
الأخبار
علم لدى مصادر موثوق بها، أن قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالرباط قرر، مساء أول أمس الأربعاء، إيداع ثلاث نساء بالمركب السجني بتامسنا، وهن مهاجرة بالسعودية ووالدتها وصديقتها العشرينية، يشكلن عصابة إجرامية جد خطيرة متخصصة في استقطاب الفتيات الجميلات وتهجيرهن إلى الخليج من أجل الاتجار فيهن في مجالات الدعارة والفساد.
مصادر “الأخبار” أفادت بأن المتهمات الثلاث اللواتي قضين قرابة 72 ساعة رهن البحث التمهيدي بمقر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن الرباط، جرى عرضهن، صباح أول أمس الأربعاء، على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، قبل إحالتهن على قاضي التحقيق الذي قرر إيداعن الجناح المخصص للنساء بسجن تامسنا بتهم ثقيلة، تتعلق بالاتجار في البشر والإكراه على الدعارة، واستغلال الهشاشة من أجل التحريض على الدعارة والاحتجاز والوساطة في ذلك.
وقاد اعتقال شابة مغربية في العشرينات من عمرها بمطار محمد الخامس بالبيضاء، كانت موضوع مذكرة بحث رجال الشرطة القضائية بولاية أمن الرباط إلى فك لغز هذه العصابة الاجرامية الخطيرة، بعد أن تقاطرت عشرات الشكايات على النيابة العامة والمصالح الأمنية حول شبكة نساء مغربيات ينحدرن من مدينتي الخميسات وسلا، كانت تجذب حسناوات مغربيات من أجل العمل في شركات وهمية بالخليج، قبل أن يجبرن على ممارسة الدعارة تحت التهديد، وتسليم الأموال للمتهمة الرئيسية التي تتقاسمها مع والدتها وصديقتها الوسيطة بالمغرب.
وكشفت التحريات أن عقود المغربيات اللواتي يهاجرن إلى الخليج بتخطيط من هذه العصابة، لا توافق ما تم الاتفاق عليه بخصوص مهامهن التي سيقمن بها، حيث يجدن أنفسهن في وضعيات استغلال منظمة من طرف شبكة للدعارة تتزعمها شابة مغربية بالسعودية وتنحدر من مدينة الخميسات تحديدا.
وحسب تفاصيل مرتبطة بالأسلوب الإجرامي لهذه الشبكة التي نجحت عناصر الشرطة بولاية أمن الرباط في تفكيكها تحت إشراف مباشر للوكيل العام للملك لدى استئنافية الرباط، كانت والدة المتهمة الرئيسية وصديقة هذه الأخيرة تتكلفان باستقطاب فتيات حسناوات، وتعرضان عليهن عقود عمل بشركات خليجية مقابل أجور شهرية كبيرة، قبل أن تدخل المتهمة المقيمة بالسعودية على الخط باتصالات مباشرة مع المعنيات بحضور والدتها والوسيطة، حيث كانت تحدد مصاريف الرحلة و”الكونطرا” في مبلغ 50 ألف درهم، مع عروض السلف والدفع لاحقا شريطة التوقيع على عقود بالدين، تشرف عليها والدة المتهمة الرئيسية.
ووفق معطيات إضافية وردت في شكاية فتاة نجحت في النجاة من جحيم العصابة التي كانت تنشط بالسعودية والمغرب، كانت الشبكة تحتجز الفتيات المغربيات بمجرد وصولهن للخليج تحت طائلة عقود الإذعان التي تم توقيعها بالمغرب، حيث يتم سلبهن كل الوثائق وجوازات السفر، وإخضاعهن تحت الإكراه للاستغلال الجنسي البشع، وفق عقود زواج مؤقتة من أجل المتعة، مقابل مبالغ مالية كبيرة، تستحوذ عليها المتهمة الرئيسية كاملة، بدعوى استرداد مبالغ الدين ومصاريف الرحلة وغيرها.
مصادر “الأخبار” أكدت أن بعض الفتيات الضحايا المنحدرات من مختلف مناطق المغرب حضرن، أول أمس الأربعاء، لقصر العدالة بالرباط، حيث واجهن المتهمات الثلاث اللواتي تم تقديمهن أمام الوكيل العام في حالة اعتقال، بتصريحات جد خطيرة، مرتبطة بسيناريو تهجيرهن إلى الخليج، الذي ينطلق بمفاوضات مع والدة المتهمة الرئيسية ووسيطة بالمغرب، وينتهي بعقود إذعان واحتجاز واستغلال جنسي بشع تحت الإكراه، وهي الجرائم التي لم تستطع المتهمات الثلاث إنكارها، أول أمس الأربعاء، أمام النيابة العامة وقاضي التحقيق، خاصة بعد أن أدلت الضحايا بمجموعة من التسجيلات والمكالمات والرسائل النصية التي أثبتت كل الاتهامات والجرائم المنسوبة للمتهمة الشابة المقيمة بدولة السعودية ووالدتها الخمسينية وصديقتها العشرينية التي كانت تتكلف باستقطاب الحسناوات من مختلف مناطق المغرب، من أجل تهجيرهن لدول الخليج من أجل العمل في مجالات الفندقة والحلاقة والطبخ، قبل احتجازهن واستغلالهن في الدعارة “المقننة”.
يذكر أن غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط كانت قد أدانت متهمة متخصصة في تهجير الفتيات إلى دول الخليج من أجل الدعارة بست سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها 30000 درهم، وهي العقوبة التي تنضاف لحكم غيابي بخمس سنوات حبسا نافذا، صادر عن القضاء البحريني في حق المتهمة بتهمة الاتجار في البشر والتحريض على الفساد، حيث ظلت في حالة فرار، قبل اعتقالها في المغرب وإدانتها بعقوبة سجنية خلفت ارتياحا كبيرا لدى عشرات الفتيات وعائلاتهن، بعد استغلال بناتهن في الدعارة وشبكات الجنس بدول الخليج.





