
حسن البصري
أغلب رؤساء فرق كرة القدم المغربية الذين يستعدون لدخول الانتخابات، يعيشون هذه الأيام في دوامة الحيرة والقلق. يخشون سقوط أنديتهم إلى الأقسام السفلى، فيعجزون عن تقديم مبررات الإخفاق للناخبين في الحملات الانتخابية، وقد يبتلعون ألسنتهم حين يقرؤون على تقاسيم وجوه السكان خيبة الإخفاق.
كان الله في عون الرؤساء الذين يعولون على نتائج فرقهم لصناعة مجد سياسي. لا تتصوروا حجم ضغط الدم الذي يسيطر عليهم حين تضربهم جائحة الإخفاقات ويزحف الموعد الانتخابي نحوهم وتدنو ضربة البداية.
يا ليت الاستحقاقات الانتخابية تجرى في فترة توقف الدوري الوطني، وأثناء عطلة الميركاتو الشتوي، حتى يجد الرئيس نصف مبرر الإخفاق في طور التكوين، ويبتلع الناخب الطعم ويصدق مبررات محشوة في ورقة نقدية من مسير لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه.
حصل رئيس فريق مهدد بالنزول للدرجة الثانية، على تزكية من الأمين العام للحزب، وعاد مسرعا إلى مقر النادي ليزف البشرى لأعضاء المكتب المسير، ويعلن حالة الطوارئ في صفوف العاملين وأفراد الطاقم التقني والإداري والطبي.
نصحه المكلف بالأمتعة والعتاد الرياضي بتغيير القمصان وارتداء ألوان الحزب حتى يستأنس الجمهور بلون اليوم الموعود. أشاد الرئيس بالمقترح وتمنى تكسية الملعب وتغليف حافلة الفريق بلونه الحزبي، ودعا القائم على العتاد لتعميم قرار التكسية على جميع الفئات العمرية.
طلب الرئيس من إداري الفريق تحضير لائحة بأسماء اللاعبين حسب الدوائر الانتخابية التي ينتمون إليها، ودعاه لاستدعاء جمعية آباء وأولياء اللاعبين لاجتماع طارئ، توزع فيه جوائز على الناشئين مع إعطاء الأسبقية للقاطنين في الدائرة الانتخابية للرئيس.
تناول المدرب الكلمة وقال إن لعبة كرة القدم هي المشهد الأكثر ديمقراطية في الكون، هناك فريق يواجه خصما وفق ضوابط اللعبة، وهناك مدرب يقوم بالتغييرات عند الضرورة، وهناك وقت للمواجهة وشوطان إضافيان عند التكافؤ، وحكم يفصل بين المتنازعين وصافرة بداية ونهاية تعلن الفوز أو التعادل أو الهزيمة، ثم جمهور يشارك بالتصفيق أو الاحتجاج، وتسريبات يقام حولها جدل ومطالب بسحب الثقة من فلان ومنحها على طبق من فضة لعلان.
قاطعه الرئيس وهو يحاول أن يقنع المجتمعين بأن التحفيز المالي سر الانتصارات، وأن خطط المدرب وتبديلاته لا تجدي نفعا في غياب “بريمات” من فوق الطاولة للفاعلين ومن تحتها للمفعول بهم. وذكره بأن الشوط الأول شوط الناخبين والشوط الثاني شوط المنتخبين، وبينهما فسحة لالتقاط الأنفاس وتغيير الخطط والنوايا عند الضرورة.
قال المعد البدني إن دخول الرئيس لمباراة الاقتراع السياسي، يتطلب عملية إحماء لفريق العمل ككل، قبل إقحامه في التشكيلة الرسمية، وقبل أن ينهي مداخلته حذر من إشراك أشخاص يعانون من ضعف اللياقة البدنية وهشاشة العظام.
تدخل مدرب حراس المرمى وشدد على أهمية تدريب هذه الفئة، محذرا من بلطجية الانتخابات داعيا إلى تأهيل الحراس للتصدي لتسديداتهم، مع تجهيزهم بقفازات وهراوات مغربية الصنع، دون الرئيس المقترح والتفت إلى طبيب الفريق كي يدلو بدلوه في القضية.
حذر الطبيب من التداوي بالأعشاب خلال فترة الانتخابات، ودعا إلى المزيد من الحيطة والحذر من بعض الدجالين الذين سيسبغون على أنفسهم البطولات، مقترحا على الرئيس إجراء اختبار طبي للوقوف عند العناصر التي تعاني من نقص حاد في المناعة ضد المال الحرام، من باب تقية الصفوف وحشد الهمم.
قال الرئيس للكاتب الإداري بنبرة آمرة، “سيكون لك دور كبير في الانتخابات، ستكون متابعا للقائمين على صناديق الاقتراع وستختار عبر “كاستينغ” وكلائي في مكاتب التصويت، أريدك أن تتقمص دور والد العروسة في زفاف عانس”.
إذا أردت أن تضيع شعبا أشغله بزيادة في فواتير الماء والكهرباء وببلاغات الحجر الصحي، ثم ابتليه بموشحات الإلتراس واخلط السياسة بالاقتصاد بالدين بالرياضة.



