شوف تشوف

الرئيسيةخاص

مدن مغربية لم يدخلها الوباء

إجراءات مشددة وسكان يرفعون شعار «زيرو كورونا»

محمد اليوبي
ما زال عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد التي تعلن عنها وزارة الصحة في تزايد بشكل يومي. وحسب التوزيع الجغرافي للحالات الجديدة، التي وصلت حتى حدود مساء أول أمس (الثلاثاء)، إلى 1888 حالة إصابة منذ ظهور الوباء بالمغرب، فإن أغلب الحالات الجديدة المسجلة تنتمي إلى أربع جهات، ظهرت بها بؤر عائلية ساهمت في تفشي الفيروس، فيما هناك مدن لم تسجل أية إصابة إلى حدود أمس، ومدن أخرى سجلت بها إصابات محدودة تماثلت للشفاء ولم تسجل بها إصابات جديدة.

أكد محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة والأمراض المتنقلة بوزارة الصحة، في التصريح الصحفي اليومي، بخصوص التوزيع الجغرافي لحالات الإصابة بفيروس كوفيد 19، عدم تسجيل أي تغيير، إذ سجلت جهة الدار البيضاء سطات أكبر عدد من الحالات، متبوعة بجهة مراكش آسفي، ثم جهة فاس مكناس، ثم جهة الرباط سلا القنيطرة، مشيرا إلى أن كلا من جهة الداخلة وادي الذهب، وكلميم واد نون، والعيون الساقية الحمراء، تبقى الجهات التي سجل بها أقل عدد من حالات الإصابة.

مناطق محصنة ضد الجائحة
هناك العديد من المدن مازالت محصنة ضد انتشار فيروس كورونا، حيث لم تسجل بها أي حالة إصابة منذ اكتشاف أول شخص مصاب بالمغرب بتاريخ 3 مارس الماضي، ويتعلق الأمر على سبيل المثال بمدن آسفي، وبنسليمان، وبوزنيقة وبولمان، وشفشاون، وسيدي قاسم، وتيزنيت، وسيدي إيفني، فيما انحصر الوباء بمدن أخرى بعد تسجيل حالات إصابة محدودة، مثل سيدي سليمان، والعيون، وبوجدور، والداخلة، ووزان، وكلميم، والحسيمة، بسبب الإجراءات المتخذة لعزل الأشخاص المخالطين للمصابين بالفيروس، وكذا التزام سكان هذه المدن بإجراءات وتدابير الحجر الصحي.

شعار صفر إصابة
أطلقت السلطات والمجالس المنتخبة والجمعيات الفاعلة في المجتمع المدني، التابعة لإقليم «شفشاون» شعارا توعويا، تحت عنوان «شفشاون زيرو كورونا»، باعتبارها المدينة الوحيدة بشمال المغرب، التي لم يتعرض سكانها للإصابة بـ «فيروس كورونا» المستجد (كوفيد19).
ودعت السلطات كافة سكان مدينة شفشاون إلى اتباع جميع النصائح والإرشادات الاحترازية (التعقيم، التنظيف…)، التي أصدرتها وزارة الصحة، والالتزام بقوانين حالة الطوارئ الصحية، من أجل الوقاية من مخاطر تفشي «فيروس كورونا»، كما عملت السلطات على التطبيق الصارم لقرار وقف التنقل بين المدن سواء عبر السيارات الخاصة أو العمومية، كما التزم السكان بيوتهم منذ الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية، فيما نصبت ممرات التعقيم بالقرب من الأسواق والساحات العمومية للتقليل من مخاطر تنقل فيروس (كوفيد 19).
وتواصل السلطات العمومية والأمنية في إقليم بنسليمان السهر على تحصين المدينة وحماية سكانها من انتشار الوباء، بالتطبيق الصارم لإجراءات حالة الطوارئ الصحية، حيث وضعت المصالح الأمنية والدرك الملكي حواجز وسدودا للمراقبة عند مداخل المدينة، مع التشدد في مراقبة حركة سير السيارات في الشوارع، ومنع التجمعات البشرية بالساحات والأسواق.
وسارعت السلطات الإقليمية إلى إصدار تعليمات لمصالحها بمختلف الجماعات التابعة للإقليم، للتقيد الصارم بحالة الطوارئ الصحية، في اليوم الموالي لإعلان القرار من طرف وزارة الداخلية، عبر إغلاق عدد من الأسواق الأسبوعية وأسواق المتلاشيات (الجوطيات) المتواجدة بنفوذ تراب الإقليم، حماية للمواطنين وتطبيق التدابير الاحترازية والوقائية للحد من انتشار وباء كورونا المستجد. وتم إصدار قرارات تقضي بإغلاق السوق الأسبوعي (خميس بوزنيقة)، والذي يعد من أكبر الأسواق بالمملكة، وتلت هذا القرار قرارات مماثلة همت السوق الأسبوعي «أربعاء بنسليمان» التابع لجماعة الزيايدة، و»خميس سيدي بطاش» التابع لجماعة سيدي بطاش، وسوق «جمعة فضالات» التابع لجماعة الفضالات، وسوق «جمعة مليلة» التابع لجماعة مليلة، وسوق «سبت بئر الكلب» التابع لجماعة بئر النصر، وسوق «أحد فريد» التابع لجماعة عين تيزغة، وسوق «احد أولاد زيان» التابع لجماعة مالين الواد، كما شملت القرارات الإغلاق «جوطية الأحد» التابعة لجماعة بنسليمان، وسوق «اثنين الطوالع» التابع لجماعة أولاد علي الطوالع، وسوق «ثلاثاء القدامرة» التابع لجماعة الزيايدة.

