
ما هي أول مهمة تقلدتها كمدرب داخل الإدارة التقنية الوطنية؟
شيء جميل أن تجمع بين لعب الكرة على مستوى عال، وأن تدرس التربية البدنية وتتخرج أستاذا للسلك الثاني لهذه الشعبة، أي الجمع بين العلمي والتطبيقي، والأجمل أن تعين في مدينتك سيدي قاسم لتدرس أبناء منطقتك من جهة وتشرف في نفس الوقت على تأطيرهم كرويا. بالنسبة لمهمتي داخل المنتخبات الوطنية، فقد أناطت بي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ابتداء من سنة 1993 مهمة تدريب منتخب الفتيان، وأسندت لحسن مومن مهمة تدريب صغار الفريق الوطني، وعهد لعبد الرحمن السليماني مسؤولية تدريب فريق الشبان، وكان عملنا متكاملا، وكان هذا الثلاثي يشكل في حد ذاته الإدارة التقنية الوطنية.
هل تقصد أن هذا الثلاثي كان وراء تدريب أول دفعة لمركز التكوين الوطني؟
تماما لقد كنا وراء اختيار الدفعة الأولى من اللاعبين الذين دخلوا مركز المعمورة عند افتتاحه سنة 1995، حيث التحق به فوجان فريق الفتيان والشبان وغالبية لاعبي الشبان تدرجوا عندي أثناء إشرافي على فتيان المنتخب المغربي، وغالبيتهم شكلوا المنتخب الذي سيفوز بكأس إفريقيا للشبان سنة 1997، أي بعد عامين وهذا يؤكد جدية العمل الذي كنا نقوم به في ظل إمكانيات ضئيلة جدا لا يمكن مقارنتها بما نراه اليوم. الدفعة الأولى كانت تضم عبوب والرباطي وبدر قادوري والشارف وبودن والوردي واللائحة طويلة، هؤلاء سيشكلون نواة المنتخب المغربي الذي فاز بلقب الألعاب الفرنكفونية وشاركت عناصره في أولمبياد أثينا مع المدرب الراحل محمد مديح. لقد قضيت ثلاث سنوات في مجال تكوين الناشئين ضمن مشروع تكويني عميق والحمد لله تدرجت كمدرب في جميع المناصب من مدرب منتخب الفتيان إلى الشبان إلى الأمل إلى مساعد للناخب الوطني إلى ناحب وطني، أي أنني تدرجت في جميع الفئات وهذا يعني أنني ساهمت في تكوين أجيال.
أغلب هؤلاء اللاعبين سيدخلون عالم الاحتراف؟
المهم أنهم احترفوا في دوريات كبرى، لكن الأهم هو أنهم خاضوا تجربة التدريب ومنهم من أصادفه في الملاعب حين أشرف على فريق من فرق البطولة فيصافحني بحرارة. عادل رمزي هو اليوم مدرب للوداد، السكيتيوي مدرب مشهود له بالكفاءة، السفري يدرب في قطر على أعلى المستويات، لمباركي وخربوش والجرموني سعد عبد الفتاح شيبو والمختاري وبونبات واللائحة طويلة.
ستشرف على منتخب المغرب للشبان وتحصل على كأس إفريقيا، ما هي وصفة الانتصار؟
وضعت في الجامعة الثقة للإشراف على المنتخب المغربي والحمد لله حققت أول أحلامي كمدرب، في المباراة النهائية رددنا القرآن كثيرا قبل الخروج من مستودعات الملابس والالتحاق بأرضية الملعب، كانت أجواء مهيبة، والكل تأثر في تلك اللحظات، وكانت تلك الأجواء الروحية دافعا مهما نحو تحقيق اللقب، بالإضافة للحضور الكبير، لجماهير المنتخب الوطني المغربي، بالملعب الشرفي بمدينة مكناس. واجهنا منتخبا قويا يملك أسماء التحقت بالمنتخب الأول لجنوب إفريقيا فيما بعد، لكننا كنا نمتلك أسماء قوية بالمقابل، ستشكل نواة الفريق الأول.
لكن الجامعة لم تكن واثقة من الفوز بلقب كأس إفريقيا؟
لا أحد كان يثق في هذا المنتخب الواعد، كان اللاعبون يشعرون بذلك، وحين كنت أقول للمسيرين الجامعيين بأن هؤلاء الشباب سيدخلون التاريخ حيث سيتأهلون لكأس العالم في ماليزيا، وخير دليل على ما أقول، أنه خلال جلستي مع بعض الأعضاء الجامعيين لتحديد الحوافز المالية الخاصة بمشاركة المنتخب المغربي في كأس العالم 1997، اتفقنا على أن يحصل كل لاعب على 5000 درهم في حالة الفوز في مباريات الدور الأول، أي 15000 ألف درهم إذا فازوا في ثلاث مباريات، قلت لهم وما هو جدول الحوافز المالية في حالة بلوغنا المربع الذهبي، التفتوا إلى بعضهم البعض، وقالوا سيتوصلون بضعف المبلغ أي 30 ألف درهم، ثم سألتهم: «وما هي منحة الفوز باللقب؟». فضحكوا وقالوا: «ماذا تقول إذا فازوا بكأس إفريقيا، لديك فيض من التفاؤل يا رشيد، إذا حصلوا على اللقب سنخصص لكل لاعب منحة قدرها 70 ألف درهم»، فصاح أحدهم «زيدوهم، فاستدرك وأضاف: «منحة الفوز 75 ألف درهم» لم يسبق للمنتخب حتى الأول أن نال هذه المكافأة المالية.
هل صحيح ما تم تداوله حينها، بأن المنتخب الذي كنت تشرف عليه قد استمتع خلال منافسات كأس إفريقيا بلحظات في ضيافة الشيخات؟
لا بد أن أصحح هذه المعلومة، كل ما في الأمر أنه أثناء المعسكر الذي كنا ننظمه في مدينة إفران استعدادا لخوض نهائيات كأس أمم إفريقيا التي أقيمت في المغرب بين فاس ومكناس، تسلل الملل والضجر للاعبين بسبب الإعياء وطول فترة التحضير، فاقترح علي مدير الفندق الذي كنا نقيم فيه، أن ننظم لفائدة اللاعبين والطاقم التقني سهرة غنائية للترويح عليهم، ووعدني بإحضار فرقة غنائية أمازيغية من الفلكلور المحلي للمنطقة لتنشيط الأمسية، رحبت بالفكرة على أن تقتصر على اللاعبين وأن تقام في الفندق وأن لا تتعدى مدتها ساعتين فقط، وفعلا كانت تلك السهرة رائعة أعطت للاعبين نفسا آخر وخففت عنهم من عناء الاستعداد. البعض أساء فهم هذه المبادرة واعتقد أن اللاعبين سهروا مع الشيخات وأن المعسكر يعرف انفلاتا. هذه هي حقيقة شيخات الأطلس في فندق المنتخب الوطني، لو خسرنا لقب الكأس الإفريقية لا قدر الله لأصبحت سهرة الفندق على كل لسان.
قبل تدريب منتخب الشبان كان لك عبور كمدرب مع فريقك الأم؟
حين قررت التوجه إلى عالم التدريب، منحني مسؤولو مسقط رأسي فرصة تدريب اتحاد سيدي قاسم في موسم 1992-1993، بعدها ثم منحي فرصة تدريب المنتخب المغربي للفتيان سنة 1994، وبعدها دربت منتخب الشبان من 1995 إلى 1997، حينها سأصبح مساعدا للناخب الوطني هنري ميشال.