نادية ملطوف : أخصائية أمراض نسائية وأخصائية في التغذية والحمية
يشكل سرطان عنق الرحم مشكلة حقيقية في المغرب، فهو من أكثر السرطانات انتشارا عند السيدات، الأمر الذي يجعله يتسبب في نسبة كبيرة من الوفيات السنوية. ومن أهم الفحوصات التي تجنب الإصابة بهذه المشكلة الصحية الخطيرة، هناك فحص le frottis cervico utérin أو ما يسمى بفحص مسحة عنق الرحم، هذا الفحص لم يؤخذ لحد اليوم ما يحتاجه من اهتمام من السيدات، بالرغم من كونه يقي من الإصابة بسرطان عنق الرحم بنسبة 96 في المائة.
فما هو فحص مسحة عنق الرحم؟ كيف يتم؟ ومن هن المعنيات والملزمات بإجرائه؟ أسئلة وغيرها تجيبنا عنها الدكتورة نادية ملطوف، أخصائية في الأمراض النسائية، والحمية والتغذية من خلال هذا الحوار.
- ما هو فحص مسحة عنق الرحم أو le frottis cervico utérin؟
فحص مسحة عنق الرحم هو فحص سريري تقوم به السيدة لدى أخصائي الأمراض النسائية، هو فحص بسيط ولا يحتاج للتخدير، بحيث نقوم بأخذ عينة من عنق الرحم، ونبعثها للمختبر لإخضاعها لدراسة وتحليل تحت المجهر، فيتم فحص الأنسجة ويتم فحص الخلايا للتعرف إن كانت خلايا سليمة أو غير سليمة، وفي حال كانت غير سليمة فيتم تصنيف حدتها، وبالتالي يتم الحصول على تقرير مضبوط، الهدف منه هو الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم، على كل سيدة أن تعلم أن فحص مسحة عنق الرحم يقيها من الإصابة بسرطان الرحم بنسبة 96 في المائة. - أين تتجلى أهمية فحص مسحة عنق الرحم؟
لهذا الفحص أهمية جد كبيرة، لأنه يمكن من التعرف بشكل مبكر على الخلايا الخبيثة أو الأورام، ومن التعرف كذلك على الخلايا القبل سرطانية التي يتم تصنيفها إلى ثلاثة أصناف، خفيفة، متوسطة أو كثيفة التطور، وبالتالي يتم التأكد من احتمال وجود خلايا سرطانية. يمكن فحص مسحة عنق الرحم كذلك من الكشف عن الالتهابات الموجودة بعنق الرحم الأمر الذي يجعل التدخل الطبي ضروريا في مثل هذه الحالة للحد من تطور هذه الالتهابات.
ومن جهة أخرى يمكننا هذا الفحص من الكشف عن وجود أي طفيليات أو فطريات أو عدوى فيروسية قبل ظهور أعراض الإصابة بها، التي غالبا ما تتمثل في وجود افرازات مهبلية ذات رائحة كريهة.
ومن أهم فوائد فحص مسحة عنق الرحم انه يكشف عن ضمور او نقص هرمون الاستروجين. وهناك كذلك اللحمية الزائدة التي يتم الكشف عليها كذلك من خلال هذا الفحص، هذه اللحمية التي قد تكون السبب في ظهور الكثير من الاعراض الصحية كآلام شديدة على مستوى البطن او نزيف بعد الجماع او بدونه. إذن فكل هذه مشاكل صحية تختلف حدتها وخطورتها من مشكلة لأخرى ويمكن التعرف عليها من خلال فحص مسحة عنق الرحم. - بعد إجراء فحص مسحة عنق الرحم، والكشف عن وجود واحدة من المشاكل الصحية السالفة الذكر، كيف يتم علاجها؟
سبب المشكلة هو الذي يحدد طبيعة العلاج، فإن كان السبب التهابي، نقدم للمريضة علاجا دوائيا لمدة 10 او 15 يوما، ثم نراها من جديد بعد انتهائها من أخذ الدواء. وفي حال تم الكشف عن خلايا قبل سرطانية، فنضطر للتدخل للقضاء على هذه الخلايا اما بواسطة الدواء او الجراحة على حسب تطور المرحلة الصحية التي وصلت اليها المريضة.
أما عند الكشف عن سرطان عنق الرحم لا سمح الله، فيجب في البداية تحديد درجة المرض التي في حال كانت متقدمة فيكون من الضروري استئصال الورم عن طريق الجراحة مع الخضوع للعلاج الكيماوي فيما بعد، وهذا الأمر يكون شاقا بالنسبة للسيدة من الناحية الصحية والنفسية، ومكلفا لها من الناحية المادية، ولهذا أنصح السيدات بضرورة الخضوع بشكل دوري لفحص مسحة عنق الرحم، وبعدم التماطل في التوجه للأخصائي لإجراء الفحوصات اللازمة في حال ظهرت لديهن أي من الاعراض التي ذكرناها سابقا، للتمكن من الكشف عن الأورام ا خلال المراحل الأولى لأن علاجها خلال المراحل الأولية يكون سهلا وغير متعب للمريضة. - ابتداء من أي سن يجب البدء بالخضوع لفحص مسحة عنق الرحم؟
إجراء هذا الفحص يبدأ مع بداية ممارسة العلاقة الزوجية أو العلاقة الجنسية، وبالنسبة للعمر التقريبي الذي يحدده الاخصائيون لإجراء فحص مسحة عنق الرحم، فهو ما بين 20 و64 سنة. - وماذا عن وتيرة إجراء هذا الفحص؟
نتيجة فحص مسحة عنق الرحم خلال اجرائه للمرة الأولى هي التي تحدد وثيرة إعادة اجراء الفحص مرة أخرى، ففي حال كانت النتيجة سليمة عند اول خضوع لهذا الفحص، وخلال الخضوع الثاني كذلك، يتم إعادة اجراء الفحص مرة كل ثلاث سنوات، لكن في حال لم تكن النتيجة سليمة فالأكيد ان المريضة ستخضع للعلاجات اللازمة، وسيكون من الواجب عليها الخضوع للفحص بين الحين والآخر لإراحة بالها من جهة ولمراقبة أدني تطور صحي يمكن أن يحدث.