الرئيسيةرياضة

بعد نكبة مونديال أمريكا.. أقال الحسن الثاني المدرب ورئيس الجامعة والوزير

عبد الخالق اللوزاني (مدرب المنتخب الوطني سابقا)

كيف تابعت مشاركة المنتخب المغربي في مونديال الولايات المتحدة الأمريكية؟

كنت أعلم أن الانضباط انتهى بإقالتي، وقبل انطلاقة المونديال حصلت مناوشات بين اللاعبين وأفراد من الجالية المغربية في كندا بسبب مردود ضعيف للاعبين في مباراة ودية، أما النتائج الرسمية فكانت مخيبة للآمال، ثلاث هزائم صفر نقطة. تألمت كباقي المغاربة بل وحزنت لأن مجهود سنتين ضاع، لكن أين هم صناع الانقلاب؟ سيخرجون صغارا، اعتزلوا وخرجوا من الباب الضيق.

 

من هم الانقلابيون الذين تتحدث عنهم؟

لكي تعرفهم عليك أن تعود لما حصل مباشرة بعد خروج المنتخب المغربي من مونديال الولايات المتحدة الأمريكية 1994، وستعرف ماذا فعل بهم الزمن، حيث حاكمهم الشعب المغربي على ما اقترفوه في حق المنتخب الوطني. لقد خرج الفريق الوطني من الخيمة مائلا كما يقول المثل الشعبي المغربي.

 

تقصد الأسماء التي سقطت في آخر لحظة من اللائحة. .

للأسف اللائحة ساهم في وضعها بعض اللاعبين، وحين يصبح اللاعب مشاركا في القرار فسلام هي مطلع الفجر. الاستقرار كان غائبا والذين أوهموا الوزير بلقزيز ورئيس الجامعة الزموري بأن الاستقرار سيعود للمنتخب المغربي مباشرة بعد إقالتي كانوا واهمين. اعتقدوا أن رحيلي سينهي فورة الصحافة التي اصطفت في خندقهم وحاربتني وأنا مقال من مهمتي. إضافة لإقصاء أبرامي وفرتوت كان إسقاط اسم لغريسي من اللائحة المنادى عليها للمشاركة في المونديال أمرا غريبا، خاصة وأن الأمر وصل إلى الملك الحسن الثاني الذي أمر بإعادته إلى صفوف المنتخب الوطني لكرة القدم، قبل شد الرحال صوب الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1994، بعد أن كان خارج لائحة المدرب عبد الله بليندة، علما أن لغريسي، شأنه شأن أبرامي وفرتوت وآخرين، ساهم في التأهل، وهم من بين اللاعبين الذين خاضوا تقريبا جميع المباريات الخاصة بتصفيات ذلك المونديال، بل إن لغريسي أحرز هدف الانتصار والتأهل ضد المنتخب الزامبي بالدار البيضاء.

 

لغريسي كان موقوفا من طرف الرجاء وهذا سبب إبعاده. .

هناك شيء أسمى من النادي وهو المنتخب، قبل انطلاق المونديال تعرض لغريسي للتوقيف مدة ستة أشهر من طرف فريق الرجاء البيضاوي، بعد نهاية كأس العرش الشهيرة بمراكش سنة 1993، والشيء نفسه حدث مع مصطفى خالف والحارس خليل عزمي، فتدخل الملك الراحل الحسن الثاني لإرجاعهم إلى صفوف المنتخب المغربي. نفذ رئيس البعثة المغربية قرار الملك، واضطر المدرب بليندة لضم عبد السلام إلى اللائحة وإسقاط أسماء أخرى، لكن دون أن يشركه أساسيا في المواجهات الكروية.

 

سيقال بليندة من منصبه مدربا للمنتخب المغربي مباشرة بعد العودة من أمريكا، هل استحضرت المثل القائل رب ضارة نافعة؟

حين يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني فأنا لا أومن بهذا المثل. تمنيت أن أكون حاضرا في المونديال مدربا لكن الرياح جرت بما لا تشتهيه السفن، وما حصل لي سيحصل لبليندة الذي علم بالإقالة في نشرة أخبار مسائية. أقيل المدرب مباشرة بعد عودته من الولايات المتحدة بعدما نددت الصحافة بالمستوى الباهت لكثير من اللاعبين، واتهم المدرب بعدم تحكمه في غرفة ملابس المنتخب وخضوعه لإملاءات وتدخلات في عمله على مستوى اختيار اللاعبين من طرف بعض «النجوم» أو الذين يعتبرون أنفسهم نجوما فوق العادة، لكن الجمهور أقام لهم محاكمة وعزلهم فانتهى بهم المطاف خارج الاهتمام. الغريب في الأمر أن الوزير بلقزيز ورئيس الجامعة الزموري اتفقا على إبعادي بدعوى أنني «قاسح» في مواقفي مع اللاعبين وصارم في معاملاتي، وجيء ببليندة الذي أتاح لهم فرصة التدخل في المنتخب والنتيجة نكسة كروية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

 

كيف عشت تلك النكسة، قصدي هل طلب منك، مثلا، العودة للمنتخب؟

هناك من اعتبرني مساهما في النكسة، رغم أنني أقلت من منصبي بعد العودة بانتصار من قلب السينغال. ما حصل بعد العودة من أمريكا هو التغيير الشامل. استقبل الملك الحسن الثاني، في غشت 1994، ريكاردو تيكسيرا، رئيس الكونفدرالية البرازيلية لكرة القدم، مرفوقا بسفير البرازيل بالمغرب، واستقبل في شتنبر 1994 المدرب البرازيلي كارلوس ألبرتو سيلفا، قبل أن يتم تعيين مدرب برازيلي آخر هو نونيز الذي لم يعمر طويلا، وتم، أيضا، تغيير وزير الشبيبة والرياضة بلقزيز بمولاي إدريس العلوي المدغري، وأبعد كثير من اللاعبين الذين كانوا يدعون أنهم أصحاب القرار في المنتخب الوطني.

 

هل ضاعت جهودك بسبب حروب صغيرة؟

في الحروب الصغيرة يموت أبطال كبار، إذا عدنا إلى التاريخ سنقف على هذه الحقيقة ونكتشف كيف يضيع الرجال بسبب معارك بلا قضية وبلا هدف أحيانا، لكننا نجد أنفسنا وسطها، في حين أن المعارك الكبرى يجب أن تكون ضد التخلف، ضد الجهل وضد زارعي الفتن. كنت أدرك دوما أن التنازلات في المغرب من أجل مصلحة عامة قد تؤدي بك لتعطي خدك الأيسر لمن صفعك على خدك الأيمن. في كرة القدم التنازلات هي معادلات غير مستقيمة، خاصة عندما يكون الهدف واضحا.

 

هل تقصد أن العناد مطلوب في تدبير الرياضة؟

الذين يعرفون اللوزاني جيدا يعلمون أن مواقفي ثابتة إلا في بعض الأحيان، خاصة مع المنتخب، لا يسكنني العناد بل يسكنني القلق حين أجد المسامير في طريقي.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى