعتمد تكتيكاً دقيقاً، إذ يتفادى التصريح علناً بطموحه الرئاسي، بل ذهب إلى حد الإشادة بفانس في مقابلة مع «فوكس نيوز»، واصفاً إياه بـ«مرشح مميز» و«صديق شخصي» يؤدي دوراً بارزاً، معبراً عن أمله في أن يترشح.

 

كوبي الأصل.. منافس لترامب

ماركو روبيو سياسي من أصل كوبي ينتمي للحزب الجمهوري الأمريكي، وكان أصغر مرشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، يعرف بتأييده الكبير لإسرائيل ومعاداته للفلسطينيين الذين يصفهم بـ«الإرهابيين والقتلة».

رشحه الرئيس دونالد ترامب لمنصب وزير الخارجية في نونبر 2024، رغم أن روبيو كان من أشد منتقديه ومنافسيه في انتخابات عام 2016.

ولد ماركو أنطونيو روبيو يوم 28 ماي 1971 في مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية من والدَين كوبيين هاجرا إلى الولايات المتحدة عام 1956، وله أخوان. وانتقل مع أسرته في سن الثامنة من عمره إلى مدينة لاس فيغاس بولاية نيفادا قبل العودة مرة أخرى إلى ميامي، وهو متزوج وله 4 أبناء.

تابع ماركو روبيو دراسته الابتدائية في لاس فيغاس، والثانوية في ميامي بثانوية «ساوث ميامي» وتخرج عام 1989.

ثم انتقل للدراسة عاما واحدا في كلية «تاركيو كوليدج» بولاية ميسوري بعد استفادته من منحة، ثم انتقل إلى كلية «سانتافي كوليدج» بمدينة غينسفيل بولاية فلوريدا.

التحق بعد ذلك بجامعة فلوريدا، التي نال فيها عام 1993 شهادة الإجازة في العلوم السياسية، وكذا بكلية الحقوق التابعة لجامعة ميامي التي نال منها عام 1996 شهادة الدكتوراه في القانون.

اشتهر حينئذ بالفصاحة والخطابة والحماس السياسي في معارضة نظام الرئيس الكوبي الراحل فيدل كاسترو في كوبا.

ومنذ دخوله عالم السياسة ضمن الحزب الجمهوري، حرص ماركو روبيو على التواصل مع الناخبين الشباب والمنحدرين من أصول لاتينية أو إفريقية، لكن شعبيته تراجعت بعد فشله في تمرير مشروع لإصلاح قانون الهجرة عام 2013، وكان القانون سيمكّن ملايين المهاجرين غير النظاميين في أمريكا من تسوية أوضاعهم القانونية.

يركّز روبيو في استراتيجيته السياسية على عامل أنه من جيل السياسيين الشباب مقارنة مع غيره، خصوصا أثناء حملته في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، وكذلك وعده بتقديم خيار جديد للشعب الأمريكي بعيدا عن عائلات سياسية سيطرت على مدى سنين كعائلتي كلينتون وبوش.

وفي انتخابات عام 2016، أعلن عن معارضته برنامج التغطية الصحية الذي وضعه الرئيس باراك أوباما والمعروف بـ«أوباما كير»، وأعرب عن سعيه لإلغائه وتقديم بديل عنه.

وأعرب روبيو، كذلك، عن رفضه حكم المحكمة العليا الأمريكية بتقنين زواج الشواذ بكافة الولايات الأمريكية الخمسين، معتبرا أنه كان حَريا ترك الحرية في ذلك لكل ولاية، كما أنه يعارض الإجهاض وتقنين استهلاك نبات القنب الهندي.

وفي السياسة الخارجية، يعد روبيو أحد السياسيين المتشددين في الدفاع عن إسرائيل، ويصف الفلسطينيين بـ«الإرهابيين والقتلة» ويتهمهم بأنهم لا يريدون السلام، وزار في هذا الصدد إسرائيل مرات عدة وحظي بدعم اللوبي الإسرائيلي في حملته لانتخابات الرئاسة.

