طنجة: محمد أبطاش
أثار اكتشاف مستودعات لإخفاء طائرات لتهريب المخدرات بإسبانيا حالة من الاستنفار في صفوف الدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية بمدن الشمال، خاصة وأن هذه المصالح سبق أن رصدت عمليات تهريب بواسطة الطائرات بين المدن الشمالية وإسبانيا. وذكرت المصادر أن التحقيقات، التي باشرتها السلطات المغربية، تنصب حول مستودعات للدواجن وضيعات فلاحية بها مستودعات خاصة، لكشف فرضيات حول إمكانية أن تكون امتدادا لعمليات تهريب المخدرات على غرار إسبانيا.
وأعلنت السلطات الإسبانية، أول أمس السبت، أنه في إطار تعاون أمني دولي شارك فيه الدرك الملكي، تمكن الحرس المدني الإسباني من تفكيك شبكة إجرامية تنشط في تهريب مخدر الحشيش من المغرب نحو جنوبي إسبانيا، مستعملة المروحيات وسيلة نقل جوية لتفادي المراقبة الأمنية. وأسفرت العملية عن إيقاف ستة أشخاص يُشتبه في انتمائهم إلى هذه المنظمة، التي كانت تشحن كميات كبيرة من المخدرات تتراوح بين 500 و900 كيلوغرام في كل عملية.
وأفاد الحرس المدني الإسباني، في بلاغ، بأن العملية، التي أُطلق عليها اسم «خيرو»، مكنت من حجز 657 كيلوغراما من مخدر الحشيش، إضافة إلى خمسة أسلحة نارية ومروحية كانت تُستعمل في التهريب بين البلدين، فضلا عن مبالغ مالية وعدد من المركبات.
وبحسب المصدر ذاته، جاءت هذه العملية نتيجة تحقيقات انطلقت عقب رصد تحركات ليلية مشبوهة لأشخاص كانوا تحت المراقبة الأمنية، خاصة خلال تنقلهم المتكرر بين مالقة وألمرية، ما عزز الاشتباه في وجود نشاط منظم واسع النطاق مرتبط بالاتجار الدولي في المخدرات.
للإشارة، فإنه تم، في وقت سابق، إيقاف مهرب إسباني على مستوى دار الشاوي القريبة من حجر النحل بسبب سقوط طائرة مماثلة للمخدرات، وأدين إثرها بأربع سنوات سجنا نافذا، وسبق أن سقطت طائرته بسبب الثقل الزائد من المخدرات، ما كشف عن وجود أماكن شحن للمخدرات في المكان نفسه. مع العلم أن العشرات من المعامل الخاصة بالدواجن و«الياجور» وغيرها نمت كالفطر بالقرب من طرقات المقطع الطرقي المشار إليه، وهي الأمور التي جرى تعميق الأبحاث بشأنها وقتها لمعرفة امتدادات ما يجري بإقليم طنجة أصيلة، خصوصاً وأن طائرة مماثلة، وهذه المرة من نوع هليكوبتر صغيرة الحجم، سقطت بضواحي أصيلة خلال السنتين الماضيتين، بينما سقطت طائرة أخرى بالقرب من القصر الكبير، ما يكشف عن وجود أماكن وخريطة شاملة لشحن المخدرات على مستوى هذه الأقاليم.
