حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

ذكريات منسية من زمن القمة التي عُقدت بدون علم المغرب خلال حرب الرمال سنة 1963

يونس جنوحي

من الملفات الشائكة، التي عاش السفير محمد التازي كواليسها وكان وقتها صحافيا التحق للتو بالسلك الدبلوماسي، ملف العلاقات المغربية- الجزائرية وتداعيات حرب الرمال التي دارت رحاها في أكتوبر عام 1963.. بل إنه كان ضمن الوفد المغربي إلى الجامعة العربية، في أحد الاجتماعات التي أُعلن عنها، في ذلك الوقت، لعقد الصلح وإنهاء الاحتقان. ويقول التازي إن القمة لم تُعقد في النهاية، ببساطة لأن الرئيس عبد الناصر عقد القمة «سرّا»، قبل الموعد المرتقب، حتى لا يحضر المغرب.

كتب السفير التازي، في أوراقه الشخصية، مستعيدا هذه التفاصيل، وكان وقتها حديث العهد بالسلك الدبلوماسي:

«.. ومن الأحداث التي لا يزال يلفها الغموض، ويُخفي حقيقتها، حدث الضباط المصريين الذين ضلوا طريقهم في مروحيتهم من الجزائر في أكتوبر من عام 1963 داخل الأراضي المغربية، فأمسكهم سكان المنطقة التي نزلوا ضالين فيها وسلموهم إلى أقرب نقطة مراقبة..

كثرت الإشاعات عنهم وعن أسمائهم وعن مهمتهم وهل ضلوا حقيقة أم أنهم نزلوا عمدا مستكشفين الموقع، حيث كانت أزمة «حاسي بيضا» بين الجزائر والمغرب. وحين توغل الجيش الجزائري داخل المنطقة المغربية، واتهم المغرب بأنه يتآمر على ثورة المليون شهيد للقضاء على الثورة وعلى ما تمثله من فكر تقدمي واشتراكية وديمقراطية تجاه حكم رجعي متخلف، ووقفت مصر بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر موقف المؤيد للجزائر، دون التأكد من صحة التآمر. وطلبت مصر اجتماعا عاجلا لمجلس الجامعة العربية، ووافق المغرب على حضوره، وعين جلالة الملك وفدا برئاسة رئيس الحكومة.

ونحن في طريقنا إلى القاهرة تلقينا تعليمات بالعودة لأن المجلس اجتمع في غياب المغرب وأصدر قرارا بإدانته مطالبا بسحب قواته من الأراضي الجزائرية، مع أن القوات المغربية اكتفت بإخراج القوات الجزائرية من حاسي بيضا، وتوقفت تنفيذا لتعليمات قائدها الأعلى جلالة الملك، وتوترت العلاقات بين البلدين، وآثر المغرب أن يستجيب للوساطة الإفريقية، فكان اجتماع باماكو عاصمة مالي بين جلالته والرئيس بن بلة، وتأسست لجنة الحكماء. وكان لي شرف المشاركة في الوفد المغربي وفي اجتماع اللجنة في شهر يناير 1964 بمدينة طنجة. كان الوفد الجزائري برئاسة عبد العزيز بوتفليقة، وزير الخارجية. كانت لي به معرفة منذ عام 1963، حين كان وزيرا للشبيبة والرياضة، وكان وزير الخارجية هو السيد محمد الخميستي. وفي اجتماع اللجنة في طنجة، ازدادت معرفتي بالسيد عبد العزيز وتفليقة، وأذكر أن آخرها كان في تونس سنة 1977.

في مطلع شهر يناير 1964 دعا الرئيس جمال عبد الناصر إلى عقد قمة عربية لدراسة موضوع تحويل إسرائيل لمياه نهر الأردن، ودراسة مشروع جونسون في الموضوع. كان ذلك هو ظاهر الدعوة، أما خفاياها فهي الاتصال رسميا بمسؤولين سعوديين في موضوع اليمن، حيث تورطت مصر في التدخل عسكريا لصالح الثورة اليمنية وزعيمها «السلال» وكان الملكيون يتلقون الدعم والمساندة من المملكة العربية السعودية، وذلك أمر طبيعي لأن لليمن حدودا مشتركة معها، ولا يمكن تحقيق أي نصر أو استقرار بدون موافقة السعودية ودعمها ورضاها..

كنتُ وقتئذ مستشارا في سفارتنا ببيروت، وكانت علاقتنا الدبلوماسية مقطوعة مع مصر، بسبب مساندتها للجزائر في اعتدائها على حاسي بيضا في الجهة الشرقية للمغرب، فتلقيت برقية من السيد رضا اكديرة وزير الخارجية، يطلب مني أن التحق بالقاهرة لإعداد مشاركة جلالة الملك في القمة».

علم التازي لاحقا أن اقتراح اسمه كان بأمر مباشر من الملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان يُدرك أن التازي كان مقيما في مصر قبل الاستقلال، ودرس بها في النصف الأول من خمسينيات القرن الماضي، ورافق الزعيم علال الفاسي عندما اتخذ من القاهرة منفى له.. وراكم شبكة علاقات مع مثقفي مصر، ووزرائها، وشخصياتها الثقافية والسياسية.. كانت هناك «مُفاجأة» تنتظر التازي تهم حقائق عن الاحتقان في العلاقات المغربية- الجزائرية.

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى