شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

مكوار كشف للحسن الثاني القرار النهائي لمحكمة العدل الدولية في ملف الصحراء قبل صدوره

أبو بكر اجضاهيم (رئيس الوداد الرياضي سابقا)

هل كنت تشعر يوما بأن مكوار يغرد خارج السرب حين دعا لتنظيم كأس العالم في المغرب؟

بكل صدق حين دافع عبد الرزاق مكوار عن إمكانية تنظيم المغرب لنهائيات كأس العالم على أرضه في منتصف السبعينيات، قلت إنه حلم سابق لأوانه، في زمن تعاملت الصحافة مع هذا الحلم بسخرية، لكن، مع مرور الأيام، تبين أن المغرب يجب أن يدخل هذا الرهان. لقد ترأس مكوار الوداد أكثر من عشرين سنة، وساهم في حصول الفريق على أكثر من 12 لقبا تنوعت بين البطولة الوطنية وكأس العرش وكأس محمد الخامس، ودوريات مغاربية، لكن أهم ما سجلته فترة مكوار هو حضور الهاجس الاجتماعي، لقد كان يشغل اللاعبين وكان ينظم مباريات تكريمية لهم ويخصص لهم ريعها.

ما السر وراء تعيين مكوار سفيرا في مدينة تحتضن محكمة دولية؟

كان عبد الرزاق مكوار في مهمة وطنية جد حساسة، ذلك أن القاضي الذي يتأبط ملف الصحراء كان ألماني الجنسية، وكان يقطن في سكن غير بعيد عن مقر سكنى السفير المغربي، وحين علم أن زوجة القاضي تحمل بدورها الجنسية الألمانية، طلب من زوجته إسداء خدمة للمغرب وقال لها إن زوجة القاضي من بلدك، أدعوك إلى ربط علاقة صداقة مع مواطنتك، ونسج علاقات إنسانية معها فهي تقتسم معك الغربة في هذه المدينة. وافقت إينغريد على المقترح «الوطني» وأصبحت صديقة لزوجة القاضي، قبل أن تفاجئها ذات يوم وتفاتحها في موضوع ملف الصحراء الذي يهم المغرب وكان في مرحلة متقدمة، وطلبت منها أن تعرف القرار، لأن علاقة أسرتها متوترة وكل أفرادها يريدون معرفة مصير القضية. انطلت الحيلة على زوجة القاضي وكشفت لزوجة السفير عن كثير من أسرار الملف، بل أشعرتها بمسودة القرار التي أعدتها المحكمة. وفي منتصف شهر يونيو 1975 توصل السفير بالقرار، الذي يؤكد وجود علاقات ترابية ووجدانية بين المغرب والصحراء، وذلك قبل إصدار الحكم النهائي العلني من طرف محكمة العدل الدولية.

هل كانت زوجة القاضي ساذجة إلى حد تسريب معلومات هامة قبل صدورها؟

كانت علاقة زوجة رئيس الوداد وسفير المغرب في لاهاي مع زوجة القاضي يحكمها الجوار أولا والانتماء لوطن واحد وهو ألمانيا، لكن المهم هو أن المعلومة وصلت إلى مكوار الذي امتطى في اليوم الموالي الطائرة، متوجها إلى المغرب لإشعار الملك الحسن الثاني بتسريب الحكم، وكشف له عن دور زوجته الألمانية في المعرفة الاستباقية للحكم. شكر الملك سفيره، لكن هذا الأخير لم ينم منذ أن عاد من القصر، فقد كان يخشى صدور حكم مخالف لما قاله للحسن الثاني، ولم تنفرج أساريره إلا يوم 16 أكتوبر 1975، حين أعلنت محكمة العدل الخاصة عن قرارها النهائي الذي ينسجم مع التسريبات.

متى علمت بقرار المحكمة؟

أذكر أن مكوار فاجأنا بزيارته لمعلب الفتح بالرباط في نهاية شهر يونيو 1975، كان فريقنا يواجه الفريق الرباطي، وفي نهاية المباراة أخبرنا بأنه جاء للتو من هولندا حيث كشف للحسن الثاني عن القرار في لقاء خاص بالقصر الملكي بالصخيرات، وهمس في أذني قائلا إن المغرب كسب الرهان وربح القضية ودعاني إلى كتمان السر إلى حين صدوره رسميا. ومنذ ذلك الحين شرع الملك في اتخاذ التدابير الكافية لتنظيم المسيرة الخضراء، وهو يعلم مسبقا مضامين القرار.

هل كانت شخصية مكوار أقرب إلى حقيبة الرياضة؟

صعوبة حقيبة وزارة الرياضة كانت تكمن في كون الملك الحسن الثاني كان ملما بتفاصيل الرياضة، هذا أمر معروف عند الخاص والعام، لكن يبدو أن الأمير مولاي عبد الله أعلن الفيتو ضد تعيين مكوار وزيرا أو بالأحرى اقتراح تعيينه وزيرا. غير أن وجودي في ديوان وزير الرياضة ساهم في تسهيل مأمورية الوزير الجوطي الذي كان طبيبا للوداد والمنتخب وعضوا في المكتب المسير.

كيف؟

سأروي لك حكاية حصلت قبل انطلاق مباراة نهاية كأس العرش للموسم الرياضي 1975/1976، والتي جمعت، بالملعب الشرفي للدار البيضاء، شباب المحمدية بالاتحاد القاسمي، وعرفت فوز فريق فضالة بكأس العرش. فقد كلفني الوزير بتقديم الرياضيين المنعم عليهم بأوسمة ملكية للملك الحسن الثاني، لأنني كنت أكثر إلماما من الوزير بالسير الذاتية والمسار الرياضي للشخصيات المنعم عليها بالأوسمة. لكن فاجأني الملك الحسن الثاني بمعرفة خبايا الرياضة المغربية، فحين قدمت له رئيس الجامعة الملكية للسباحة، سأله الملك قائلا: «هناك أمر يشغل بالي ويشغل بال جميع المغاربة، كيف نملك شريطا ساحليا كبيرا وننعم بالبحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي وبالعديد من الوديان، دون أن نستطيع التألق في رياضة السباحة»؟

كيف قبلت تغيير صفتك الأمنية بمنصب مدير ديوان وزير الرياضة؟

كانت تربطني علاقة عميقة مع الطاهري الجوطي، الذي لم يكن يخطر بباله أنه سيصبح وزيرا للرياضة، إذ توصل بقرار تعيينه وزيرا وهو يقوم بعمله المعتاد في مستشفى بوافي بالدار البيضاء. لكن صدقني لقد فضلت الرياضة على القطاع الأمني لأنني رياضي قبل أن أكون رجل أمن، وحتى لو عين مكوار وزيرا للرياضة كنت مرشحا لرئاسة ديوانه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى