شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

4 جماعات بدون طبيب منذ سنتين بإقليم الحوز

ممرض يأخذ معه مفاتيح صيدلية المركز الصحي أثناء إجازته

محمد وائل حربول

 

 

 

علمت «الأخبار» من مصادر صحية بإقليم الحوز، أن عددا من المراكز الصحية الموجودة بالإقليم لم تعد تلبي حاجيات الساكنة التي باتت مرهونة بالتنقل مباشرة نحو مدينة مراكش من أجل التعافي، مشيرة إلى أن من ضمن هذه المراكز يوجد المركز الصحي بجماعة ثلاث نيعقوب، والذي تستفيد من خدماته أربع جماعات (أغبار، إغيل، أجوكاك ثلاث نيعقوب)، حيث يعيش هذا المركز واقعا وصف بـ «المأساوي والكارثي» بسبب عدم تمكنه من مسايرة الضغط الذي يعيش عليه، وبسبب عدم وجود الموارد اللازمة للاشتغال.

وفي هذا السياق، وبعد ضغط كبير من الساكنة، قام رئيس الجماعة المذكورة بتوجيه مراسلة لعامل إقليم الحوز أكد من خلالها، أن المركز الصحي بنفوذ جماعته «يعرف غياب الطبيب منذ ما يقارب السنتين، رغم أهمية المركز وتنوعه وحجم الفئات المستفيدة من خدماته» مشيرا إلى «أن هذا الغياب أصبح صعبا وغير متقبل مع اقتراب الصيف الذي تكثر فيه الحالات التي تقبل على المركز نتيجة الإصابة بسبب الحشرات السامة التي تتكاثر مع ارتفاع درجة الحرارة».

وأوضح الرئيس المذكور أن ساكنة جماعته والجماعات الأربع المذكورة، التي تستفيد من خدمات المركز الصحي، عاشت خلال الشهر الجاري على خبر «خروج الممرض الرئيس بالمركز في إجازة دون أن يترك مفاتيح الصيدلية للممرض الآخر الذي يمارس مهامه بنفس المركز»، حيث أشار الرئيس إلى أن هذا الأمر «أدى إلى توقف شبه كامل للخدمات التي يقدمها المركز الصحي للساكنة، حيث أصبح الذهاب إلى المستشفى الإقليمي هو الحل الوحيد حتى في أبسط الحالات التي تستدعي فقط تدخلا على المستوى المحلي»، وهو ما اعتبره «يشكل خطرا على الوافدين على المركز نتيجة مضاعفات محتملة تستدعي تدخلات سريعة وأولية، إضافة إلى هدر للموارد المالية للجماعة بسبب استعمال سيارات الإسعاف الجماعية بشكل كبير».

وفي هذا الإطار، طالب رئيس جماعة ثلاث نيعقوب، من عامل الإقليم، «التدخل واتخاذ المناسب قصد وضع حد لهذه الاختلالات التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الساكنة»، وهي المطالب ذاتها التي رفعتها الساكنة أيضا، في شكايات متعددة لها توصلت «الأخبار» بها، حيث طالبت خالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية بالتدخل العاجل، والوقوف على حالة ضعف الخدمات المقدمة بالمركز الصحي بجماعة ثلاث نيعقوب بإقليم الحوز، داعية إياه إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من موقعه لضمان عودة الخدمات الصحية بشكل منتظم لساكنة كل هذه الجماعات.

وحسب المعطيات التي حصلت عليها الجريدة، فإن ساكنة الإقليم تعاني من ضعف ملحوظ للخدمات الصحية المقدمة لها، وذلك راجع لعدة أسباب منها «الغيابات المتكررة لعدد من الأطباء في الإقليم» بينما وفي جماعة ثلاث نيعقوب فقد عانت الساكنة من «الخلافات القائمة بين العاملين بالمركز الصحي، الشيء الذي انعكس سلبا على تقديم الخدمات الاستشفائية لساكنة هذه الجماعات المنحدرين من الدواوير النائية ذات المسالك الجبلية الوعرة»، وهو ما جعل الساكنة تطالب كذلك بـ «التدخل الفوري لدى المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة، من أجل إيجاد حل لهذه الوضعية، وذلك ضمانا لسلامة وصحة المواطنين بكل الإقليم».

واستمرت الأطر الصحية بالإقليم في خوض إضراب خاص وعمل وقفات احتجاجية، حيث أكدت أنها «تئن تحت وطأة الإهمال وانعدام ظروف العمل والنقص الحاد في الموارد البشرية والمواد الطبية الضرورية للعمل والمعدات والأدوية ناهيك عن تفاقم الأوضاع سوءا بالمنطقة ما انعكس سلبا على مردودية المشتغلين في القطاع وأدى إلى هبوط حاد في مجموعة من المؤشرات الصحية بالإقليم» قبل أن تطالب بدورها بـ «إيفاد لجنة للوقوف على مكامن الخلل التي تسببت في تعطل ديناميكية مجموعة من المصالح المهمة بالإقليم».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى