طنجة: محمد أبطاش
وجهت أحزاب المعارضة بالمجلس الجماعي لطنجة استفسارات لعمدة المدينة منير الليموري، بخصوص توقيع رخصة ذات صبغة تجارية لفائدة خواص، بغرض إحداث ملعب للبادل فوق مساحة خضراء بمنطقة مرشان. وأكدت المعارضة رفضها القاطع لهذا التوجه، موضحة أن هذه الفضاءات تشكل حقا جماعيا في الولوج إليها وفضاء حيويا للأسر والأطفال، وأن أي تفويت أو تغيير لوظيفتها لفائدة مرافق رياضية تجارية، يمثل تراجعا خطيرا للمكتسبات الحضرية ويضر بمبدأ العدالة المجالية.
وأكدت المعارضة على دعمها لتطوير الممارسة الرياضية وتنويع البنيات التحتية، مع التشديد على أن ذلك لا يجب أن يتم على حساب الفضاءات العمومية المخصصة للأطفال والأسر، ولا الإضرار بالمساحات المفتوحة التي يستفيد منها عدد واسع من السكان مجانا.
وتحول هذا الملف إلى ما يشبه قنبلة موقوتة أمام عمدة مدينة طنجة، حيث ما زالت الجماعة تلتزم الصمت بخصوص هذا الملف، مما دفع عشرات السكان، بحر الأسبوع الماضي، إلى الاحتجاج وتحت التساقطات المطرية، بالساحة العمومية بالحي، وذلك للتعبير عن رفضهم للترخيص لملعب «للبادل» الربحي، فوق مساحة خضراء مخصصة كفضاء عمومي، حيث كان إلى الأمس القريب يتضمن عددا من الملاعب الموجهة للأطفال واليافعين بهذا الحي. ورفع السكان شعارات مناوئة للمجلس الجماعي وبقية السلطات المحلية، على رأسها ولاية الجهة، التي قامت بالتأشير للمشروع ضدا في كل القوانين الجاري بها العمل، بما فيها حق السكان في متنفسات خضراء.
وتوجه السكان أخيرا بعدد كبير من الشكايات إلى والي جهة طنجة، يونس التازي، التي يبدو أنه تم تجاهلها، للمطالبة بوقف عملية الترخيص التي وقعتها عدة مؤسسات عمومية، بما فيها جماعة طنجة، لفائدة أحد الخواص بغرض إحداث ملعب للبادل فوق متنفسات خضراء، لطالما اعتبرت بمثابة أماكن للتنفيس عن أطفال هذا الحي، في ظل تقلص المساحات الخضراء بعموم تراب المدينة. وطالب السكان الوالي، التازي، بمنع استكمال الشركة المعنية للأشغال، نظرا للضرر الكبير الذي سيخلفه الأمر، وهو ما سيجعل أبناءهم يتوجهون إلى مناطق بعيدة عنهم بغرض اللعب، وممارسة هواياتهم. ورخصت المصالح المختصة ضمنها جماعة طنجة، وبتأشير من ولاية الجهة لمشروع ملعب للبادل، فوق مساحة خضراء وملاعب سابقة للقرب، دونما اعتبار لأحقية السكان المحليين.