ويعارض روبيو الاتفاق النووي الذي أبرمته واشنطن ودول غربية مع طهران عام 2015، كما يعارض عودة العلاقات الدبلوماسية الأمريكية مع بلده الأصلي كوبا.

ويؤيد روبيو تسليح المعارضة السورية للإطاحة بنظام بشار الأسد، وأعلن في مارس 2011 عن تأييده مشاركة عسكرية أمريكية من أجل الإطاحة بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي، الذي قتل يوم 20 أكتوبر من العام نفسه في ما يسميه الثوار الليبيون «معركة سرت».

 

تجربة سياسية غنية

انتخب ماركو روبيو عضوا في مجلس النواب لولاية فلوريدا عام 2000، ثم رئيسا للمجلس من 2006 حتى 2008، واعتبر أصغر سياسي يتولى رئاسة المجلس، ثم أسس عقب ذلك شركة للمحاماة، وبدأ موازاة مع ذلك التدريس في جامعة فلوريدا الدولية أستاذا مساعدا.

ونجح روبيو عام 2011 في الحصول على عضوية مجلس الشيوخ الأمريكي، وترأس داخل المجلس لجنة التجارة في المحيطات والمصايد وحرس السواحل، وكذلك لجنة العلاقات الخارجية ولجنة السلامة المدنية ولجنة الديمقراطية وحقوق الإنسان وقضايا المرأة.

ترشح للانتخابات التمهيدية لرئاسيات 2016، واتهم منافسه ترامب بأنه خدع الناخبين من الطبقة العاملة بوعود ضخمة رغم وجود دعاوى قضائية ضده وإفلاس شركات مرتبطة به.

وأضاف «لن نسلم الحركة المحافظة إلى مخادع لا يقول للناس سوى شيء واحد، إنه أمضى 40 عاما من حياته من أجل العاملين الأمريكيين، ويزعم الآن أنه بطلهم».

واعتبر أن ترامب «لا يصلح على الإطلاق أن يكون رئيسا للولايات المتحدة، وليست لديه أي خطة للتأمين الصحي»، وفي المقابل سخر منه ترامب ووصفه بـ«ماركو الصغير» في مناسبات عدة.

في 15 مارس 2016 حقق الجمهوري ترامب فوزا مهما في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية فلوريدا، موجها ضربة شبه ساحقة إلى منافسه ماركو روبيو.

ووصف روبيو هزيمته في عقر داره بفلوريدا بالمهينة، ما حمله على الانسحاب من السباق الانتخابي نحو البيت الأبيض.

وتقدم روبيو لانتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي عام 2016 وفاز بها، وتحول إلى شخصية شعبوية محافظة، وبدأت علاقته بترامب تتحسن.

وبعد الانتخابات الرئاسية عام 2020، أعرب روبيو عن دعمه ادعاء ترامب «تزوير الانتخابات» التي فاز بها منافسه جو بايدن.

وعقب اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول (مقر الكونغرس) أثناء جلسة مجلسي النواب والشيوخ المشتركة للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية في يناير 2021، صوّت روبيو لصالح التصديق على النتائج.

وعام 2022 أعيد انتخاب روبيو لولاية ثالثة في مجلس الشيوخ.

وعرف روبيو بمواقفه المؤيدة لإسرائيل في حربها التي تشنها على قطاع غزة منذ العام 2023، وقال إنه لا يدعم وقف إطلاق النار، وإن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) «مسؤولة بنسبة 100%» عن مقتل آلاف الفلسطينيين في القطاع.

وفي الانتخابات الرئاسية عام 2024، برز روبيو مرشحا محتملا لمنصب نائب الرئيس أو منصب حكومي آخر، وبعد فوز ترامب بانتخابات عام 2024 على منافسته كامالا هاريس، رشح روبيو ليكون وزيرا للخارجية.

