
النعمان اليعلاوي
دخلت أزمة العطش التي يعيشها سكان دوار سيدي عزوز، التابع لجماعة السهول بعمالة سلا، أسبوعها الخامس دون أي بوادر لحل قريب، في وقت تتفاقم فيه معاناة مئات الأسر مع ارتفاع درجات الحرارة وغياب مياه الشرب، ما حوّل الحياة اليومية للسكان إلى كابوس حقيقي، ورغم النداءات المتكررة التي وجهها المواطنون إلى مصالح جماعة السهول، التي يرأسها العربي الرويش، ما زالت صنابير المنازل جافة بالكامل، بحسب شهادات متطابقة من السكان، الذين أكدوا أن انقطاع الماء دام لأكثر من شهر، دون تدخل فعّال من الجهات المسؤولة.
وفي غياب الماء، يضطر السكان، ومنهم نساء وأطفال، إلى قطع كيلومترات لجلب كميات محدودة من الماء من مناطق مجاورة، ما تسبب في مضاعفة المعاناة اليومية، خصوصا مع صعوبة التنقل ومحدودية الموارد، فيما توجه عدد من المواطنين والفاعلين الجمعويين بنداءات مباشرة إلى السلطات الإقليمية والمركزية، مطالبين بـتفعيل التوجيهات الملكية المتعلقة بضمان الحق في الماء ومحاسبة كل من يتقاعس عن أداء واجبه في هذا الملف الحيوي. كما دعوا عامل عمالة سلا، عمر التويمي، ووزارة الداخلية إلى التدخل العاجل، من أجل إنقاذ الوضع، قبل وقوع كوارث صحية أو بيئية.
واعتبر عدد من المتحدثين أن “ما تعيشه المنطقة لا يتماشى مع التصريحات الرسمية التي تؤكد أن جميع المواطنين المغاربة يستفيدون من الماء الصالح للشرب”، مشيرين إلى أن الواقع اليوم يناقض الخطابات الرسمية، ويطرح تساؤلات جدية حول العدالة المجالية وتوزيع الموارد الأساسية.
وأشارت مصادر إلى أن مطالب السكان لا تتعدى الحصول على حقهم الدستوري في الماء، حيث شددوا على أن الأزمة تجاوزت حدود الاحتمال، وأن تجاهلها يمثل خرقا صارخا للحقوق الأساسية للمواطنين، داعين إلى فتح تحقيق جدي ونزيه لتحديد المسؤوليات، ومعاقبة كل من تسبب في هذا الوضع الذي وصفوه بـ”غير الإنساني”.