حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسية

وفاة مصمم مسرح مراكش أثناء تداول قضية في المحكمة

حسن البصري
ولد شارل بوكارا في مدينة سوسة التونسية عام 1940، لكنه قضى فترة طويلة من حياته بين الدار البيضاء ومراكش، لم يدم مقامه في تونس سوى بضع سنوات قبل أن يقرر والده الفرنسي السفر إلى المغرب وكان بوكارا حينها مايزال طفلا.
درس الفتى في ثانوية الخوارزمي في الدار البيضاء، وظلت أسرته مقيمة في المغرب بعد الحصول على الاستقلال، وحين حصل بوكارا على الباكلوريا التحق بمدرسة الفنون الجميلة بباريس بناء على رغبته، رغم أن والده فضل لابنه منحى آخر، وبعد سنوات عاد الشاب إلى الدار البيضاء وفي حقيبته أكبر الشهادات في مجال الهندسة المعمارية.
فضل شارل خوض تجارب البدايات الأولى في مجال التعمير من مدينة الدار البيضاء، قبل أن يزور مراكش فيسقط في حبها ليختارها مستقرا له، وفيها حرص على المزج بين الحداثة والأصالة في عمله الذي لا يغفل حضارة المغرب، في الوقت الذي تطبع فيه كثير من المهندسين المعماريين المغاربة والأجانب بالمدرسة الفرنسية.
كانت أولى أعماله في الفضاء الفني، إذ ظل المسرح البلدي والمعهد الموسيقي في جنان الحارثي، عرضة للضياع منذ أن أتى عليه حريق مهول مباشرة بعد حصول المغرب على الاستقلال، عهدت سلطات المدينة لشارل بمهمة وضع تصميم مسرح جديد للمدينة الحمراء، إذ لا يعقل أن تكون مدينة البهجة بدون فضاء لأب الفنون وتحال أنشطتها الفنية على سينما «بالاص» في كليز.
في سنة 1970 تم الشروع في بناء المسرح الملكي بمراكش، والذي وضع تصميه المهندس الفرنسي شارل بوكارا، لكن أشغال البناء توقفت مرارا ما أغضب المهندس، خاصة وأن المقاولة عانت من عدم التزام الجهات الممولة للمشروع، حصل هذا في فترة ولاية امحمد الخليفة على الشأن المحلي بالمدينة، والذي دخل في نزاع مفتوح مع المقاولة كي يخرج المشروع إلى حيز الوجود.
في كتاباته تأسف المهندس لمصادرة حلم المعلمة الثقافية التي تعطلت مدة ربع قرن، ولعطالة ورشة متوقفة الأشغال لسنين عديدة، قبل أن يقرر المسؤولون فتح شقه المخصص للهواء الطلق والاستغناء عن القاعة الرئيسية. لكن بوكارا لم يصمم هذه البناية المصادرة فقط، بل يرجع له الفضل في وضع مخطط معالم المدينة الحمراء، على غرار مقر الولاية وبناية توزيع الماء والكهرباء، وأشرف على تجديد فندق «المامونية» عام 1986 وغيره من المرافق الكبرى.
يعد بوكارا من بين أبرز الشخصيات التي استقرت في مدينة مراكش، وأحد المعماريين البارزين على المستوى العالمي، حيث بنى سكنا خرافيا له في ضواحي مراكش اعتبر علامة فارقة في مجال الهندسة التي تجمع بين الطابعين الفرنسي والمغربي.
عانى الرجل في آخر أيامه من ضغط دموي حوله إلى نزيل للمصحات، إلى أن توفي في 13 شتنبر 2017 بمدينة مراكش، وذلك بعد ازمة صحية حادة ألغت الكثير من التزاماته المهنية، وبناء على وصيته ووري جثمانه الثرى بالمدينة التي أحبها، وقيل في تأبينه إن المغرب فقد مرجعا دوليا في الهندسة المعمارية.
قبل وفاته، دعي شارل للمثول أمام محكمة الاستئناف بمراكش، في ملف بلدية قلعة السراغنة بتهمة تزوير تصميم واستبداله، انتدب المهندس محاميا وتعذر عليه حضور الجلسات لأسباب صحية.
مات شارل حين كانت القضية في أطوارها الأخيرة، فقضت المحكمة بسقوط الدعوى المدنية في حق راحلين: عزيز الزاوية العضو السابق بالمجلس الجماعي وشارل بوكارا المهندس المعماري المراكشي.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى