
محمد اليوبي
على إثر الفوضى التي شهدتها الجلسة الأسبوعية المخصصة للأسئلة الشفوية، التي عقدها مجلس النواب، أول أمس الاثنين، طالب الفريق الاستقلالي في رسالة موجهة إلى رئيس المجلس، رشيد الطالبي العلمي، بإحالة البرلماني والأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، على لجنة الأخلاقيات.
وأوضح الفريق في مراسلته أن أوزين الذي ترأس جلسة الأسئلة الشفوية بصفته نائبا للرئيس، استعمل عبارات مشينة في حق النائب البرلماني، العياشي الفرفار، وهي عبارات اعتبرها الفريق الاستقلالي «لا تليق برئاسة هذه المؤسسة الدستورية، ولا بأعرافها، والتي وصلت حد السب العلني، مستغلا بشكل غير مقبول منصة الرئاسة، والنقل المباشر لوقائع الجلسة الدستورية».
ووجه الفريق الاستقلالي اتهامات إلى رئيس الجلسة باستعمال عبارات تضمنت «إيحاءات مستفزة وغير مقبولة»، تفيد بأن عضو الفريق قد قام بحركات غير أخلاقية، وهو ما ينفيه قطعا العياشي الفرفار، حسب مراسلة الفريق، الذي طالب رئيس مجلس النواب بفتح تحقيق مستعجل في هذه النازلة، من خلال تفريغ محتويات الجلسة المصورة، وإحالة هذا الأمر إلى لجنة الأخلاقيات، وذلك حفاظا على حرمة المؤسسة الدستورية، ومكانتها لدى عموم المواطنات والمواطنين، ودرءا لكل الملابسات، وصونا لكرامة البرلماني العياشي الفرفار.
وكانت جلسة الأسئلة الشفوية التي عقدها مجلس النواب شهدت فوضى و«قربالة» بدأت عندما تدخل عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي، في نقطة نظام محتجا على غياب أعضاء الحكومة عن الجلسات البرلمانية، وتلا لائحة تضم أسماء الوزراء المتغيبين الذين لا يحضرون إلى مجلس النواب، وضمنهم عمر حجيرة، كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، وهو ما أثار احتجاجات في صفوف نواب الفريق الاستقلالي، قبل أن يتدخل علال العمراوي، رئيس الفريق، للرد على شهيد مدافعا عن الوزير الاستقلالي، وأكد العمراوي أنه يوجد في مهمة رسمية خارج أرض الوطن، معتبرا تلاوة أسماء الوزراء تعتبر سابقة بمجلس النواب، متهما رئاسة الجلسة بـ«إثارة الفتنة»، بقوله: «بهذه الطريقة من التدبير فإن الرئاسة تثير الفتنة داخل هذه المؤسسة»، قبل أن يقاطعه أوزين ويرد عليه قائلا: «الفتنة هي عدم احترام النظام الداخلي لمجلس النواب».
وفي خضم هذا الجدل، اندلعت معركة كلامية بين محمد أوزين، رئيس الجلسة، والبرلماني الاستقلالي، العياشي الفرفار، الذي احتج على عبارات استعملها في حقه أوزين عندما خاطبه قائلا: «شوف دابا نتا هاد النماذج»، وتحولت الجلسة إلى حلبة للفوضى والصراخ وتبادل الاتهامات لمدة 20 دقيقة، وكان أوزين يرد على صراخ البرلمانيين الاستقلاليين بالقول: «بقاو تغوتوا تما، ما غادي تغيروا حتى حاجة»، وأضاف: «راه فايت لي قلت ليكم بلّي رفع الصوت لا يدل على قوة الحجة. هذا نموذج غير محترم، وراه ميمكنش تديرو لي بغيتو».
وفي ظل هذا الجدل، تدخل مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، لتقديم توضيحات بخصوص غياب بعض الوزراء، وقال: «تثار نقاط كثيرة في هذا الجانب، ولا يجب أن ندخل في نقاشات لا نمتلك فيها الحقيقة دائما»، وأكد بايتاس أن «الحكومة حريصة على الحضور إلى مجلسي البرلمان، وإذا حال حائلٌ دون حضور عضو من أعضائها يتم الحرص على تعويضه بوزير آخر، ويتم أيضا العمل على ضمان التمثيل في هذا الصدد داخل المجلس».