اكتشاف الحالات بتتبع المخالطين
تشير معطيات وزارة الصحة إلى أن أغلب الإصابات المسجلة تكون في صفوف المخالطين للأشخاص المصابين، بعد تراجع للحالات الوافدة. وأبرز محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة والأمراض المتنقلة بالوزارة، أن معظم حالات الإصابة ما زالت تكتشف عن طريق التتبع الصحي للمخالطين، حيث إن 69 حالة من بين 102 من حالات الإصابة التي تم اكتشافها خلال 24 ساعة، تم التعرف عليها عن طريق التتبع الصحي للمخالطين، ليصل بذلك العدد الإجمالي للحالات التي تم اكتشافها بنفس الطريقة إلى 759 حالة من بين 11608 أشخاص من المخالطين الذين تم التعرف عليهم وتتبعهم منذ بداية ظهور الوباء بالمملكة، مشيرا إلى أنه ما زال هناك 5108 أشخاص من المخالطين تحت التتبع الطبي.

بؤر وبائية بين العائلات
قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، خلال الجلسة الشهرية التي عقدها مجلس النواب، يوم الاثنين الماضي، لمناقشة موضوع «تداعيات جائحة كورونا»، إن الأرقام المسجلة لحد الآن، تؤكد صوابية التدابير الاستباقية والاحترازية التي اتخذتها بلادنا في الوقت المناسب للتقليل من اتساع دائرة العدوى، إذ بالنظر إلى تجارب دول أخرى انتشر فيها الوباء قبل بلادنا، فإن توقيت اعتماد الحجر الصحي له تأثير كبير على سرعة وحدة اتساع دائرة العدوى، وبالتالي على عدد الوفيات. وعبر العثماني عن أمله، مع استمرار التطبيق الصارم والمسؤول من لدن الجميع لمقتضيات إجراء وضوابط الحجر الصحي، جني آثاره قريبا.
وأكد العثماني أنّ تطور الحالات ما زال متوسطا حتى اليوم، كما أننا مازلنا في المرحلة الثانية وذلك بفضل الجهود المبذولة من طرف الجميع، مشيرا إلى أن بلادنا عرفت في الفترة الأخيرة تحولا وبائياً للفيروس، حيث انتقل من الحالات الوافدة إلى أكثر من 82 % من الحالات المحلية، كما أن الكثير من البؤر التي تم اكتشافها هي ذات طابع عائلي وأسري، سيما بسبب بعض المناسبات الأسرية مثل الأفراح والجنائز التي لم تنضبط للإجراءات الوقائية والاحترازية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى