حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

معمل للفراولة يحوّل شاطئًا بالعرائش إلى بركة حمراء

تحقيقات أولية تكشف تسرب بقايا الفاكهة إلى المحيط

العرائش: محمد أبطاش

تحوّل شاطئ “الماء الجديد” الصخري، بمدينة العرائش، منذ عشية يوم الخميس الماضي، إلى بركة حمراء بسبب مخلفات أحد المعامل المختصة في تصدير “الفراولة” بالمنطقة الصناعية. وقالت مصادر إن الجميع تفاجأ بعدما ظهرت فجأة بقعة حمراء ضخمة بهذا الشاطئ وهو المشهد الذي وُثّق من طرف مواطنين عاينوا التلوّن، ما أثار موجة من المخاوف وسط ساكنة مدينة العرائش. وحسب مصادر محلية، فإن هذه البقعة الحمراء استنفرت مختلف أجهزة السلطة بالمدينة، حيث تم إيفاد لجنة تقنية مختلطة إلى عين المكان، تضم ممثلين عن السلطات الإقليمية، وتقنيين من الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل “لاراديل”، ومهندسين من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا”، من أجل تحديد مصدر هذه المادة الغريبة وطبيعتها.

ونبّهت المصادر إلى أن التحريات الأولية كشفت أن مصدر هذه البقعة الملوّنة يعود إلى وحدة صناعية تقع بمنطقة “الأوسطال”، متخصصة في تصنيع وتوضيب الفواكه الحمراء، وأن المادة التي صبغت المياه هي ناتجة عن بقايا الفواكه وليست مادة كيميائية، وهي “صباغة عضوية طبيعية” لا تشكل خطرًا على صحة الإنسان أو البيئة، بحسب المعطيات الأولية، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج العينات التي تم أخذها بعين المكان بغرض فحصها قبل اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وأشارت المصادر، أن هذه الواقعة جاءت في وقت وُصف بالحساس، بعدما صُنّف بعض شواطئ العرائش أصلًا ضمن خانة “غير الصالحة للسباحة” بسبب ارتفاع معدلات التلوث، ما يجعل ظهور بقعة حمراء بهذا الحجم حدثًا لا يمكن تجاوزه بالعبارات المطمئنة وحدها.
وقد أعادت هذه الكارثة البيئية إلى الواجهة، ملف إبعاد المناطق الصناعية عن التجمعات السكنية، ناهيك عن إيجاد حل لمعضلة النفايات الهامدة والسائلة القادمة من هذه المصانع باتجاه المحيطات المحلية، حيث سبق أن شهدت مدينة طنجة نفس الوضع، حين تسربت كميات كبيرة من المياه الداكنة إلى مياه البحر، واتضح فيما بعد أن شركة للصباغة وراء ذلك.
وقد حرّكت هذه الواقعة بالعرائش مطالب بالتحقيق في قضية منح رخص لمصانع بهدف إقامة مناطق صناعية بالقرب من التجمعات السكنية، علمًا أن هذه الشركات هي ذات صبغة ملوّثة وتحتاج إلى تفريغ المياه العادمة بالقرب من التجمعات السكنية أحيانًا، مما يهدد صحة السكان، قبل المحيطات التي أفقدتها مثل هذه الشركات ميزتها المحلية من خلال شواطئ نظيفة وبها ثروات سمكية تعيش منها الآلاف من الأسر.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى