حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الافتتاحية

معارضة خلط الأوراق

لا يمكن لأي عاقل ومنصف أن يوافق على تلك السلوكات والخطابات الرعناء التي تحاول هدم كل النموذج الذي بناه المغرب بكثير من الجهد والعناء في تدبير جائحة كوفيد 19 لأكثر من سنة ونصف، وذلك من أجل تصفية حسابات سياسوية ضيقة، حيث البعض يريد رأس أخنوش الذي تسلم السلطة التنفيذية قبل أسابيع معدودات، والبعض الآخر يطالب بعنق «المخزن» لأنه في نظره تجاوز حدود السلطوية، والآخر يريد بأي طريقة وتحت أي ذريعة بث الفوضى داخل المجتمع لتنزيل أجندة مجهولة.
بدون شك هناك تمييز واضح بين الجدوى من التلقيح الذي كلف الدولة المغربية استيراد أكثر من 50 مليون جرعة في سياق حرب دولية حول التلقيح استعملت فيها كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة من أجل حماية الدول لشعوبها، وبين الاختلاف السياسي والحقوقي الوارد والمطلوب أحيانا حول طرق دفع المواطنين نحو إلزامية بعض الإجراءات الاحترازية التي تتوخى حماية الصحة العامة والرفع من التطعيم الجماعي.
البعض ممن جعلوا من التلقيح موضوعا للمعارضة السياسية بسبب عجزهم عن إيجاد قضايا اجتماعية وحقوقية يمكن الركوب عليها لإحراج الحكومة أو الدولة، يحاولون بطرق بهلوانية خلط الأوراق للضرب في نموذج الدولة المغربية في تدبير الجائحة الذي اعترف به الخصوم قبل الأصدقاء. فأن يتم تصوير بلاغ وزير الصحة بتوسيع مجال إلزامية جواز التلقيح بأنه مخطط جهنمي لضرب حقوق الإنسان ومؤامرة لانتهاك الحريات الفردية والجماعية أو استراتيجية لتتبع وترصد تحركات المواطنين، فهذا ضرب من العبث لا يمكن لعاقل قبوله.
قد نتفق أن هناك مؤاخذات على ضعف وهشاشة التواصل الحكومي، وبلا ريب أن القرار يعاني من غياب أي حلول موازية ولربما لم يأخذ بالاعتبار أثناء تنفيذه ما تفرضه واجبات المرحلة الانتقالية من مرونة في التطبيق، لكن من المجحف جدا أن نحول عدم الاتفاق مع إجراء من ضمن عشرات الإجراءات التي اتخذتها الحكومة للتشكيك في التلقيح وجدواه ولهدم كل ما بنته الدولة والمجتمع.
والغريب في كل هاته القصة أن فئة قليلة من السياسيين ممن لهم حسابات أخرى غير صحة المواطن وحقوقه وروجت بالأمس القريب أن التلقيح يحتوي على شريحة للتجسس، وأن كورونا مؤامرة وغيرها من الهرطقات، هي من تريد اليوم فرض رأيها على 24 مليون ملقح التي تفاعلت إيجابًا مع التلقيح وإجراءاته، وهذا منتهى التسلط والديكتاتورية النضالية. ولحسن الحظ أننا نعيش في كنف دولة ومؤسسات وقوانين ومجتمع يميز الغث من السمين وإلا فإن تدبير جائحة كوفيد كان سيكون بشكل كارثي.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى