حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

سري للغاية

محمد الأبيض : ليلة استثنائية مع الجنرال أوفقير وأسئلته كانت ملغومة

حاوره: يونس جنوحي
هل كانت تلك أول مرة ترى فيها الجنرال أوفقير بشكل مباشر؟
+نعم. الأولى والأخيرة. لقد سألني عندما عاد من العشاء مع الرئيس الحبيب بورقيبة: أين كنت قبل أن تأتي إلى الخارجية؟
أحسست بأنه قرأ تقريرا عني، وهذا أمر طبيعي، فقد كنت، كما أخبرتك في البداية، مرشحا للتكوين في الإدارة العامة للأمن الوطني سنة 1956، ونجحت فعلا في المباراة لكنني لم أرغب في التخرج في الشرطة، والسيد أحمد بلا فريج نقلني إلى وزارة الخارجية.

وكيف أجبت الجنرال أوفقير عن هذا السؤال؟
+قلت له يا سيدي سبق لي اجتياز مباراة الشرطة لكني جئت إلى الخارجية. فقال لي: «ما بغيتيش تكون معنا؟». وحاولت الرد بطريقة دبلوماسية.

كم استمرت تجربتك القصيرة مع الجنرال أوفقير؟
+اتجه صوب الغرفة المخصصة لنومه في الجناح وقال لي: «لا أريد أن يجتاز أحد هذا الباب». وأشار إلى الباب الذي يفصل جناحه عن الطابق في الفندق، وكان يقصد حراسه الخاصين أيضا. وعندما هممت بالخروج قال لي: «سوف تقضي أنت أيضا ليلتك هنا». ونمتُ في أريكة أحرس البوابة.
لاحظتُ أن الجنرال لم ينم تقريبا. كان على رأس كل نصف ساعة تقريبا يُشعل مصباح غرفته. وكأنه كان يترقب شيئا ما أو يحس بخطر قادم. استمر الوضع إلى حدود ساعات الصباح الأولى.
وأنا طبعا لم أنم لأنني كنت أتوقع أن يستيقظ في أية لحظة ولم أكن أريد أي مجال للخطأ.
عندما استيقظ الجنرال صباحا، أمر بإحضار الفطور إلى غرفته وعندما هممت بالمغادرة، أمرني أن أطلب فطوري أيضا وأن أبقى برفقته وبدأ يسألني عن مهمتي في تونس والعمل الذي أقوم به في السفارة. سألني عن الموظفين وعن جزئيات العمل. وفاجأني بالسؤال التالي: «ما نوع السيارة التي لديك؟». لقد كانت كل أسئلته تقريبا ملغومة ويزداد غموضها عندما يرفقها بنظراته من خلف نظّاراته الشهيرة.

ما المُفاجئ في السؤال؟
+ربما كان يريد معرفة وضعي الاجتماعي. كانت لدي سيارة متهالكة من نوع «فيات». كنت قد اقتنيتها في إيطاليا وكنت أستعملها في تونس لنقل أولادي إلى المدرسة.. إلخ. بالإضافة إلى سيارة فاخرة من نوع «مرسيديس» اقتنيتها مع زوجتي من أرباح عملها في الصالون. ولم أرد أن أخبر الجنرال بأمر السيارة الفاخرة حتى لا يعتقد أنني أستغل وضعي الدبلوماسي في تونس. هذا ما فكرتُ فيه وقتها. فأجبته بأنني لا أتوفر إلا على سيارة متهالكة من النوع الاقتصادي. وقد كانت كذلك فعلا.
لكن الجنرال فاجأني فعلا. فقد قال لي عندما كنت أودعه في الفندق وهو متجه إلى المطار بعد انتهاء زيارته إلى تونس: «أريد في المرة المقبلة عندما آتي إلى تونس أن أجد لديك سيارة فاخرة». ومنحني ظرفا ماليا به مبلغ محترم جدا. شكرته وانصرفت وكانت تلك آخر مرة أرى فيها الجنرال أوفقير. لم تكن هناك مرة مقبلة.

طيب هل كنت تفضل العمل معه أم مع الجنرال الدليمي؟
+لم تكن المقارنة ممكنة. سنة 1972 كنت أعرف الجنرال الدليمي جيدا، وكانت مدة اشتغالي معه قد وصلت إلى عشر سنوات تقريبا بشكل متفرق. بينما الجنرال أوفقير لم أعرفه إلا في تلك المرة، ولم أكن أسمع عنه إلا الحكايات. أما الجنرال الدليمي فقد التقيته وكان يتواصل معي بل ويعطي التعليمات بناء على التقارير التي كنت أزوده بها، خصوصا في ملف العرب المُعادين للمغرب.

لكن الجنرال أوفقير خلال فترة اشتغالك بين لبنان وتونس كان هو هرم “الكاب 1”..
+صحيح لكني لم أكن أشتغل معه. كنت تابعا للجنرال الدليمي وهو الذي اختارني للعمل لصالحه بشكل غير رسمي. لكني كنت أتعامل مع ضباط “الكاب 1″ عند زيارتهم للدول التي عملت بها، خصوصا ميلود التونزي، المعروف بـ”الشتوكي”.
لكن هؤلاء كانوا يعرفون محمد العشعاشي أكثر مما يعرفون الجنرال أوفقير.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى