يوسف أبوالعدل
تظل المشاركة في كأس أمم إفريقيا لكرة القدم الحدث الرياضي الأبرز الذي يتمنى أي لاعب ينتمي إلى القارة السمراء أن يحظى بها، لكونها التظاهرة الأبرز قاريا بعد حدث كأس العالم، لكن بطولة أمم إفريقيا «المغرب 2025» تشهد غياب العديد من النجوم الذين صنعوا الحدث دوليا باسم إفريقيا، وفق أسباب متعددة ومختلفة.
زياش.. نهاية زمن «حبة المشمش»
تفاجأ الجمهور الإفريقي والعربي بشأن أسباب غياب حكيم زياش، نجم المنتخب الوطني لكرة القدم، عن تمثيل «الأسود» في كأس أمم إفريقيا الحالية التي يحتضنها المغرب، خاصة أنه لاعب استعاد عافيته بالتوقيع لنادي الوداد الرياضي، بالإضافة إلى حاجة المنتخب المغربي إلى صانع ألعاب، وكشفت المباريات الودية للمنتخب الوطني عجز الناخب الوطني وليد الركراكي عن إيجاد لاعب بمواصفات وتمريرات زياش.
ولم يكن زياش الوحيد الذي تفاجأ الجمهور الإفريقي بعدم وجوده في لائحة المنتخب المغربي، إذ كانت المفاجأة أيضا بغياب سفيان بوفال، الذي يمارس في الدوري البلجيكي، حيث إنه ورغم المستوى التي يقدمه هناك، والتجربة التي راكمها مع «الأسود»، إلا أن الركراكي فضل إبعاده والاعتماد على لاعبيه الهجوميين الذين اشتغل رفقتهم خلال السنتين الأخيرتين.
بلايلي.. الإصابة تنهي حضور نجم الجزائر
قبل أسابيع من انطلاق «الكان»، فاجأ الطاقم الطبي لنادي الترجي الرياضي التونسي لكرة القدم الجمهور الجزائري بإعلانه تعرض الدولي الجزائري يوسف بلايلي للإصابة في الرباط الصليبي والغضروف الهلالي، وذلك خلال مباراة «الديربي» ضد النادي الإفريقي.
كانت إصابة بلايلي ضربة موجعة للجمهور الجزائري، وخاصة الطاقم التقني لـ«الخضر»، سيما أن بلايلي يعتبر من أعمدة المنتخب الجزائري في التشكيلة الرسمية للمدرب البوسني فلاديمير بيتكوفيتش، الذي يتعرض لانتقادات لاذعة لإبعاده لبعض اللاعبين المهمين الجزائريين، وأبرزهم آدم وناس، الذي تم إبعاده بقرار فني من الإطار البوسني.
قرار فني يبعد النيني وحجازي عن «الفراعنة»
أبعد حسام حسن، مدرب المنتخب المصري لكرة القدم، محور وسط ميدان منتخب «الفراعنة» في السنوات الأخيرة، محمد النيني، رغم الخبرة التي يتوفر عليها اللاعب دوليا وقاريا، وهو الذي حمل أقمصة العديد من الفرق الأوروبية، أبرزها نادي أرسنال الإنجليزي.
النيني لن يكون الاسم الوحيد الذي تم الإطاحة به من طرف مدرب المنتخب المصري، فقد أسقط حسام حسن صخرة الدفاع أحمد حجازي، الذي رافق منتخب «الفراعنة» في مختلف المحافل القارية الأخيرة، ويعتبر من اللاعبين المجربين في خط دفاع المنتخب المصري.
وغيبت الإصابة أيضا المدافع محمد عبد المنعم، الذي كان من أعمدة حسام حسن في المباريات السابقة، قبل أن تبعده الإصابة عن حضور «كان المغرب»، وهو اللاعب الذي أكد في خرجة إعلامية أنه سيحل بالمغرب لمساندة «الفراعنة»، بعد الأدوار التمهيدية وعند دخول المنتخبات المواجهات المباشرة، انطلاقا من ثمن نهائي المسابقة.
خلافات تبعد أونانا عن المنتخب الكاميروني
فاجأ دافيد باجو، مدرب المنتخب الكاميروني لكرة القدم، جمهور «الأسود غير المروضة»، وذلك بعد إبعاده لحارس المرمى أندري أونانا، ما شكل صدمة كبيرة للجميع، خاصة أن أونانا، حارس المرمى الحالي لنادي طرابزون سبور التركي، ومانشستر يونايتد وإنتر ميلان السابق يعتبر الأفضل في مركزه حاليا بالكاميرون.
ولم تكن دوافع غياب أونانا كروية، أو بسبب تراجع مستواه، بل لمشاكل تجمعه مع الاتحاد الكاميروني لكرة القدم الذي يرأسه صامويل إيتو، وهي المشاكل التي أخذت منعرجا صعبا، بعد خلافات وصلت إلى اتهامات بين الطرفين، مما دفع الاتحاد الكاميروني إلى إبعاد أونانا عن «الكان».
وعكس أونانا فقد تم إبعاد فينسنت أبو بكر، هداف المنتخب الكاميروني، بقرار من المدرب الجديد لـ«الأسود غير المروضة»، والذي اعتبر أن لائحته تتوفر على مهاجمين أفضل من أبوبكر، الذي تقدم في العمر، ولم يعد مؤثرا كما كان عليه في السابق.
الاعتزال والاستبعاد يبعدان نجوم نيجيريا
دهش الجمهور النيجيري بالاعتزال المفاجئ لويليام تروست إيكونغ، قائد المنتخب النيجيري لكرة القدم، وهو القرار الذي فاجأ الجميع، خاصة أن إيريك سيكو شيل، مدرب «النسور الممتازة»، لم يسبق له أن أبعده عن لائحة منتخب بلاده، وكان يعول عليه ولو من الاحتياط في قيادة المنتخب النيجيري بحثا عن لقب جديد إفريقي من الأراضي المغربية.
كما استبعد الطاقم التقني للمنتخب النيجيري المهاجم فيكتور بونيفاس، بسبب تراجع مستواه، وهو الأمر الذي جعل اللاعب نفسه يخبر وسائل الإعلام أنه كان يعول كثيرا على «كان المغرب»، لدعم منتخب بلاده، قبل أن يتفاجأ بإسقاط اسمه من لائحة المنتخب النيجيري المشاركة في كأس أمم إفريقيا 2025، لكنه رفض انتقاد الطاقم التقني لمنتخب بلاده محترما قرارات المدرب، واللائحة النهائية التي استدعاها للدفاع عن قميص «النسور الممتازة».
نجوم الدوري الإنجليزي تفقدهم «الكان»
تفاجأ العديد من المتتبعين لغياب نجوم يصنعون الحدث في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، ويحملون جنسيات منتخبات إفريقية، ما أثار استغراب المتتبعين في إنجلترا وكذلك داخل القارة السمراء.
وستفتقد بطولة أمم إفريقيا الجارية بريق نجوم الدوري الإنجليزي، وعلى رأسهم ثنائي غانا محمد قدوس وأنطوان سيمنيو، بالإضافة إلى نجم الكونغو الديمقراطية يوان ويسا، والإيفواري نيكولاس بيبي، الذين خرجوا من قوائم منتخبات بلادهم لأسباب متباينة، بين الإصابة والخيارات الفنية لمدربيهم.
ورغم أن «الكان» ستفقد العديد من النجوم الذين ظلوا تاريخيا يحملون ألوان منتخبات بلدانهم، إلا أن كل المواهب التي تسطع في سماء الكرة الأوروبية حاضرة في البطولة القارية، ما يؤهل دروة 2025 أن تكون أفضل من سابقاتها.
