حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

معالي الوزير

 

 

حسن البصري

فقط في ملاعب كرة القدم يصبح الوزير كائنا عاشقا للكرة مثلنا، يتفاعل مع اللمسات والهجمات والقذفات والمراوغات مثلنا، يضرب كفا بكف كلما ضاعت فرصة سانحة للتسجيل مثلنا.

فقط في عالم الكرة يعفى مدير الديوان من تنزيل البروتوكول الوزاري، ويكتفي بتذكير الوزير بمواعده اللاحقة.

في مدرجات الملاعب وفي المنصات الرسمية والشعبية تنبعث الديمقراطية والمساواة في التشجيع، لا فرق بين متسلل معفى من أداء تذكرة ولوج الملعب وسائق للوزير يملك حق النقاش في الكرة.

في المباريات الأخيرة من الدوري الاحترافي، كشف بعض وزرائنا عن عشقهم الدفين لفرق سكنت وجدانهم، تخلصوا على امتداد تسعين دقيقة من رزانة الوجاهة وثقل المنصب، وانخرطوا في أهازيج تعيدهم إلى حبهم الأول قبل أن يمارس عليهم الكرسي الوزاري جاذبيته.

عندما يتقاسم الوزراء والبسطاء من المشجعين كعكة الفوز، وينخرطون في الرقص وفي ترديد كورال جماعي فيه أهازيج وموشحات تشيد بالفريق، فاعلم أن الكرة وحدها القادرة على تثبيت المساواة ولو لمدة تسعين دقيقة.

حين فاز فريق نهضة بركان بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ركض وزير الميزانية فوزي لقجع فوق عشب ملعب زنجبار كفتى عاشق للفريق البركاني، يعانق كل من تظهر عليه أعراض برتقالية اللون، يراقص فرحته كقائد فرقة الركادة تاركا للوجدان متسعا من الوقت ليعيش فرحة اللقب.

عندما صعد فريق اتحاد يعقوب المنصور للقسم الاحترافي الأول، صوب قناصة إعلام الإثارة عدساتهم على محمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل، وهو ينخرط في الأجواء الاحتفالية لفريقه، وقد غمرته السعادة من رأسه إلى قدميه.

تحول الوزير إلى «كابو» يتغنى بعشق الحي الشعبي الذي ارتبط طويلا بالقامرة، قبل أن يصبح الفريق بفضل الكرة اسما على مسمى، منصورا ذهابا وإيابا.

شاءت الصدف الماكرة أن يلتقي فريق اتحاد يعقوب المنصور بالكوكب المراكشي في مباراة الحسم، وأن تجمع منصة واحدة الوزير بن سعيد بوزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، المشجعة للكوكب على إيقاعات الدقة المراكشية. انتهت المباراة بلا غالب ولا مغلوب وصعد الفريقان إلى القسم الاحترافي الأول، وراح كل إلى غايته يستكمل ما تبقى من فصول الفرح.

وفي ملعب «با محمد» باسباتة، رقص محمد جودار، الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، وتحول كحصان التبوريدة حين حقق فريقه، فتح سباتة، الصعود إلى القسم الوطني هواة، بعد صراع طويل مع نائب عمدة الدار البيضاء الذي آمن بأن الكرة تعلن ولاءها اليوم للوزراء.

هل نحنّ لزمن كان فيه لكل فريق وزير يحضنه ويحميه من عاديات الزمن وجور الحكام؟

سقط فريق عبد الرحمان اليوسفي إلى أسفل سافلين، ورمت الأقدار بالاتحاد البيضاوي إلى دوري المظاليم، سيتألم المجاهد عبد الرحمان في قبره وقد تركه متوجا بكأس العرش.

وسقطت نهضة سطات صريعة راضية مرضية بدفء أرذل الأقسام، وفي مقاهي المدينة يتذكر السطاتيون زمن إدريس البصري بحرقة وألم، ويتمنون أن يسقط اسم النهضة لأنه أصبح مرادفا للانحطاط.

في زمن مضى كان للرجاء وزراؤه المعطي بوعبيد وعبد اللطيف السملالي وعبد العزيز لمسيوي ومحمد أبيض، قبل أن ينضاف إليهم صلاح الدين مزوار وعبد الكريم بن عتيق..

وكان الوداد سباقا لاستقطاب علية القوم، فتناوب على رئاسته وزراء بالأبيض والأسود، كعبد الرحمن الخطيب وعبد القادر بن جلون وسالم الصميلي والطاهيري الجوطي وأحمد العسكي..

واستلقى قطبا الكرة بفاس «الماص» و«الواف» في أحضان كبار السياسيين أبرزهم عمر بوستة وأحمد العلوي، وكان للمولودية الوجدية أحمد عصمان وللدفاع الجديدي أرسلان الجديدي، ولسريع وادي زم جلال السعيد وللجيش وزراء الدفاع..

وراء كل فريق عظيم وزير.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى