
زهيرة.. سيدة التسويق الشبكي التي بدأت من الصفر لتلج قصر ملكة السويد
بما أن النجاح في مجال التجميل والتزيين يظل حكرا كبيرا على النساء، حيث برزت من رحمه أسماء عالمية صار اسمها مرادفا لماركات سمع صداها في كل دول العالم واشتهرت من خلالها، إذ بات رأسمال عدد منها يتجاوز المليارات من الدولارات.
بمدينة مراكش بزغ ولمع اسم سيدة شابة متألقة بدأت عملها من الصفر، وصارت الآن الوجه الأول لإحدى أشهر الماركات العالمية ليس على الصعيد المحلي والوطني فقط، وإنما على الصعيد العالمي. فسقف أحلامها غير محدود بالرغم من عدم خبرتها وعدم ولوجها أي معهد متخصص في هذا المجال، وهو ما دفعها، بعد زيارة قامت بها لمختلف قارات المعمورة، لاكتساب مزيد من الحنكة والخبرة، إذ باتت الآن تحلم بافتتاح مشروع ذي منتوج مغربي خالص في مجال التجميل، لتقتحم به العالمية، وليكون اسمها مقترنا به لسنوات عديدة، في تجربة ستكون هي الأولى من نوعها على الصعيد الوطني.
وفي هذا السياق، تؤكد زهيرة حفاص على أن المرأة المغربية، بالخصوص، باستطاعتها ولوج جميع المجالات واقتحامها والعمل فيها بتفان كبير، بل الأكثر من هذا أن تنجح فيها بشكل مبهر، لتضيف، بثقة عالية في النفس، أن الشيء الوحيد الذي يجب أن تتوفر عليه المرأة يتمثل في العزيمة والإرادة القوية، فبحكم اشتغالها لسنوات في مجال التجميل (المجال) الذي تقول عنه إنها أحببته قبل ولوجه، وذلك لعدة اعتبارات، أهمها أنه مجال يتطور يوما بعد يوم خاصة بالمغرب، حيث دخلت مجموعة من الشركات العالمية للاستثمار فيه بفضل ما يتوفر عليه من مؤهلات كبيرة وطبيعية مهدت له للوصول إلى أرقام تعد الأولى على الصعيد الإفريقي، وباعتباره سوقا مفتوحا على عديد الأسواق الأوروبية المتخصصة في التجميل.
الإصرار والعزيمة الباديان على محيا زهيرة بعد سؤالها في هذا الاختصاص ورقم معاملاته، والأهداف التي حققتها من خلاله، مكناها من القول إنها وجدت نفسها في هذا المجال، بحيث أكدت، بنبرة حادة ومتطلعة، على أنها لم تكن لتنجح لولا الإصرار الكبير والثقة القوية التي تحلت بهما منذ دخولها له بالرغم من الإكراهات والصعوبات التي تعرضت لها منذ البداية، لتقول إنها يكفيها فخرا أن تنظر لما حققته في ظرف سنوات قليلة من إنجازات لم تكن تحلم بها، معززة كلامها، وبنبرة هادئة، «الآن حققت الكثير»، لتستدرك بالقول إن كل هذه الأحلام لم تكن لتتحقق لولا ما بذلته من جهد جهيد بفضل الصرامة التي انتهجتها منذ ولوجها المجال، فضلا عن «حب التعلم والاستطلاع اللذين مكناني من الوصول إلى القمة، ليس فقط على مستوى جهة مراكش-آسفي وإنما على الصعيد الوطني»، مشيرة، بعزيمة قوية متحدية، إلى أنها لم تشرع في العمل في مجال التجميل إلا بعد أن صارت أما.
مجال التجميل مجال مرن متطور، يتغير كأسلوب الحياة، كل يوم متجه نحو طريق جديد، أسواق كبيرة داخل دول متنوعة برزت للوجود، الإشهارات فيه تضخ بالملايير، حيث أصبح المجال على منصة فايسبوك وغيرها من المنصات يعد الأكثر إنفاقا في الإشهارات« «ADS ، حدود بين دول عديدة فتحت من أجله كما تؤكد زهيرة، حيث تقول في هذا الصدد، بنبرة واثقة، «العمل الذي قدمته في مجال التزيين والتجميل مكنني من زيارة عدد كبير من بلدان العالم، بل أكثر من هذا قمت بعمل زيارة حول العالم، وبفضل طموحي صار اسمي مرتبطا بأحد «البراندات العالمية»، وصرت مصدر إلهام على الصعيد المحلي بمراكش والوطني لآلاف النساء، حيث أقدم لهن الدعم الكامل عبر عدد من التكوينات لإعالة عائلاتهن والاعتماد على أنفسهن، خاصة وأن هذا المجال، كما أسلفت الذكر، يتطور وهو من ضمن مجالات المستقبل رفقة التكنولوجيا وكل ما يرتبط بالديجيتال».
في الساحات الكبرى داخل كل مدن المملكة، توجد نساء يضعن طاولة توجد بها أصناف مختلفة ومتنوعة من مواد التجميل والعطور، فهذه الظاهرة بزغت على حين غرة، وبعد أن كان عدد من السيدات لا يستطعن ولوج مجال الشغل لأسباب قد تكون ذاتية أو قاهرة، أصبحن الآن، وبفضل التسويق الشبكي والاجتماعي، يتمكن من توفير دخل قار ومحترم. هنا تضيف زهيرة أن «ما يميز هذا المجال عن غيره أنه الوحيد الذي يستطيع احتواء كافة النساء، بمختلف تكويناتهن وبمختلف مستوياتهن الدراسية، ليس هذا فقط بل كذلك يمكن للمرأة أن تشتغل فيه مهما بلغ عمرها، فأنا لازلت شابة وتشتغل معي نساء من كافة الأعمار والأجيال، بل الأدهى من ذلك هناك نساء يبلغن أعمارا متقدمة حققن أرباحا كبيرة في المجال بعد ولوجه مباشرة، خاصة وكما سبق وأن أشرت إلى أنه لا يحتاج لديبلومات أو لغات».
الانطلاقة والعزيمة
لطالما ألهمتنا قصص لنساء مكافحات قويات بدأن من الصفر ليصلن لمراتب جد متقدمة على المستوى الاجتماعي، بل صرن مثالا كبيرا يحتدى به في قطاعات مختلفة، والأمر كذلك هو ما وقع بالضبط مع السيدة زهيرة التي أكدت بعينين لامعتين على أن انطلاقتها كانت بصفر درهم، إذ كشفت عن أن رأسمالها الحقيقي كان هو العزيمة والإرادة، قبل أن تقول إنها انطلقت في المجال «كتجربة في مواد التجميل على اعتبار أن أي امرأة وسيدة تعشق كل ما يتعلق بالتجميل، وبعد شهر واحد فقط وصلت لمبلغ لا أبالغ إن قلت كبيرا، وما فاجأني في الأمر هو أن هذا المبلغ الذي تحصلت عليه من خلال هذا المجال، لم أتحصل فيه على تكوين أو ديبلوم، وخلال الشهر الثاني تضاعف المدخول عما حققته في الشهر الأول، واستمر الحال على ما هو عليه حتى في ظل الأزمة الخانقة الذي ضربت العالم بأسره بفعل جائحة كورونا. بعدها قررت التركيز على عملي جيدا، خاصة وأنه غير «ممل» على اعتبار التطور الشهري الذي يقع فيه».
وأضافت زهيرة أنها خاضت سفريات كما أشارت بداية داخل المغرب، حيث «زرت كل أقاليم المملكة، قبل أن أتمكن بعدها من زيارة كل أنحاء العالم (إسبانيا إيطاليا فرنسا السويد سنغفورة أستراليا اليابان الدنمارك الإمارات …) في ظرف سنة واحدة، حيث صنفت على أنني الأسرع نموا للشركة العالمية التي أشتغل بها بالمغرب وعلى الصعيد الإفريقي».
التكريم بمسارح عالمية
بعد الجهد يأتي النجاح، وبعد النجاح يكون الاعتراف والتكريم، ومن خلال كل هذه الخطوات يكون اسمك قدوة في مجال عملك، وهو بالفعل ما حصل مع زهيرة، حيث أكدت على تكريمها بمسارح عالمية، إذ تقول «بفضل المجهودات الكبيرة التي بذلتها تم التكريم والاعتراف بما أقدمه، كما كان من ضمن الأمور التي تحققت بفضل عملي حضوري لوجبة عشاء رفقة ملكة السويد سيلفيا، وهو الشيء الذي جعلني فخورة بنفسي كسيدة مغربية فخورة بأصولها».
وتؤكد زهيرة أن طموحها كبر ونما، موضحة أن هدفها الأساس حاليا «فتح مشروع كبير خاص في المستقبل المنظور، حتى أتمكن من تحقيق أحلام عدد من النساء على وجه أخص لإعالة عائلاتهن ولتحقيق طموحهن كذلك، كما سأركز على البيع وفقا للتسويق الشبكي المتسلسل، خاصة وأن المغرب يعد من بين الدول الرائدة في هذا المجال الذي يضم قطاع التجميل، وما يميزه هو أنه مرن يقوم على التنمية الذاتية، حيث ألقبه أنا بالبيع الاجتماعي».
فاطمة تاسكويت.. «الشنا» الخاصة بمراكش والرحامنة
تستطيع الجمعيات النسائية المهتمة بالمرأة تحقيق عدد من الأهداف إن توفرت لها كامل الشروط لذلك، لكن أن تنجح في ظل ظروف قاهرة وصعبة، كما حدث مع جمعية وداد المتواجدة بإحدى المناطق المجاورة والهامشية لمدينة مراكش، والتي تمكنت، في ظرف سنين قليلة، من تحقيق ما لم تستطع تحقيقه جمعيات تحظى بدعم مالي كبير، يبقى الأمر مستبعدا وصعبا. فالمكان الهادئ الذي يقع فيه مقر الجمعية بمنطقة السبت بنساسي بالقرب من مراكش، نقل الهدوء معه لكل طاقم الجمعية برئاسة السيدة فاطمة تاسكويت، التي بفضلها اقتحمت نساء عديدات سوق الشغل بعد الشقاء والمعاناة، وبفضلها حققت نساء عازبات مشاريعهن الخاصة ومقاولاتهن الذاتية التي منحتهن بشكل مباشر استقلالا ذاتيا.
ففي هذا الإطار، تقول السيدة فاطمة إن «البداية لطالما تكون صعبة، وخاصة في المجالات التي تقتحمها النساء، ولذلك عملت على تأسيس جمعية خاصة بالنساء وخاصة الأمهات العازبات منهن، إذ كان الهدف منذ البداية الاشتغال على عدد من النواقص، حيث خططنا لبرنامج متكامل في هذا الشأن، يتمثل في التكوين والإدماج السوسيو اقتصادي، لتمكين النساء خاصة منهن المعنفات والموجودات في وضعية صعبة لتجاوز مشاكلهن والمرحلة الصعبة التي يمررن منها».
فـ«جوكر» جمعية وداد برئاسة السيدة فاطمة، الذي قلب الموازين وجعل منها جمعية ناجحة، كان يتمثل في الخطة والاستراتيجية التي نهجتها، حيث إن الشراكات والتعاقدات والبحث كانت السبيل الأمثل لفاطمة وفقا لمقاربة تشاركية من قبلها في خلق مشاريع خاصة بالنساء القادمات إلى الجمعية، حيث قالت في هذه النقطة إنه «بفضل هذه الاستراتيجية اتضح لي ولكل المشتغلين معنا في الجمعية أن هذه الأهداف لن تتأتى إلا من خلال تكوينهن أو تعليمهن لحرف ومهن متخصصة تخول لهن ولوج سوق الشغل واقتحامه بعد الوضعية التي مررن منها، فجمعية وداد عملت على مساعدة نساء كثيرات في هذا الصدد على خلق مشاريعهن الخاصة، ونجحن فيها، ومنهن من اقتحمن بالفعل سوق الشغل، كما أن جمعيتنا تعمل على إنشاء مجموعة من الشراكات إضافة إلى الشراكات التي وقعت عليها، أخص بالذكر منها عديد الفنادق على اعتبار أن المدينة الحمراء مدينة سياحية بامتياز، كما أننا وقعنا اتفاقيات في هذا الشأن مع عديد دور الضيافة والرياضات، وهو ما أسهم في ولوجهن لسوق الشغل».
إضافة إلى هذا، تؤكد السيدة فاطمة بثقة عالية على أن جمعيتها، بالموازاة مع كل هذا، عملت على عقد شراكات مع التكوين المهني المغربي OFPPT، حيث قالت إنها «تقوم بدورات تكوينية متتالية تتكلل بحصول السيدات على ديبلومات متنوعة، وهو ما يخول لهن الاشتغال والاعتماد على أنفسهن وإنشاء مشاريعهن الخاصة، ففي هذا قمنا بدمج عدد من السيدات في مجالات مختلفة وهناك عشرات الأمثلة الحية اللواتي صرن يعلن أنفسهن وأبناءهن وعائلاتهن».
من الحياة الصعبة إلى التخصص وعالم المقاولات
الأمثلة من النساء داخل الجمعية اللواتي حققن أحلامهن وخرجن من الضغوط الرهيبة، حيث تمكن من خلق مشاريعهن الخاصة والعيش بكرامة مع إعالة عائلاتهن، كثيرة ومتعددة، حيث أعطت السيدة فاطمة مثالا مهما بإحدى السيدات التي مرت على الجمعية اسمها «رشيدة» كانت أما عازبة، إذ كشفت أنها «بدأت بداية بكراء محل «كراج»، واتخذته سكنا ومحلا لعمل المأكولات الشعبية «المسمن»، والآن صارت تمتلك منزلا خاصا ومشروعا خاصا، حيث أصبحت إحدى أشهر صانعات الحلوى بالمدينة الحمراء بفضل السمعة التي كسبتها مع زبنائها، لذلك فرشيدة الآن، وبفضل هذه المقاولة الصغيرة، صارت تمتلك مصيرا أفضل بكثير مما كانت عليه، «تعيش بكرامة وتصون ابنتها».
وأضافت السيدة فاطمة أن الجمعية، بفضل سياستها الذكية، أخرجت عديد النساء المتمكنات في مجال الطبخ والحلويات، على اعتبار أنها تمنح تكوينات في الطبخ والحلويات إضافة إلى ما يسمى بـ«الرافية»، والتي تصنع من خلالها عديد المنتوجات التقليدية المغربية، والتي تعتمد على مادة خاصة موجودة بمدينة الصويرة فقط، إذ أكدت على أن كل النساء المشتغلات في هذه التجارة تمكن من الاستقلالية التامة وخلق مشاريع خاصة والعيش بكرامة وإعالة عائلاتهن وأنفسهن بشكل كبير. لتشير إلى أنها، «وبفضل التجربة التي خضناها، اعتمدنا في دمج النساء وإعادتهن للحياة الطبيعية، داخل المجال المحبب للنساء المغربيات وهو الطرز والخياطة، إذ إن عددا منهن خلقن مشاريعهن الخاصة، ومنهن من اشتغلن في مجموعة من الشركات والمصانع الكبرى، وهو الهدف الذي اشتغلنا عليه منذ البداية».
فاطمة الزهراء حنين.. طبيبة شابة وهبت نفسها للمناطق النائية
لطالما كان ميدان الطب مجالا للتضحية، فمهنة الطبيب والطبيبة مهنة إنسانية بالمقام الأول، وبالكيفية التي يعالج ويداوي بها الطب الجروح والإصابات والأمراض المزمنة والخبيثة، تعالج الشابة الطموحة، فاطمة الزهراء حنين، ألم الأمهات والسيدات والأطفال المتخلى عنهم والأيتام من خلال العمل التطوعي والجمعوي، فوقتها بعد العمل وهبته وخصصته لسيدات وأطفال المناطق النائية، حيث أكدت في هذا السياق على أنها كسيدة شابة وكباقي المغربيات، تطمح وتحاول ترك بصمة خير داخل المجتمع المغربي، فالعمل والمجهود الذي تقوم به، حسب تعبيرها، لا يزال جد متواضع، مؤكدة بالقول: «إننا صرنا ملزمات اليوم كسيدات على بذل الكثير من الجهد، والعمل على أنفسنا لتحقيق بعض من التطلعات، فالمرأة المغربية يتحتم عليها الكفاح أكثر من خلال العطاء المستمر لزيادة تقليص «مساحة التهميش»، ورفع مختلف أشكال الظلم والحيف التي تعاني منها، داخل المجتمع العربي والمغربي».
«الطب كان دافعا للعمل الخيري، العمل الخيري كان دافعا للوصول إلى عدد كبير من المناطق النائية بالمغرب، هذا هو السيناريو العريض لقصة الشابة فاطمة الزهراء»، فبنبرة كلها رسائل قالت إنها «وبفضل حلمي الذي حققته من خلال ولوج مهنة الطب، بالرغم من الإكراهات، اقتحمت كذلك العمل الخيري والتطوعي والجمعوي، حيث وصلت إلى قناعة أن مهنة الطب تعلم الصبر والاعتماد على النفس، من خلال كامل الاحتكاكات والتجارب التي مررت بها، فأنا مقتنعة بمقولة الشافعي حول المجال الطبي، والتي تقول: «لا أعلم بعد الحلال والحرام أنبل من الطب»، وهذا ما لمسته من خلال عملي والتداريب التي قمت بها، وهو الشيء الذي ساعدني في اقتحام المجال الجمعوي والتطوعي، خاصة ببعض المناطق التي أصنفها «مهمشة»، حيث التجأت إلى العمل الجمعوي كملاذ، حيث شاركت في عدد من الأعمال الخيرية والجمعوية بجهات مختلفة، بالرغم من الجهد الذي أبذله بالموازاة في عملي الخاص، لأن المجهود الذي أقوم به في العمل التطوعي بالرغم من كافة الصعوبات والإكراهات، يكون بمثابة الطاقة الكبيرة التي أفرغها كاملة فيه».
رسالة في الحياة
العمل الخيري زرع في نفس الشابة فاطمة الزهراء بذور التضامن، هذه البذور أثمرت عنوانا كبيرا في حياتها «عمل المرأة ونجاحها رسالة في الحياة»، في هذا السياق تقول فاطمة الزهراء: «حاولت أن أنخرط في أعمال ذات طابع خيري، مثل القوافل الطبية والتضامنية، ومجموعة من دور الأيتام كمنشطة لمساعدة الأطفال المحتاجين، لأن هدفي هو المساعدة بالإمكانات المتوفرة لدي، لذلك منذ سنة قررت أن أنخرط في «شبيبة المغرب للمواطنة»، والتي كان لها الفضل الكبير في أن أصل إلى هدفي المتمثل في مساعدة الآخرين، ومساعدة نفسي في إيصال رسالتي في الحياة، وهي ترك بصمة خير ولو بمجرد ابتسامة، حيث إنه ومن خلال الجمعية أطرت الأنشطة التي كنت أقوم بها في إطار واحد، والتي تضم طاقات شابة، وتملك هدفا واحدا وهو محاولة تغيير الواقع للأفضل».
مجالات لتكوين المرأة المغربية
أكدت فاطمة الزهراء غير ما مرة بنبرة قوية وبثقة كبيرة، على أن المجال الجمعوي له ارتباط قوي بالمجال السياسي، حيث تقول في هذا الإطار إن «العمل الجمعوي يسمح لنا بصقل إمكاناتنا وتنمية قدراتنا، بالإضافة إلى أنني انخرطت في العمل السياسي، لأن الشباب هم صناع القرار، وقررت أن أدرس وأجتهد وأكون مطلعة على الحالة السياسية لبلادنا وأطور من نفسي، حيث إنني أشغل منصب الأمينة العامة لحكومة الشباب الموازية لجهة مراكش آسفي، وهذا يجعلني أكثر قربا من العمل السياسي في المغرب، ومن مجموعة من النظم. لذلك قررت أن أنخرط في العمل السياسي، لمعرفة الحيثيات ومن هنا أوجه رسالة إلى جميع النساء والشباب للانخراط في العمل الجمعوي والسياسي، للسير بمجتمعنا نحو الأفضل».
بعد سنوات من التجربة في الحقل الخيري ومهنتها كطبيبة، اختارت فاطمة الزهراء جمعية «شبيبة المغرب للمواطنة»، والتي أكدت على أنها تضم مجموعة من الطاقات الشابة، حيث أوضحت على أنها تملك الرؤية نفسها مع عدد من الشباب، وهي مساعدة بلدنا بالإمكانات المتوفرة لدينا وتطوير مهاراتنا وتطوير مجتمعنا ومساعدة الفئات المعوزة والهشة، قبل أن تقول إن «الجمعية تضم مجموعة من الأقطاب، قطب خيري وقطب مواطناتي وقطب صحي وقطب ثقافي، والتي تهم المجتمع المغربي ككل، من خلال العمل على قوافل تضامنية وخيرية، التي تهم أبناء المغرب العميق والدواوير، التي توجد بمناطق نائية بالإمكانات التي نتوفر عليها».
وأضافت أنها ومن ضمن المهام التي تشتغل عليها، الحملات المتعلقة بالتطبيب والصحة، كالحملات المتعلقة بالتبرع بالدم، وحملات الكشف المبكر عن السرطان، سيما بمدينة مراكش، لتقول بنبرة حزينة: «نعتمد على تكوين قوافل طبية، خاصة بالمناطق النائية التي لا يصل إليها التطبيب أو الطبيب، حيث صدمنا بوجود بعض المناطق التي لا يعلم أهلها معنى الطبيب، حيث وبعد عمليات الكشف المبكر التي قمنا بها في هذه المناطق، وجدنا نساء حاملات للسرطان في مراحل متقدمة، ولا يعلمن بذلك، حيث أرى أن دورنا الكبير هو مساعدة المرأة بالمقام الأول، سيما النساء القرويات والموجودات بمناطق نائية».