وفي 21 يناير 2025 أقر مجلس الشيوخ تعيين السيناتور الجمهوري ماركو روبيو وزيرا للخارجية في حكومة ترامب، بتصويت حاسم بلغت نسبته 99 صوتا دون مقابل.

وروبيو هو أول وزير من إدارة ترامب في ولايته الثانية يوافق مجلس الشيوخ على تعيينه.

 

الطامحون كُثر… والنفوذ لترامب

سباق الترشح الجمهوري لعام 2028 لا يقتصر على فانس وروبيو، بل يتسع ليشمل أسماء وازنة أخرى مثل السيناتور تيد كروز، الذي يواصل جذب الانتباه في آيوا، وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي يتمتع بقاعدة جماهيرية قوية، وإن خفت نجمه قليلاً خلال الأشهر الأخيرة. كما يواصل ترامب إطلاق إشارات غير مباشرة بشأن إمكانية الدفع بنجله دونالد جونيور في السباق، مؤكداً أن تأثيره داخل الحزب سيبقى حاسماً، أياً كان اسم المرشح الرسمي.

في ضوء هذه التطورات، يبدو أن الحزب الجمهوري يتجه نحو معركة داخلية شائكة ومعقدة. فالمنافسة بين فانس وروبيو تتخذ طابعاً استراتيجياً وهادئاً حتى الآن، لكنها تحمل في طياتها صراعاً أعمق على إرث ترامب وتيار «أمريكا أولاً». وفي الوقت نفسه، يظل ترامب، سواء من موقعه الحالي أو عبر مناورات دستورية مستقبلية، اللاعب الأهم في معادلة 2028.

 

مؤطر

سيناريوهات دستورية لعودة «الزعيم»

بموازاة هذا التنافس المتصاعد بين فانس وروبيو، لا يزال دونالد ترامب حاضراً بقوة في كواليس السياسة الأمريكية، حتى وإن كان الدستور يمنعه من الترشح لولاية ثالثة. فرغم هذا العائق الدستوري، واصل ترامب تلميحاته بشأن العودة إلى السلطة، سواء عبر رموز دعائية مثل شعار «ترامب 2028»، أو من خلال تصريحات توحي بأن «العودة» واردة.

ففي ماي الماضي، قال ترامب إن «الطلبات لم تتوقف» للترشح مجدداً، مضيفاً بابتسامة ذات مغزى: «لكن، على حد علمي، الدستور لا يسمح بذلك». إلا أن هذا لم يمنع بعض الموالين له من السعي لفتح الباب أمام ترشحه من جديد، إذ تقدم النائب الجمهوري آندي أوغلز بمشروع لتعديل التعديل الدستوري رقم 22، بما يسمح للرئيس بالترشح لولاية ثالثة شرط ألا تكون الولايات السابقة متتالية، وهو اقتراح يُنظر إليه على نطاق واسع كمحاولة تمهيد الطريق أمام عودة ترامب، مع استثناء منافسه السابق باراك أوباما من هذا المسار.

وفي الأوساط المقربة من ترامب، بدأت تتبلور سيناريوهات قانونية تفتح الباب أمام عودته إلى البيت الأبيض من «الباب الخلفي». أحد هذه السيناريوهات يتضمن فوز مرشح مثل فانس، ثم استقالته لاحقاً ليتولى ترامب – كنائب للرئيس – منصب الرئاسة. ورغم ما يثيره هذا التصور من جدل قانوني وأخلاقي، إلا أنه يعكس مدى تعقيد المشهد وعمق ارتباط الحزب بشخصية ترامب.

على الجهة الأخرى، أظهر استطلاع رأي أجرته «ديلي ميل» بالتعاون مع «جيه إل بارتنرز» أن الرئيس الأسبق باراك أوباما لا يزال يحظى بشعبية قوية، حيث تفوق على ترامب في مواجهة افتراضية بنسبة 52 مقابل 41%. وبرز دعم أوباما بشكل خاص بين الأقليات، حيث نال تأييد 73% من اللاتينيين، و68% من الأمريكيين السود بالإضافة إلى 50% من المستقلين.

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى