الرأي

200 حكم من قلب الواقع

خالص جلبي
نتابع مسلسل حكمة اليوم للقارئ، وهذه قطاف من ينابيع المعرفة والحكم اليومية نصل بها إلى الرقم 200، عسى أن تمتد إلى ما هو أكبر.
171ـ حاول أن تقرأ الإنجيل لتكتشف أنه ليست ثمة إصحاح واحد، يقول إن المسيح هو الله الذي يدير الأفلاك ويخلق الأجنة في الأرحام، فكيف تم تركيب هذا؟
172ـ كان الأنبياء يصدقون كل من سبقهم، ويكذبون كل من عاصرهم، ويتعرضون لأشد العذاب من المؤسسات الدينية.
173ـ واجه المسيح ثلاث مجموعات تحاربه من الكتبة والفريسيين والصدوقيين. هل يخطر في بالكم أنها فئات تتكرر في وجه المصلحين من أي ملة ونحلة. المتشددون والمخابرات والماديون.
174 ـ وصف المؤرخ البريطاني توينبي مقدمة بن خلدون أنها أعظم عمل من نوعه أنتجه أي عقل في أي زمان ومكان، وهو كذلك. هل قرأته بعد؟
175ـ كتاب محاضرات في النصرانية يلقي الضوء على أول مجمع كنسي اعتمد ألوهية البشر، فتحول المسيح بن مريم إلى رب يدير الأفلاك.
176ـ في كثير من مطارات العالم العربي تم اعتماد عقيدة الكنيسة في الثالوث المقدس فترى صورا للأب والابن والروح القدس.
177ـ حين يطلق على القائد السياسي أنه (أبدي) فهم ينتزعون صفة ألوهية فيلصقونها به وهي لن تكون قط؛ فهو سيموت في فراشه مثل البعير.
178ـ يبدو أن الوثنية رجعت إلى بلاد العرب بعد أن حطمها محمد بن عبد الله، فترى الصور الشاهقات والأصنام الخالدات والشعارات البعثية العبثية.
179ـ هل خطر في بالكم لماذا اختفى المسيح من مسرح الأحداث؟ وأخرج موسى شعبه إلى الصحراء؟ وهاجر النبي (ص) من مكة مغيرا وطنه؟
180ـ في ثانوية العروبة في القامشلي زعق ضابط الفتوة فينا أن نردد شعارات الثالوث المقدس البعثي، وحين رفضت أمروني بالزحف على بطني، فتحولت إلى فصيلة الزواحف.
181ـ من أراد أن يعرف ماذا كان يجري في سجن تدمر، فليقرأ كتاب القوقعة فقد سجن 13 سنة و3 أشهر و13 يوما، من أجل نكتة حول القائد الأبدي.
182ـ هل سمعتم بقصة فرانكنشتاين؟ نظام الحكم في سوريا يشبه هذا المسخ. دماغ من عائلتين، قلب طائفي، أمعاء بورجوازية منحلة، يغطيه جلد من حزب بائد.
183ـ خرج صاحب كتاب القوقعة من السجن فزار صديقه وكان في السجن معه. قال له: عندي مفاجأة؟ انتظر؟ سمع صراخا فنظر من الشرفة كان صاحبه منتحرا. هذه كانت المفاجأة.
184ـ النظام البعثي العبثي قتل الإنسان والزمان والمكان والبيئة والعلم، وأفظع ما فعل الإحساس بالتفاهة، الكون رمادي، البشر حشرات، الزمن متوقف.
185ـ حين تدخل حدود دولة البعث تطالعك أربعا: القذارة والفوضى والذلة وحيثما تنفست كانت جزيئات الهواء مشبعة برجال الأمن!
186ـ كتاب الإنسان يبحث عن المعنى (فيكتور فرانكل) هام؛ لأنه يدخل الفلسفة إلى محراب المعاناة الفردية لذا كان مقدسا رواية ما حدث.
187ـ شعور عجيب راودني وأنا أطأ بقدمي وطني: عليك مع بوابة الدخول أن تضع على اليمين دماغك، وعلى اليسار كرامتك. ادخل منحنيا، واقرأ كتاب النبات جيدا وقلد وظائفه تماما.
188ـ كتب صدمتني (آخر الراحلين والإنسان يبحث عن المعنى ومسألة الآخر)، وأنا رجل دخلت معتقلاتهم، ولكن طريق جهنم ذو سبعة أبواب فدخلت أنا بابا واحدا أما هو فدخل الأبواب السبعة. لقد حرك عندي قصة الجحيم لدانتي وكيف وصفها. البعث العبثي أقام جحيم دانتي بتقنية عالية.
189ـ هل تعلمون ما هي التقوى الباردة. هو ذلك التطوع الغبي لإطفاء تجارب مر فيها بشر دفعوا فيها حياتهم وانطفأت آمالهم في لهيبها.
190ـ لو قلبتم الإنجيل الحالي لن تعثروا على فقرة واحدة يقول فيها المسيح عن نفسه إنه الرب الخالق للأجنة في الأرحام، فمن أين ولدت هذه الفكرة؟
191ـ في ألمانيا كنت أحاور القوم وأقول: هاتوا لي فقرة من الإنجيل يقول فيها المسيح عن نفسه إنه الله؟ فكانوا يبهتون. للتأكد ليقرأ كل واحد منكم الإنجيل ليكتشف.
192ـ دخل تزمامارت 58 معتقلا، مات منهم عشرون فكتب في حقهم أكثر من عشرين كتابا، وفي سوريا قتل عشرات الآلاف في تدمر فكتب كتابان.
193ـ حسب المؤرخ ويلز في كتابه «معالم من تاريخ الإنسانية»، فإن المؤسسة الكنسية الحالية هي صناعة بولس. راجعوا الجزء الثالث.
194ـ علينا أن نفرق بين المؤسسة الدينية والأنبياء، فهي من وقفت في وجههم كما فعلت السنهدرين في وجه المسيح.
195ـ علينا أن نفهم ما جرى في مجمع نيقية، فهو يشرح لنا مصيبة رفع البشر لمقام الألوهية. ولأجله جاء الإسلام لإعادته إلى الإنسانية.
196ـ لن نصل إلى فهم المشكلة بدون الرجوع إلى التاريخ، وكيف تتشكل العقائد. خذ نموذجا صارخا آخر عن انشقاق الكنيسة الشرقية عن الغربية والمارونية عن القبطية والكلدانية النسطورية عن البروتستانت وهلم جرى. التاريخ هو المفتاح لفهم صراع العقائد.
197ـ يقولون لقد ترومت النصرانية، كما تفرسن الإسلام في فارس. إنه أمر عويص للفهم، ولكن التاريخ عنده السر.
198ـ في الفرع 273 المخابرات العامة، كان الجلاد أبو طلال يجلد المعتقلين، ثم يصاب بنوبات صداع مريعة فيطلبني لعلاجه بالقراءة على جمجمته المهولة.
199ـ في كراكون الشيخ حسن كان الجلاد يوسف طحطوح يحب تعرية المعتقلين ثم صب الماء على جلودهم مع برد الصباح، ثم ملاحقتهم بالخيزارانات حتى يعووا كالكلاب. أو ضرب المعتقلين على هاماتهم، حتى يصاب أحدهم بنوبة صرع؟
200 ـ سألت طبيب الأسنان الحوراني ألستم نادمين على ما حصل (الثورة في سوريا)؟ أجاب: نعم نحن نادمون أن صبرنا على هؤلاء الأوغاد أربعين سنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى