تارودانت: محمد سليماني
فتحت، بعد زوال يوم الخميس الماضي، الطريق الوطنية الرابطة ما بين تارودانت وطاطا في وجه حركة السير، بعد حوالي عشرين يوما من الانقطاع، بفعل دقائق معدودة من التساقطات يوم 10 غشت المنصرم، والتي عرت حقيقة هذه الطريق المعبدة، التي تعتبر الشريان الحقيقي نحو مدينة طاطا. وكانت هذه الأخيرة خلال هذه المدة كلها معزولة عن العالم الخارجي، اللهم إلا من أراد تغيير الاتجاه عبر العودة إلى أكادير ومنها إلى طاطا عبر تيزنيت وبويزكارن، مع العلم أن مسافة هذه الطريق مضاعفة مقارنة من الطريق المقطوعة. الأمر الذي أدى بجميع الحافلات التي تربط طاطا بالمدن الداخلية عبر إغرم وتارودانت تتوقف اضطراريا عن العمل كل هذه المدة.
ومن بين انعكاسات انقطاع هذه الطريق على مستوى النقطة الكيلومترية 105 قرب دوار تنتامت، الارتفاع الصاروخي للمواد الغذائية والخضر والفواكه بشكل غير مسبوق، لكون الشاحنات والعربات الثقيلة كانت لا تصل إلى المدينة، فيما غامر البعض عبر طرق بديلة للوصول إلى المدينة عبر مسالك خطيرة ووعرة.
وبعد مفاوضات عسيرة ما بين مسؤولي طاطا وتارودانت، تم الاتفاق على حل مستعجل لإعادة فتح هذه الطريق الحيوية، قصد تسهيل وصول المؤن والخضر والدقيق إلى طاطا، وذلك عبر وضع قنطرة حديدية في المكان الذي جرفته السيول، وهو ما تم بالفعل حيث وضعت قنطرة مركبة بعد حوالي عشرين يوما من العمل، غير أن هذه القنطرة، بقدر ما استبشر بها البعض، خصوصا أصحاب السيارات الخفيفة، أثارت مخاوف سائقي الشاحنات والحافلات، حول جودتها ومسألة السلامة خلال المرور فوقها.